اهم الاخبار
الأحد 22 ديسمبر 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

بأقلامهم

حرب أكتوبر المجيدة.. ذكرى النصر والعزة والكرامة

حرب 6 أكتوبر
حرب 6 أكتوبر

يحتفل المصريون بالذكرى ال48، ذكرى النصر والعزة والكرامة «1973»، ذلك الوقت الذى خاض فيه الشعب المصري وجيشه، وقادته، حرباً شرسة أما العدو الإسرائيلي، بروح الصمود والتحدى من حرب تم وصفها من قبل المؤرخون بأنها الحرب الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية، وذلك لقدرتها فى قلب موازين القوى وإبهار العالم بعد أن أجمع خبراؤه العسكريون على استحالة العبور.


حرب 6 اكتوبر التى اجتمعت فيها الروح القتالية والدبلوماسية الشجاعة، التى خاضت حروبًا لا تقل قوة وأهمية عن الحروب التى خاضتها العسكرية، ونجحت قواتنا فى استرداد آخر شبر من الأراضى المصرية ورفرفة العلم المصرى عليها، لتثبت عدة نجاحات وقف التاريخ معظماً أمامها، وتحقق إنجازات شارك فيها الجميع، عسكريين ومدنيين، ووصلت لجميع طبقات الشعب المصري العظيم.

«الشعب والجيش إيد واحدة»

أثبتت حرب 6 أكتوبر عام 1973 للعالم بأكمله قدرة المصريين على إنجاز عمل جسور من خلال دقة الإعداد والتخطيط، وبسالة الأداء والتنفيذ، وذلك أكد للجميع أن الشعب المصرى ضرب أروع صور البطولة ووقف إلى جوار قواته المسلحة، وجيشة العظيم، الرائع داعما ومساندا.

تحطيم أكذوبة الجيش الإسرائيلي

والجدير بالذكر، أن حرب 6 أكتوبر 1973، قامت بتحطيم ومحي أكذوبة الجيش الإسرائيلى الذى لا يقهر ابدا، حيث استطاع الجيش المصرى عبور قناة السويس وتدمير خط الدفاع «الإسرائيلى» المتين المعروف بخط «بارليف»، لتكون تلك الحرب بمثابة صدمة كبيرة لقادة تل أبيب لدرجة أن «جولدا مائير» قامت باللجوء إلى السلاح النووى لإنقاذ جيشها، وفى نفس الوقت قامت أمريكا بمد جسر تسليح جوى «عسكرى» مباشر لمساعدة «إسرائيل» وإنقاذها.

وعلى ذلك أيضاً، أكدت حرب العاشر من رمضان صدق رؤية الرئيس جمال عبد الناصر «ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة»، وبالفعل كان من أهم مكاسب هذه الحرب هو المحافظة على الروح المعنوية لرجال القوات المسلحة التى تدهورت أيام النكسة 1967، واستعادة الثقة بالنفس والقدرة على التخطيط العلمى السليم، بالإضافة إلى أنها رفعت الروح المعنوية للقادة العرب، وأكدت قدرتها للعالم أجمع على استرداد حقوقها المشروعة.


قامت حرب 6 أكتوبر 1973 بمحي سياسة فرض الأمر الواقع، واستحالة إجبار شعوب المنطقة على الخضوع تحت ضغط السلاح، ولهذا كانت من نتائج الحرب رفع شعار المفاوضات هى الحل، لدرجة أن «موشى ديان» وزير الدفاع الإسرائيلى قال فى ذلك الوقت: «ان حرب أكتوبر كانت بمنزلة زلزال تعرضت له إسرائيل، ولم نملك القوة الكافية لإعادة المصريين للخلف مرة أخرى».


التضامن العربى

كان إعلان مبدأ التضامن فى وجه قوى الاحتلال ومعاونية، من أهم مكاسب «73» وهذا ظهر بوضوح خلال مراحل الحرب، وتأتى من منطلق شعور العرب بالخطر على أمنهم القومى، ولذلك توج هذا التضامن بنصر عسكرى كبير تفتخر به جميع الأوطان.


تعمير ارض الفيروز

اهم نتائج نصر أكتوبر هو بدء مشروعات كبرى بأرض الفيروز وتعميرها من خلال ربطها بوادى النيل والعمل على تحويلها إلى منطقة استراتيجية متكاملة، بالإضافة إلى استرداد السيادة الكاملة على قناة السويس وعود الملاحة فى القناة فى يونيو 1975م، لينتج نصرا اقتصاديا كبيرا عاد بالنفع على الجميع.


وفى هذا الاطار، بالفعل نجح الانتصار فى حرب 6 أكتوبر فى تحريك قضايا المنطقة والاتجاه بها نحو الحل السلمى رغم البداية العسكرية لها، وكان ذلك واضحاً منذ اللحظات الأولى للحرب، إذ قرر مجلس الأمن البدء فوراً فى التفاوض بين الأطراف، بذلك لنصل إلى معاهدة «كامب ديفيد» التى بادر بها الرئيس أنور السادات، وأجبر الإسرائيليون على التوقيع والتنفيذ.

وفى النهاية استطيع القول، بأن ذكرى حرب أكتوبر المجيدة  ستظل واحدة من الذكريات المضيئة والخالدة فى تاريخ الصراع العربى الإسرائيلى، وستبقى فى ذاكرة كل مصرى وعربى كنموذج للفخر والعزة والكرامة. 

كاتب المقال : نائب رئيس قسم التريندات في الوكالة نيوز