اهم الاخبار
الجمعة 22 نوفمبر 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

بأقلامهم

خالد العوامي يكتب: سمير رجب ريح طيبة من الزمن الجميل .. وهذه حكايته مع المرض الغامض

سنوات طويلة قضيتها في محراب الأستاذ .. كلما اقتربت منه تكتشف ان بداخله اشياء عميقة الأثر لا تهزه رياح ولا تنال منه زوابع

الوكالة نيوز

سيقي سمير رجب " الأستاذ " ، علامة بارزة بل ومضيئة في تاريخ الصحافة المصرية شاء من شاء وأبي من أبي .. سيبقي رائحة طيبة من الزمن الجميل لمهنة تندثر وتتواري .. مهنة خفت بريقها وتراجع تأثيرها .. مهنة أصبحت مستباحة وغاب عنها اسطوات كانوا ملئ السمع والبصر .. مهنة تولي امورها انصاف انحدروا بها الي الدرك الاسفل .

من علمني حرفاً صرت له عبداً

سنوات طويلة قضيتها في محراب " الأستاذ " ، اعمل بجانبه نائباً لرئيس تحرير جريدة " 24 ساعة " .. اختارني عن قناعة من آخر الصفوف وفي سن مبكرة جداً .. ثم .. ثم دفع بي نحو مقدمة الخطوط وعمري لم يتجاوز آنذاك الـ 29 عاماً .. حالفني الحظ عندما عملت بجواره وعن قرب طيلة سنوات ربيع العمر ، تعلمت فيها منه الكثير والكثير ، وسيبقي اثرة المهني غالب علي كل حرف وكلمة اخطها في بلاط من كانت صاحبة الجلالة  .. " فمن علمني حرفاً صرت له عبداً " .

مرض غامض

.. و .. و مؤخراً آلمني كثير " كبسولة " كتبها " الاستاذ " منذ ايام يروي فيها حكايته مع  مرض غامض آلم به محاولاً  التغلب على المسيرة الطبيعية للحياة ، لكنه والحمد لله مني بفشل ذريع .

قوة خافية

ويبدو أن الاستاذ سمير رجب رغم تقدم العمر ما زال كعادته ، يتمتع بقوة خفية كامنة في جوفه تدفع به دائما نحو الأمام ، قوة تتنامي بداخلة حتي في اعتي لحظات الوهن لتقاوم وتنتصر ، قوة تمنعه من التوقف او حتي التراجع للوراء برهة .

صراحة كلما اقتربت من الرجل تكتشف انه ينتمي الي جيل خاص ، مصنوع بداخلهم اشياء عميقة الأثر لا تهزهم رياح ولا تنال منهم زوابع ، وقديما  قالوا : " إن كان للمرء عزم في إرادته فلا الطبيعة تثنيه ولا القدر " .. هكذا هم الأبطال يُصنعون من معادن نفيسة .. وحقا صدق من قال : " لا أحد يصنع من المعدن الرخيص ذهباً " .

العائلة وطن وكنز لا يفني

ويبدو ان سمير رجب " الأستاذ " اراد كعادته ان يعلمنا درساً جديداً حتي في لحظات الوهن ، اراد أن يبعث برسالة مؤثرة " من خلال كبسولته عن المرض الغامض " ، خاصة عندما تحدث عن اسرته الطيبة " ابنائه البررة وائل وريهام واحمد ، وزوجته الحانية المهندسة فردوس عباس " ، ليؤكد لنا ان العائلة هي أحد روائع الطبيعة ، هي وطن وكنز لا يفني ، هي الجنة في عالم لا يرحم ، هي يديك وذراعيك وقدميك ، هي الحماية من أعاصير الحياة والأمان وقتما يتكالب عليك الزمن ، العائلة هي سكينة الروح والدفئ العميق الذي لا تبرد معه ابداً  .

فقل ما شئت عن المناصب والشهرة والمجد وبهرج الحياة الزائف ، تحدث كيفما تريد عن كل أمجاد الدنيا وبطولات العالم الخارقة والغير خارقة ، فكل ذلك لا يوازي شيئاً أمام عائلة طيبة معدنها نفيس تسكن اليها ، وتواري عنك سوءات الزمن ، فمن لا خير فيه لأهله لا خير فيه لأحد .

لقد زرع العزيز سمير رجب " أخر عنقود الموهبين " خيراً طوال 40 عاماً ، ولن يحصد إلا ما زرع .. فهنيئاً له ولنا اسرته الطيبة ، والف تريلون سلامة ، ادام الله عليه الصحة ومتعه بالعافية  .


كاتب المقال : رئيس تحرير الوكالة نيوز ومدير تحرير بوابة أخبار اليوم 

 

ﺗﻔﻀﻴﻼﺕ اﻟﻘﺮاء