اهم الاخبار
الجمعة 13 سبتمبر 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

بأقلامهم

د. نسرين محمد فتحي تكتب… إنترنت الأجسام... التحدي المنتظر على الصعيد المحاسبي

الوكالة نيوز

استحوذت أساليب الذكاء الاصطناعي المختلفة على العالم بأكمله وفى جميع المجالات، وأصبحت جزءا أساسيا في بيئة الأعمال وتبنتها العديد من المنشآت والمصانع. وفى وسط هذا الزخم من التطور التكنولوجي ظهرت بعض الأجهزة الذكية التي تتصل بجسم الإنسان بشكل مباشر وبدأت في الانتشار بشكل كبير وملحوظ مما نتج عنه ظهور تقنية "إنترنت الأجسام"، حيث يتم استخدامها في المجالات الطبية لمساعدة الأطباء في تشخيص الأمراض وإجراء العمليات الدقيقة بمساعدة الروبوتات الذكية. وتأخذ تقنية إنترنت الاجسام أشكالا عديدة منها الساعات والنظارات الذكية (التي تقوم بتتبع اللياقة البدينة للأفراد) والأطراف الصناعية الذكية إضافة إلى الأجهزة التي تتم زراعتها داخل جسم الإنسان وتكون متصلة بشبكة الإنترنت. ويعتبر مصطلح إنترنت الأجسام أحد الأساليب الحديثة لأنظمة الذكاء الاصطناعي والتي تندمج أو تتفاعل مع الأعضاء البشرية، وأثبتت تلك التقنية تفوقها من حيث إمكانية التشخيص الدقيق للأمراض المستعصية وتوفير الكثير من الوقت وكذلك تقديم العناية للمريض بشكل يفوق قدرات البشر، ومن المتوقع أن تشكل جزءا لا يمكن الاستغناء عنه في المراكز والوحدات الطبية والمستشفيات.

جانب مظلم

ولكن ..... على الجانب الآخر تأتى دائما الرياح بما لا تشتهى السفن! فعلى الرغم من أهمية هذه التقنية المطورة إلا أنها تحمل في طياتها جانبا مظلما يتمثل في إمكانية الأجهزة الذكية والوصول للبيانات الشخصية للأفراد، وقد يتم استخدام هذه البيانات بشكل غير أخلاقي وخاصة الغموض الذي يحوم حول هذه المعلومات وإلى أين تصب في النهاية وغيرها من التساؤلات التي تدور في ذهن البعض من مستخدميها، الأمر الذي يلقى بظلاله على الجانب المحاسبي ليمثل أبرز التحديات المستقبلية المتوقعة لها ولكنه من ناحية أخرى يفتح العديد من المجالات البحثية التي تربط بين هذه التقنية وبين المجال المحاسبي. ويقع العبء الأكبر على المراجعين الداخليين العاملين بالقطاعات الصحية التي تنتهج هذه التقنية من حيث مسؤولياتهم عن إعداد تقرير مخاطر تقنية إنترنت الأشياء (والتي يمكن إدراجها ضمن مخاطر الأمن السيبراني) وكيفية إدارة المنشأة لهذه المخاطر وتأمينها من مخاطر الاختراق والسرقة ما غير ذلك، كما يتعلق الأمر بصحة الأفراد نفسهم خاصة أن شبكات الإنترنت قد تتعرض للانقطاع مما يؤدى إلى وفاة بعض المرضى من أصحاب أمراض القلب والذين يقومون بزراعة أجهزة قلب تعتمد على الإنترنت بشكل كبير مما يؤثر على قدرة القطاع الصحي على الاستمرارية في ظل هذه المخاطر المتوقعة، كما تؤثر على عمل المراجع الخارجي وكيفية تقييمه لمخاطر المنشأة والتخطيط لعملية المراجعة والأتعاب الخاصة به والمجهود المتوقع أن يبذله في ظل تطبيق هذه التقنية من قبل القطاعات الصحية، وكذلك تأثير هذه التقنية والإفصاح عنها على أسعار الأسهم وإقبال المستثمرين على شراء أسهم القطاعات المقيدة بالبورصة المصرية، إضافة لذلك فإنه يمكن ربط هذه التقنية بالمجال التكاليفى أيضا حيث يمكن أن تساهم في توفير الوقت والتكلفة والمجهود المبذول من قبل العنصر البشرى مما يعد مجالا لعمل الأبحاث التي تتناول أساليب تخفيض التكاليف المختلفة وربطها بهذه التقنية، وفى الختام أرى ضرورة سن التشريعات والقوانين والمعايير (سواء المحاسبة والمراجعة) التي تتناول هذه التقنية وكيفية التعامل معها من خلال الإرشادات الملزمة.