بأقلامهم
صالح السعدي يكتب.. الإمارات تتسلم الراية من مصر وتقود العمل المناخي في 2023
ها هي دولة الإمارات العربية المتحدة تتسلم راية القيادة للعمل المناخي في العالم، في مرحلة فارقة يواجه فيها المجتمع الدولي العديد من التحديات في ملف تغير المناخ، حيث تستعد الدولة لتنظيم مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ في دورتها لثامنة والعشرين "COP28"، والتي تستضيفها مدينة إكسبو دبي خلال نوفمبر 2023، وذلك بعد أن اختتمت فعاليات الدورة السابعة والعشرين من المؤتمر "COP27"، والتي عقدت بمدينة شرم الشيخ بجمهورية مصر العربية الشقيقة.
قيادة الجهود الدولية
وتأتي استضافة جمهورية مصر العربية ومن بعدها دولة الإمارات العربية المتحدة للدورتين السابعة والعشرين والثامنة والعشرين من مؤتمرالأمم المتحدة المَعْنِي بتغير المناخ، لتدل دلالة قاطعة على الثقة التي تحظى بها الدولتان في المجتمع الدولي، وأنهما تستطيعان قيادة الجهود الدولية للحفاظ على البيئة ومواجهة التغيرات المناخية التي تهدد الأجيال الحالية والمستقبلية، بل وكوكب الأرض بأكمله، وأيضًا قدرة الدولتين على إقناع دول العالم بأهمية الوفاء بتعهداتها الخاصة بهذه القضية المصيرية، وتنفيذ مقررات المؤتمرات السابقة.
إدارة الحوار والتوفيق بين الآراء
لقد نجحت جمهورية مصر العربية في تنظيم فعاليات مؤتمر "COP27"، وسوف تشهد الدورة المقبلة"COP28"، التي تستضيفها دولة الإمارات امتدادًا لهذا النجاح، وذلك يرجع للعلاقات المتميزة التي تربط بين الإمارات وكافة الدول الشقيقة والصديقة في المحيطين الإقليمي والدولي، بالإضافة إلى خبراتها المتراكمة في إدارة الحوار والتوفيق بين الآراء، وكذلك ريادتها في مجالات المحافظة على البيئة، ومواجهة التحديات المناخية، واستخدام الطاقة النظيفة.
ومنذ تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة، قبل أكثر من خمسين عاما، وهي تحافظ على البيئة والطبيعة وتزيد من المساحات الخضراء في كافة ربوع الدولة. وقد تنبهت الإمارات قبل سنوات إلى خطورة ظاهرة التغير المناخي، لذلك اتخذت العديد من الإجراءات، وأطلقت الكثير من المبادرات للحفاظ على البيئة ومواجهة التغيرات المناخية، حيث تحرص الإمارات بمختلف مؤسساتها على تنفيذ المبادرات الهادفة إلى الحد من الانبعاثات، بما يتماشى مع أفضل الممارسات العالمية، وذلك من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة التي تدعم التحول الأخضر.
الحياد المناخي
وفي هذا الإطار أطلقت دولة الإمارات المبادرة الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050، لتكون بذلك أول دولة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تعلن عن سعيها لتحقيق الحياد المناخي.
وتقوم وزارة التغير المناخي والبيئة الإماراتية بتنسيق الجهود بين الوزارات والجهات المختلفة في الدولة لتحقيق الهدف من تلك الاستراتيجية ،بما يتماشى مع خطط التنمية المستدامة في مختلف القطاعات.
وفي مجال الطاقة النظيفة تقوم الإمارات بتنفيذ مشروعات في قطاعات الطاقة المتجددة والنووية والنظيفة، باستثمارات تصل إلى 600 مليار درهم حتى عام 2050، وذلك لضمان تحقيق التوازن بين توفير الاحتياجات الاقتصادية وتحقيق الأهداف البيئية.
ولا تقتصر جهود دولة الإمارات في مجال التغير المناخي على الداخل فقط، فقد قامت الدولة بتنفيذ العديد من مشروعات البنية التحتية والطاقة النظيفة عالمياً، كما تدعم استخدام الطاقة المتجددة في الدول النامية، حيث استثمرت في مشاريع للطاقة المتجددة في 70 دولة حول العالم، بقيمة تصل إلى 16.8 مليار دولار أمريكي.
وهكذا، يتبين أن الدورة الثامنة والعشرين من مؤتمرالدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "COP28"، والتي ستعقد مدينة إكسبو دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة خلال نوفمبر 2023، سوف تكون أنجح دورات المؤتمر لما تقوم به الدولة من جهود مقدرة عالميًّا على المستوي الوطني والإقليمي والدولي في مجال الحفاظ على البيئة ومواجهة التغيرات المناخية.
كاتب المقال: نائب سفير دولة الإمارات العربية لدى مصر