تحقيقات وحوارات
شعارات فقهاء السوء ورطتنا في بحور من الدم والهم.. تراث عتيق وفكر خبيث| فيديو
علي الشرفاء الحمادي: رسالة الإسلام لم تحمل يوماً تحريضاً ولا عنفاً.. القرآن يرسم خارطة طريق نحو غد افضل
قال تعالي في كتابه الكريم : " وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ " .. صدق الله العظيم .. اية قرآنية تلخص قيمة وسمو الرسالة المحمدية ولماذا بُعث فينا سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم ؟! ولماذا جاء الي الناس كافة .. الي العالمين ؟! .. حاملاً رسالة عدل ورحمة وسلام لكل البشر .
لم تحمل رسالة الإسلام يوماً تحريضاً ولا عنفاً وستبقي رسالة طاهرة نقية تحمل في ظاهرها وباطنها دعوة سلامٍ ورحمة بالعالمين رسالة ترفض العنف بكافة أشكاله وصوره وذرائعه ، فلا عنفَ في قيم الرسالة المحمدية ، ولا في أفكارها وًمعتقداتها السامية .. اما المجازفات وأباطيل فقهاء السوء ، التي تَرفَع شعاراتٍ إسلاميةً وتخفي وراءها نوايا خبيثة كي تحرض وتقتل وتزهق الروح البريئة فتلك مجازفات لا تمثِّل إلا نفسها ولا تعكس أبداً جوهر وحقيقة دين الإسلام الحنيف .
- دعوة للتفكير والتدبر
هكذا يعبر مفكر العرب علي الشرفاء الحمادي عن رؤيته لواقع الامة الإسلامية ودعوته نحو التنوير والتفكير والتدبر في كل ما آل الينا من موروثات فكرية وتراث عتيق يحمل افكار بالية ومعتقدات خاطئة اوقعتنا في بحور من الدم والهم ، وفي هذا الشهر الفضيل شهر رمضان المبارك يستنهض الحمادي في امته روح السلام والسكينة ويدعوها الي إمعان الفكر والمنطق والعقل لما آلت اليه المآلات .
- القرآن وشهر رمضان
اذ يقول الحمادي في مقاله الذي يحمل عنوان " شهرُ رمضانَ والعودة إلى القرآن " : ليس في كل الأحوال تكون النوايا حسنةً والمقاصدُ طيبةً، بل إننا نستشعر أن حملات استهداف الأمة فكريًّا وعقائديًّا كانت تقف خلفها الروايات والإسرائيليات بهدف الحيلولة دون قيام الأمة ونهوضها، لينشغل المسلمون في دوامة المناظرات والفلسفات المستوردة من أوروبا والانزلاق في تصديق الروايات التي فرقت المسلمين شيعًا وطوائف وأحزابًا يقاتلون بعضهم بعضًا، في حين نقرأ في القرآن أنَّ النبي صلي الله عليه وسلم جعله الله رحمةً للعالمين بقوله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم : " وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ .. صدق الله العظيم .
- الإلتزام بالتكليفات الإلهية
ويواصل الحمادي مسيرته التنويرية مستغلاً روحانيات الشهر الكريم ويؤكد ان صيام شهر رمضان وسيلةٌ تهدف إلى غايةٍ مهمةٍ وهي التقوى، والتقوى هي ان نلتزم بـ أداء تكاليف الله عز وجل كما أمر، والبعد عن المعاصي والظلم والبغي، وأن يكون الإنسان متعاونًا على البر والتقوى، اذ يقول المولي عز وجل في محكم تنزيله : " يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ " صدق الله العظيم .
والتقوى هي أداء تكاليف العبادات كما أمر الله، والخوف منه يوم الحساب الذي يمنعه من ارتكاب أنواع المعاصي كافة، وكفُّ الأذى والعدوان والبعد عن الظلم والبغي والتقرب إلى الله بتلاوة القرآن والتدبر في آياته واتباع ما أنزل الله واجتناب ما حرمه، لقوله سبحانه و تعالى : " وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ " .. صدق الله العظيم .
- التوسع في الإحسان وأعمال الخير
فالله عز وجل يأمر المسلمين بالتوسع في أعمال الخير والإحسان والتعاون في سبل الخير كافة والإصلاح بين الناس والتكافل في مساعدة المحتاجين ورفع الضرر عن المظلومين والامتناع كليًّا عن مساعدة الظالمين، وإعانة المعتدين، واتباع سبل العدل والدفاع عن الحقوق .
ويحذر علي الشرفاء مما حل بنا من ابتلاءات ومصائب موضحاً ان الامة ابتُليت ببعض فقهاء السوء الذين خدعوا الناس باجتهاداتٍ استمدوها من رواياتٍ تدعم استنتاجاتهم لصرفهم عن الخطاب الإلهي للناس، وعمل هؤلاء بدعوتهم إلى حصر الأركان في العبادات، وعملوا على إلهاء الناس وصرفهم عن الغايات والأهداف العليا للإسلام واستبدالها بالوسائل .
- رمضان فرصة للعودة الي القرآن
فالعبادات سهلة التطبيق ولا تحتاج إلى جهد في مجاهدة النفس وتطويعها وكبح جماحها في تدريبها على أخلاق القرآن وفضائله النبيلة التي أمر الله المسلمين بأن يلتزموها في معاملاتهم وسلوكياتهم .. وكما يقول مفكر العرب علي الشرفاء الحمادي : ليس في كل الأحوال تكون النوايا حسنةً والمقاصدُ طيبةً .
ويوجه الحمادي دعوة صادقة الي امة العرب والإسلام بأن شهرُ رمضان فرصة للمسلمين أنْ يعودوا إلى القرآن الكريم، قراءةً وتدبرًا وفهمًا لمعانيه وتنفيذ تعاليمه في المعاملات بين الناس والحياة كافة ، فهذا الشهر الكريم، كرَّمه الله سبحانه وتعالى بأن أنزل فيه القرآن الكريم ليكون هدىً للناس، حيث قال تعالى في محكم تنزيله : " شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ " .. صدق الله العظيم .
- خارطةً طريق كاملةً وشاملةً
فمن الضروري ان يكون تدبر القرآن مستمرًّا طوال أيام العام، وليس خلال الشهر الكريم فقط، خاصةً أن الآيات القرآنية تتحدث عن ذمِّ هجر القرآن الكريم، بقول المولي سبحانه و تعالى: " وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا " .. صدق الله العظيم .
و يستفيض علي الشرفاء في طرح مضامين ومعاني سامية نص عليه الكتاب المقدس " القرآن الكريم " وما يتضمنه من خارطةً طريق كاملةً وشاملةً لجميع أمور الحياة والأزمات التي قد يمرُّ بها الناس، حيث قال تعالى في آياته البينات : " وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ " .. صدق الله العظيم .
ومن المؤسف وفق رؤية مفكر العرب أن بعض المسلمين يلجأون إلى قراءة القرآن الكريم خلال شهر رمضان فقط وهجره في باقي أيام العام، ويقتصر الأمر على القراءة فقط، دون تدبره وفهم معانيه.
- النصر على النفس الإمارة بالسوء
ويختتم علي الشرفاء الحمادي رسالته التنويرية قائلاً : نقول إن الصيام لا يعني الامتناع عن الماء والطعام، ولكنه أعظم من ذلك، وهو توجيه النفس ومجاهدتها لتطبيق شريعة الله ومنهاجه في الكتاب المبين، ليتحقق له النجاح في يوم العيد، ويفرح بانتصاره على النفس، التي دومًا تتَّبع ما يزينه لها الشيطان من ارتكاب المعاصي، ومخالفة أوامر الله لمصلحة الإنسان .
ولذلك فإن كانت نتيجة الصيام تحققت بنجاحٍ في شهر رمضان فإنه يستطيع أن يكمل مشوار حياته في طاعة الله وتحقق له النصر على النفس الإمارة بالسوء، وقد استطاع الإنسان أن يدرك فوائد طاعة الله، والاعتصام بقرآنه، ليحيا حياةً طيبة ويحمي نفسه من أهوال يوم القيامة .. اللهم بلغت اللهم فاشهد .