الفن
بمكرمة من حاكم الشارقة.. افتتاح دار إقامة لكبار الفنانين بمصر
تخصيص وديعة مالية لتسيير شؤون "الدار".. العويس: اللقاءات العربية تعزز مسيرة التعاون المشترك.. فنانون: الحلم أصبح حقيقة
تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الإعلى للاتحاد حاكم الشارقة، شهد سعادة عبد الله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة في الشارقة، افتتاح مبنى دار إقامة كبار المسنّين التابعين لنقابة المهن التمثيلية في جمهورية مصر العربية، ومقرهّا مدينة السادس من أكتوبر.
حضر حفل الافتتاح صالح السعدي نائب سفير دولة الإمارات لدى مصر، ود. أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية المصرية، وأحمد بو رحيمة مدير إدارة المسرح، ومحمد إبراهيم القصير مدير إدارة الشؤون الثقافية في دائرة الثقافة، وعدد كبير من فناني وفنانات مصر.
في بداية الحفل، قام عبد الله العويس بإزاحة الستارة عن اللوح التذكاري للمبنى، للاعلان عن افتتاح دار الإقامة بشكل رسمي.
ورحّب أشرف زكي بالحضور، وأشار في كلمة ألقاها إلى الدور الحيوي والبارز الذي يقوم به صاحب السمو حاكم الشارقة على المستوى العربي بشكل عام وعلى مستوى مصر بشكل خاص في خدمة الفن والثقافة، وعبّر عن شكره إلى سموّه، قائلاً: "إن اسهامات حاكم الشارقة الفنية والثقافية واضحة في مصر، وهذا ليس بغريب على رجل مثقف، يعرف مصر أكثر مما نعرف، لذا نثمّن اهتمام سموّه بالفنانين ونقدم الشكر على هذا العمل الإنساني التاريخي".
بدوره، قال أشرف عبد الغفور نقيب المهن التمثيلية السابق :"يوم انتظرناه منذ سنوات، وكل ما يمكن أن يقال يتضح في عيوننا، ونود أن نعبر عن سعادتنا ونحن في قلب هذا الصرح، وما يجب أن أذكره هي قصة رعاية إنشاء المبنى، فحينما كنت في زيارة للشارقة قبل سنوات، قمت بعرض فكرة إنشاء "الدار" على صاحب السمو حاكم الشارقة، وكان الرد من سموّه وقتها مباشراً في الموافقة والتوجيه في البناء، فشكراً يا صاحب الأيادي البيضاء وأنت تجعل أحلامنا حقيقة وواقعا".
وألقى العويس كلمة تناول خلالها مسيرة التعاون بين الإمارات ومصر، قائلاً: "نَسْعَد اليوم بلقاء عربيّ متجدّد يجمع دولةَ الإماراتِ العربيةِ المتحدةِ بجمهوريةِ مِصْرَ العربيةِ، وهو اجتماع يُكْمِل مسيرةَ التعاون بين البلدين الشقيقين في ظلّ قيادة رشيدة تؤمن بأهميةِ التكاملِ العربيِّ في كافةِ المجالاتِ، وإنّ الثقافةَ والفنونَ تأتي ضمنَ منظومةِ العملِ الأخويِّ المشتركِ، تَمَثّلَ ذلك في سلسلةِ المشروعاتِ الثقافيةِ والعلميةِ التي أنجزتْها الأيادي الخيّرةُ وفاءً لمصرَ العزيزةِ، وعرفاناً لما قدّمتْه للأمّةِ العربيةِ".
وأعلن رئيس دائرة الثقافة في كلمتهِ عن تخصيص صاحب السمو حاكم الشارقة لوديعة مالية لتسيير شؤون "الدار" المالية والإدارية، قائلاً: "إنّنا إذْ نشهد افتتاح "دار إقامةِ كبارِ المسنّين التابعين لنقابةِ المِهَنِ التمثيليةِ في مصر، أتشرّف بأن أعلن عن تخصيص صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضوِ المجلسِ الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة، لوديعة مالية لتسيير شؤون "الدار" المالية والإدارية، تغطّي كافةَ النفقاتِ التشغيليةِ بما فيها أجورُ العاملين، وعلاجُ المقيمين في الدار، متمنياً سموُّه لكم دوامَ الصحّةِ والعافية".
وقال صالح السعدي أن المكرمة الإنسانية بإنشاء دار المسنين لفناني مصر من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم إمارة الشارقة، تأتي في إطار دعم سموه للمبادرات الإنسانية، وتقديرًا من سموه للفن والفنانين في بقاع عديدة من وطننا العربي، خاصة مصر الشقيقة التي اختصها بالكثير من الدعم. مبرزاً أن سموّه يحرص على تكريم الفنانين والمبدعين،، مشيرًا إلى أنه من تلك المبادرات الإنسانية لصاحب السمو حاكم الشارقة في مصر، دعم سموه للعديد من المؤسسات الطبية، ومنها دعم مستشفى الكبد بمدينة المنصورة، ومعهد الأورام التابع لجامعة القاهرة.. وغيرها الكثير.
وأكد نائب سفير الإمارات في مصر أن حب صاحب السمو حاكم الشارقة لمصر وأهلها لا يخفى على أحد، مضيفا أن سموه دائم التأكيد قولًا وفعلا على حبه ودعمه المستمر لمصر واعتزازه بتلقي تعليمه الجامعي في كلية الزراعة بجامعة القاهرة، حيث قال سموه: "سأظل وفيا لمصر حتى آخر نفس ولن أتأخر عنها".
“جولة داخل الدار”
تجوّل العويس والحضور في مرافق "الدار"، واستمعوا إلى شرح مفصل قدّمه المهندس محمد عبد الغني الاستشاري الهندسي للمشروع منذ البدء في بنائه إلى آخر لبنة.
وتنقّل الحضور في الأدوار التالية: السفلي، والأرضي، والأول، والسطح، واطلعوا على ما تضمه من غرف تقوم على أحدث التجهيزات الخدمية، بحيث تقدّم لجميع المقيمين خدمة لائقة.
ويشمل الدور السفلي من الدار على مطعم رئيسي يستطيع أن يقدّم الخدمة لأكثر من 60 شخصاً في نفس الوقت، كما يشمل مطبخاً فرعياً يستطيع أن يخدم أكثر من 100 فرد على الأقل.
ويضم هذا الدور أيضا صالة رياضية، وصالة علاج طبيعي، وطبيب مقيم للإشراف على الحالات المرضية، ومعامل طبية للفحص، إضافة إلى مكتبة لمحبي القراءة، وغرف لإقامة العمالة الخاصة بدار المسنين.
ويحتوي الدور الأرضي على 17 غرفة لذوي الاحتياجات الخاصة، وغرفة للتمريض من أجل تقديم خدمة طبية متميزة على مدار الساعة للمقيمين، وحمام سباحة ترفيهي. في حين يضم الدور الأول 18 غرفة، إضافة لغرفة للتمريض، فيما يحتوي السطح على جلسات خاصة للمقيمين في "الدار".
“بين الحلم والحقيقة”
ثمّن فنانون مصريون رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة للفن والمبدعين، وعبّروا عن شكرهم إلى سموّه لدعمه إنشاء دار رعاية للفنانين المصريين المسنّين، ووصفوا المبنى بـ"الحلم الذي أصبح حقيقة"، وأشار عدد منهم إلى أهمية الدار بوصفها حاضنة للمبدعين، خاصة وأن منهم من لا يجد مأوى في نهاية مشواره الفني.
حول "الدار"، قال الفنان سامي مغاوري إن المبنى سيقوم برعاية كبار الفنانين، والدار هي رد جزء من الجميل لهؤلاء المبدعين الذين أسعدوا المجتمعات العربية من المحيط إلى الخليج.
وأعرب مغاوري عن شكره لصاحب السمو حاكم الشارقة لما قدمه من دعم ورعاية إلى هذا المشروع، مضيفاً أن سموّه حقق حلم جميع الفنانين.
وفي بداية حديثه، عبّر الفنان إيهاب فهمي، عضو نقابة المهن التمثيلية، مدير المسرح القومي، عن سعادته بإنجاز مبنى "الدار"، مقدّما الشكر إلى حاكم الشارقة الداعم الأول للمشروع، مبرزاً أهمية الوديعة المالية المخصصة من قبل سموّه لتسيير شؤون "الدار".
وأضاف فهمي، قائلاً: "يدل هذا الصرح على الإنسانية والتكافل، والحب بين الناس، وأننا نقف إل جانب الفنان إلى نهاية العمر، ونضمن له الحياة الكريمة، ولعل فكرة المشروع جديدة في عمل النقابات، ونفخر أن تكون نقابة المهن التمثيلية حاضنة لها".
وقالت الفنانة رانية فريد شوقي إن والدها كان ليكون فرحاً بهذه "الدار" خاصة وأنه كان يطالب لسنوات بمثل هذا المشروع، مؤكدة أن هذا العمل هو عمل إنساني أولا وأخيرا.
وقال الفنان أيمن عزب أمين صندوق نقابة المهن التمثيلية: "في البداية نشكر الشارقة وأهلها الأوفياء المخلصون، والحقيقة أن هذه "الدار" كانت حلم كبير لفنانين كبار رحلوا، وأود أن أعبّر عن مدى سعادتي بوجود مكان يكرّم كبار الفنانين حينما يتقدمون في العمر ولا يستطيعون العثور على مأوى".
وأضاف عزب، قائلاً: "رصدت ردود فعل الكثير من الفنانين حول إنشاء "الدار" وكانت لافتة وتعبر عن فرح عميق، وقد حدثتني الفنانة القديرة نعمت مختار حينما عرفت عن فكرة "الدار" وطلبت أن أحجز لها غرفة".
وأشار الفنان ياسر علي ماهر إلى أن فناني مصر يعيشون واقعاً لم يكن يخطر ببالهم في يوم من الأيام، قائلاً "من حق الفنان في نهاية مشواره أن يُكرّم، فأعظم تكريم أن لا يكون متروكاً، وأن يكون له بيت ومأوى ومكان، فأنا أتقدّم بالشكر لصوت العروبة صاحب السمو حاكم الشارقة، لأن أفضاله على الشعب المصري كثيرة ولا تحصى، ومن الباب الذكرى أستعيد صورة والدي الفنان محمد علي ماهر رائد الدراما الدينية والإذاعية رحمه الله لأنه يحب سموّه".
وقالت الفنانة عفاف رشاد، عضو نقابة المهن التمثيلية إن كثير من الفنانين لم يجدوا مكاناً يقيمون به وهم في آخر حياتهم، مؤكدة أن "الدار" تعد اسهاماً كبيراً لرعاية الفن والفنانين.
وأشارت الفنانة عبير فاروق إلى أن أي فنان معرضا لأن يجد نفسه وحيداً بين ليلة وضحاها، وأضافت أنها تشكر الشارقة والقائمين على إنجاز هذا المشروع الإنساني المهم في تاريخ الفن المصري.
وأكدت الفنانة إيمان حمدي أن "الدار" تعكس الدور الحضاري لحاكم الشارقة، وتبني سموّه للفكرة إنما تؤكد نظرته الثاقبة لأهمية الفن، موضحة أن الفنان يحتاج إلى الرعاية مع تقدمه بالعمر، خاصة أولئك الذين لم يجدوا مأوى في أواخر حياتهم.
وقال الفنان محمد أبو داوود أن "الدار" بدأت حلما وقد جسدها حاكم الشارقة إلى حقيقة بفضل الرعاية والدعم، ونحن كفنانين نوجه له الشكر، وندعو له بالصحة والعافية.
“من فناني مصر”
عند مدخل "دار المسنين"، تم تثبيت لوحة كتبت فيها كلمة شكر وتقدير من جموع الفنانين المصريين إلى صاحب السمو حاكم الشارقة، وتضمنت: "تتقدم جموع الفنانين المصريين إلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، حفظه الله ورعاه، بخالص الشكر والتقدير على تفضله بالتبرع لإنشاء دار إقامة كبار المسنّين التابعين لنقابة المهن التمثيلية "دار المسنين لفناني مصر"، متمنين لسموّه التقدم والتوفيق لخدمة الأمة العربية".