توك شو
محلل: انسحاب القوات الروسية من ليبيا سيكون مؤثر
قال المحلل السياسي محمد الزبيدي، إنه مع ترقب الجميع الانتخابات الليبية المقرر إجراؤها في ديسمبر، وفي سياق التطورات الحاصلة في البلاد، كشفت بعض المنصات الإعلامية تفاصيل الخطة الخاصة بإخراج القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا، والتي أعدت في جنيف قبل أيام، من قبل أعضاء اللجنة العسكرية وممثلي الدول الراعية لمؤتمر برلين.
وأوضح أن الخطة التي أكملتها اللجنة العسكرية 5+5 في جنيف، تنص على البدء أولا من خطوط التماس، فكل طرف سيقوم بسحب القوات الأجنبية إلى نقاط متفق عليها في مدينتين معينتين. وفي الخطوة الثانية، يتم استدعاء مراقبين دوليين سيدخلون إلى ليبيا بإشراف دولي وسيعملون مع مراقبين محليين على تنفيذ الخطة الموضوعة في جنيف والتي تستلزم الإخلاء بشكل تدريجي متوازن ومتزامن.
سحب قوات فاغنر
وأوضح أن موسكو، استبقت جميع الخطوات وبدأت بسحب عناصر الشركة العسكرية الروسية الخاصة فاغنر من مناطق انتشارها وتجميعها في مناطق أخرى، حيث ظهرت في مواقع التواصل الإجتماعي في اليومين الماضيين صور تُظهر قوافل من فاغنر محملة بالعناصر، وبرفقتها بعض المركبات الحاملة لمنظومات بانتسير للدفاع الجوي تنطلق باتجاه الجنوب الليبي من الشمال الشرقي.
ورجح المحلل، بأن فاغنر ربما قد تتوجه إلى مالي، بعدما كشفت أنباء مُسبقاً عن توقيعها إتفاقية لمكافحة الإرهاب مع الحكومة المالية في العاصمة باماكو، كما أفاد آخرون أن لهذه الخطوة ورغم أهميتها الكبيرة في تطبيق خارطة الطريق الليبية والانتهاء من مشكلة المرتزقة الأجانب في البلاد، آثار سلبية جداً على مصير الجيش الوطني الليبي ومستقبل البلاد المتعلق بالتوازن العسكري القائم حالياً.
ومن جانبه قال الخبير العسكري والسياسي المختص في شؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا العميد المتقاعد هشام رعد: إن انسحاب الروس من ليبيا يؤثر على مسيرة قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر السياسية والعسكرية، وبالتالي إضعاف الجيش الوطني الليبي، حيث أشار إلى أن جميع إنجازات الجيش في المراحل السابقة في القضاء على الإرهاب والميليشيات جاءت بفضل الدعم المباشر من قوات مدربة جيداً ومجهزة بالعتاد المتطور ومنظومات معقدة لا يملكها الجيش الذي وصفه بالعناصر المتواضعة التي تقود سيارات البيك آب المدعومة برشاشات.
وأضاف أن المناورات الأخيرة التي أراد بها المشير إخافة أعدائه من الغرب الليبي والقوات التركية التي تدعم باستمرار الميليشيات في طرابلس، ما هي إلا مفرقعات بالعلم العسكري، وموجهة لرفع معنويات المدنيين، وبالتالي فإن الجيش الوطني الليبي لن يستطيع بعد رحيل الروس الإبقاء على مواقعه الحالية في حال أرادت الميليشيات أن تفتح جبهة جديدة وتنطلق نحو مناطق الشرق والجنوب الليبي.
وأكد أن هذا الانسحاب سيخل بالتوازن العسكري القائم في الوقت الراهن، لأن تركيا الداعمة للمعسكر الغربي في ليبيا لا تُعير اهتماماً للقرارات الدولية وحظر السلاح على ليبيا وما زالت تُرسل بشكل شبه يومي العتاد والمرتزقة الى البلاد، بحسب مصادر عدة، من بينها المرصد السوري لحقوق الانسان.
وتابع أنه سواء أُجريت الانتخابات في موعدها أم فشلت الحكومة الليبية المؤقتة في ذلك، فإن المستفيد من هذا الوضع هي تركيا، وفي حال إلغاء الانتخابات ستكسب أنقرة الوقت لمواصلة تنفيذ العقود التي وقّعها رئيس حكومة الوفاق السابق، فايز السراج، وحال فوز الشخص المفضل لها في ليبيا، يمكنها الاستمرار في خططها التوسعية هناك، أمام أعيُن المجتمع الدولي.