اهم الاخبار
الأحد 22 ديسمبر 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

تحقيقات وحوارات

فيديو.. عندما استخدم صحفي عراقي حذاءً مصريًا وألقاه على أقوى رجل بالعالم

لن تصدق ماذا فعلوا في الصحفي العراقي بعد أن ألـ قى الحذاء الشهير على بوش!

الوكالة نيوز

بدأت القصة في عام 2008، عندما قرر الصحفي العراقي الشاب "منتظر الزيدي" أن يُري العالم كله لقطة لا تتكرر إلا مرة واحدة في العمر، وينتقم.. ولو انتقامًا معنويًا.. من كل ما حدث في العراق منذ لحظة الغزو.

مؤتمر صحفى

علم "منتظر" أن هناك مؤتمرًا صحفيًا سينعقد في الرابع عشر من ديسمبر من عام 2008 بين "بوش" ورئيس الوزراء العراقي "نوري المالكي"، فقرر الذهاب وقد خطط بشكل مسبق لكل ما سيفعله. بحسب أقوال "منتظر"، فإنه عندما ذهب إلى قاعة المؤتمر تعرض للتفتيش 7 مرات متتالية من الأمن العراقي. لكن هذا لم يكن كافيًا، فبعد أن دخل القاعة مع زملائه وجلسوا في مقاعدهم.. جاء الحرس الشخصي لـ "بوش"  وطلبوا منهم الخروج جميعًا لتفتيشهم، لأن الحرس الأمريكي لا يثق بتفتيش الحرس العراقي ويجب أن يتأكدوا من الوضع الأمني بأنفسهم. زاد هذا من غضب "منتظر" ومن شعوره بالإهانة، خاصة بعدما علم أن هذا المؤتمر يُنظمه المركز الإعلامي للبيت الأبيض بأمريكا.. وكأن العراق أصبح فجأة تابعًا لأمريكا.

كظم "منتظر" غيظه وخرج مع الخارجين من القاعة ليتم تفتيشهم، فبعد دقائق ستُتاح له فرصة كبرى للتنفيس عن هذا الغضب الكبير.

بعد التفتيش جلس منتظر على مقعده، وتعمد أن يجلس على الحافة.. بحيث لو تم الإطلاق عليه لا يخترق الرصاص زملاءه معه. ثم أخرج بطاقته وكل ما يُعرِّف هويته وأعطاهم إلى أحد زملائه، وكان له غرض نبيل من هذا. فهو كان يُدرك أنه سيتم القبض عليه بعد أن يُنفذ خُطته، بل وتوقع أن يتم التخلص منه على الفور، بالتالي لم يُرد أن يتعرفوا على هويته سريعًا فيعرفوا أنه صحفي ويعرفوا مكان عمله.. ثم يُنكلوا بزملائه في العمل الذين حضروا معه ويستجوبوهم على الطريقة الأمريكية المعروفة. بل أراد أن تمضي عدة ساعات قبل التعرف على هويته، بحيث يُتاح لزملائه فرصة الانصراف من المكان.

مع بداية المؤتمر وحضور بوش، تأهب منتظر وخلع حذاءه.. ثم ألقاه كما رأينا جميعًا في الفيديو الشهير.

على الفور هجم أفراد الأمن والحراس عليه، ويقول "منتظر" إنه تعرض لضرب مبرح حتى أن أنفه كُسرت وكذلك أسنانه. لم يكن الحرس الأمريكي هو الذي يضربه، بل العراقيون أنفسهم من أتباع حكومة المالكي. تم تمزيق ملابسه بالكامل، وأثناء ضربه كانوا يسألونه سؤالًا واحدًا: هل أنت شيعي أم سني؟ وهذا السؤال جرح "منتظر" أكثر من الضرب، لأنه يرى أنه مواطن عراقي في النهاية بغض النظر عن الطائفة التي ينتمي لها. فقال لهم: "أنا اسمي منتظر، ولن أجيب عن هذا السؤال". فما كان منهم إلا أن واصلوا ضربه بقضيب حديدي على قدمه حتى كُسرت، ولم يُعالجوا هذا الكسر إلا بعد 3 أشهر من سجنه!

تعذيب منتظر الزيدي

تعرض "منتظر" بعد ذلك لصنوف من التعذيب لا داعي لذكرها، لكنكم جميعًا لديكم فكرة عنها. وظلوا يستجوبونه ليعرفوا من الذي دفعه لفعل هذا، ولم يصدقوا فكرة أنه فعل هذا من نفسه بسبب غيرته على ما يحدث في بلده. بل أرادوا أن يُثبتوا عليه تهمة التخابر مع أي بلد آخر، سواء كان بلدًا عربيًا أو أجنبيًّا. وذلك لتجريده من وطنيته ومن كونه مواطن عراقي يُعبر عن الملايين من أبناء شعبه.

يقول منتظر إن الحذاء الذي ألقاه يحمل رموز عديدة.. فلقد وطأ بذلك الحذاء البيوت التي تم تدميرها وتساوت بالتراب، والمناطق التي تم احتلالها بعد معارك طويلة. ولذلك فقد أصرت الحكومة العراقية على التخلص من الحذاء حتى لا يُصبح رمزًا فيما بعد. ومن الأمور الطريفة أن "منتظر" اشترى ذلك الحذاء من منطقة الهرم بالقاهرة أثناء إحدى زياراته إلى مصر، أي أن أشهر حذاء في التاريخ العربي الحديث هو حذاء مصري!

في الحادي عشر من مارس من عام 2009 حُكم على منتظر بالسجن لمدة 3 سنوات، وقد تطوع للدفاع عنه 25 محاميًا، وقالوا إن الحكم باطل ولا يوجد أي قانون عراقي يُبرره. ونجحوا فيما بعد في تخفيف العقوبة إلى عام واحد فقط. وبعد أن قضى منتظر عقوبته في السجن خرج وأعلن أنه تعرض للتعذيب، ثم ذهب إلى سويسرا للعلاج.. وقد رفض عرضًا من البرلمان السويسري باللجوء السياسي إلى سويسرا، وأصر على العودة إلى المنطقة العربية ليكون قريبًا من الأحداث التي تشهدها بلاده وبلاد الجوار.