منوعات والمرأة والطفل
محمد السمالوسي يكتب: كيف تحوّل الشرف إلى تجارة على اليوتيوب؟
تُعتبر القيم والأخلاق عماد أي مجتمع، وعندما تتعرض هذه القيم للتحديات، يصبح من الضروري إعادة النظر في سلوكيات الأفراد والمجتمع ككل.
في السنوات الأخيرة، برزت ظاهرة غريبة عجيبة في المجتمع المصري، تتمثل في انتشار فيديوهات تُظهر الأزواج وهم يمارسون اللعب والهزار، حتى أصبحت حياتهم اليومية مكشوفة على الملأ، تدور حول مشاعرهم وتفاعلاتهم الحياتية.
المدهش في الأمر هو أن هذه الفيديوهات تجلب لأصحابها أموالاً طائلة، مما جعل بعض الأسر ترى في هذا النموذج سبيلاً لكسب الرزق، فتبدأ بالتقليد والاقتداء بهذا السلوك. وبهذا، تتسع دائرة هذه الظاهرة، وتصبح الخصوصية شيئاً من الماضي، وينعدم الحياء والغيرة.
إن هذه الظاهرة لم تعد مجرد تفريغ للموهبة أو عرض لشغف، بل تحولت إلى مسألة تهدد العرض والشرف المصري، وتجعله عرضة للنقد من شعوب أخرى.
كيف يمكن أن نُظهر حياتنا الخاصة على الملأ بهذه الطريقة دون أي اعتبارات للقيم الثقافية والدينية التي نشأنا عليها؟ هل أصبحت حمرة الخجل مجرد ذكرى بعيدة؟
ضوابط صارمة
إن دور المسؤولين في هذه الحالة يتعدى مجرد المراقبة. يجب أن يتحركوا بشكل جاد لإغلاق القنوات التي تبث هذا النوع من المحتوى المسمى "الروتين اليومي"
أو "روتين الأزواج"، ووضع ضوابط صارمة على المحتوى الذي يُسمح بتداوله على منصات التواصل الاجتماعي.
لا بد من العمل على استعادة القيم التي تدعو إلى احترام الخصوصية والحياء، وتعزيز الوعي بأهمية الحفاظ على الصورة المشرقة للعائلة المصرية.
ختاماً، يجب علينا كمجتمع أن نتكاتف لمواجهة هذه الظواهر، وأن نُعيد بناء مفهوم الرجولة الذي يقوم على الفخر والشرف والكرامة.
نحتاج إلى حوار مجتمعي حقيقي يُعيد لنا هويتنا، ويؤكد على أهمية القيم التي تميزنا كأفراد وكشعب. أين الرجولة إذاً؟ إن الرجولة ليست مجرد كلمة، بل هي سلوك وأخلاق، ونحتاج جميعاً للعمل على استعادتها.