بأقلامهم
إسلام عفيفي خلال ندوة حماة وطن : مصر شوكة في حلق المتآمرين
أعرب الكاتب الصحفي إسلام عفيفي، رئيس مجلس إدارة مؤسسة أخبار اليوم، عن شكره وتقديره لتنظيم الندوة وإتاحة الفرصة لمشاركته في هذا الحدث المهم، مؤكدًا خلال ندوة حزب حماة وطن أن انعقاد مثل هذه الفعاليات يعكس إدراكًا عميقًا لما يمر به الإقليم والعالم من تحديات كبرى.
وأشار عفيفي إلى أن المنطقة لأول مرة تتعرض لما يمكن وصفه بـ"الهجوم بالوكالة"، حيث تُستخدم بعض الدول في تنفيذ أجندات إقليمية ودولية تخدم مصالح أطراف أخرى. وأضاف أن هناك محاولات مستمرة لاستفزاز مصر ودفعها للدخول في حروب وصراعات، إلا أن مصر التزمت بالحكمة والتروي، مستشهدًا بدورها في الدعوة إلى مؤتمر دعم القضية الفلسطينية ورفضها القاطع لتهجير الفلسطينيين من غزة، إلى جانب موقفها الثابت بشأن إدارة معبر رفح تحت إشراف السلطة الفلسطينية.
وأكد عفيفي أن ما تشهده المنطقة من أزمات متتالية، بدءًا من سوريا وصولًا إلى غزة، يعكس تحديًا كبيرًا يتمثل في إساءة استخدام القوة ومحاولة فرض الإرادة السياسية بالقوة العسكرية، مشيرًا إلى أن النموذج الإيراني في هذا السياق يبرز كعامل مؤثر في زعزعة استقرار المنطقة.
وتطرق عفيفي إلى الصراع العالمي على التكنولوجيا والموارد، لافتًا إلى أن الأزمات لا تقتصر على المنطقة العربية فقط، فحتى الدول الكبرى مثل الصين تعاني من مشكلات داخلية. وفي هذا السياق، أكد أن القيادة السياسية المصرية تتعامل مع هذه التحديات بصبر استراتيجي طويل المدى، وتتحمل مسؤولية قيادة البلاد بحكمة بالغة رغم الضغوط الداخلية والخارجية.
وأوضح أن مصر تلعب دورًا محوريًا في التهدئة ووقف إطلاق النار في المنطقة، مشيرًا إلى أن أي تحركات سياسية أو اجتماعات دولية، مثل تلك التي قد تُعقد في الرياض لمناقشة الوضع في سوريا، لا يمكن أن تتم دون دعم وتوافق مصري.
وعن المستقبل، قال عفيفي إن التحدي القادم هو "صراع الغاز"، موضحًا أن ترسيم الحدود البحرية مع السعودية وقبرص ولبنان منح مصر قوة استراتيجية كبرى، في ظل محاولات الاتحاد الأوروبي تقليل الاعتماد على الغاز الروسي. وأكد أن امتلاك مصر لمحطتين لتصدير الغاز وربطهما بأوروبا يعزز من أمنها القومي ويجعلها طرفًا أساسيًا في معادلة الطاقة العالمية.
وختم عفيفي تصريحه قائلًا: "مصر تتعامل بقوة الحكمة وحكمة القوة، وهذا هو التوصيف الأمثل الذي أطلقه الرئيس عبد الفتاح السيسي لوضع الدولة المصرية الراهن. القيادة هي التي تحدد متى وكيف تتدخل، وأي ضغط شعبي لا يجب أن يغير مسار هذه الرؤية الاستراتيجية الدقيقة".
جاء ذلك ضمن مشاركته فى فعاليات ندوة حزب "حماة وطن" تحت عنوان "التحديات العالمية والإقليمية واستراتيجيات المواجهة"، والتي تضمنت مناقشات موسعة بمشاركة عدد من المتخصصين لطرح رؤى شاملة حول كيفية التصدي للتحديات الراهنة على مختلف المستويات.
تأتي هذه الندوة في سياق حرص حزب "حماة وطن" على المساهمة في تعزيز الوعي بالقضايا الوطنية والإقليمية، خاصة في ظل التحديات المتسارعة التي يشهدها العالم على المستويين السياسي والاقتصادي.