منوعات والمرأة والطفل
محمد السمالوسي يكتب: تحديات يتيم المبادئ.. البحث عن القيم في عالم مضطرب
يتيم المبادئ والقيم هو ذلك الشخص الذي نشأ في بيئة تفتقر إلى الأسس الأخلاقية والتوجيه القيمي، مما يجعله يتخبط في الحياة دون بوصلة ترشده إلى الصواب أو تقيه من الوقوع في الخطأ.
في كثير من الأحيان، يمكن أن يكون هذا الفرد ضحية لظروف أسرية أو اجتماعية قاسية، حيث لم يُتح له أن يتعلم القيم التي تعزز من مكانته في المجتمع وتوجهه نحو حياة مستقرة.
النشأة بدون مبادئ وقيم تؤدي إلى فقدان الاتجاه والهدف، مما يجعل الشخص عرضة للتأثر بالعوامل السلبية المحيطة به.
قد يتورط في سلوكيات خاطئة أو يعيش حياة مبنية على الأوهام والضياع، لغياب التوجيه الصحيح الذي كان من المفترض أن يحصل عليه من الأسرة أو المجتمع.
هذا الفقدان ليس مادياً كما هو حال اليتيم الذي فقد والدًا، بل هو معنوي وأخلاقي، مما يعمق الجروح النفسية ويزيد من صعوبة التكيف مع الواقع.
يتجلى أثر هذا "اليتم" في ضعف القدرة على اتخاذ القرارات السليمة، وافتقار الشخص إلى مفهوم واضح للخير والشر.
يعيش "يتيم المبادئ" في حالة من التخبط والضياع، يتأرجح بين رغباته الشخصية وما يمليه عليه المجتمع من قوانين وضوابط.
ولأنه لم يتعلم من أحد كيف يتعامل مع المواقف المختلفة بالحكمة والإنصاف، فإن حياته غالباً ما تكون مليئة بالصراعات الداخلية والخارجية.
ومع ذلك، يظل هناك أمل في استدراك هذا اليتيم، من خلال التربية الواعية والتوجيه الحكيم.
يمكن أن يُعاد بناء المبادئ والقيم من خلال التعلم والتجربة والانفتاح على المعرفة التي تساعد على تشكيل ضمير أخلاقي يوجه الشخص نحو حياة أكثر استقامة ونضجاً. هنا يأتي دور المجتمع والمدرسة والأسرة، فكلما أُتيحت الفرصة لهذا الشخص لتلقي القيم الإيجابية وممارستها، كلما ازداد احتمال تحوله إلى شخص مستقر ومسؤول.
الفرق بين يتيم الأصل ويتيم المبادئ والقيم يكمن في أن الأول يمكن أن يتجاوز محنته بمساعدة المجتمع والمؤسسات، بينما يتطلب الثاني جهوداً أكبر لإعادة بناء ما لم يكن موجوداً أصلاً.
فالشخص الذي يفتقر إلى القيم لا يحتاج فقط إلى دعم مادي أو اجتماعي، بل يحتاج إلى توجيه وتربية تعيده إلى الطريق الصحيح.
في النهاية، يتيم المبادئ والقيم هو مسؤولية مشتركة، لا يجب أن نتركه يتخبط في الحياة دون مساعدة.
فإعادة بناء الأسس الأخلاقية في نفوس هؤلاء الأفراد يمكن أن يكون نقطة تحول كبيرة في حياتهم، تساعدهم على العيش بكرامة وتحقق لهم الاستقرار النفسي والاجتماعي.