أخبار عاجلة
وحدة العرب مفتاح إسقاط المشروع الصهيوني .. ابرز توصيات صالون مؤسسة رسالة السلام | صور
الدعوة لتبني المشروع الفكري لـ علي الشرفاء .. لإعادة بناء الهوية القومية ووضع حد للانقسام والتشرذم

في ظل التحولات الجيوسياسية المتسارعة، عقدت مؤسسة " رسالة السلام " صالونها الثقافي الأول تحت عنوان : " الصهيونية وأثرها على تفكيك المجتمعات العربية " ، في ضوء المشروع الفكري والتنويري للمفكر العربي علي الشرفاء الحمادي وذلك بمشاركة نخبة من المفكرين والخبراء، الذين استعرضوا الأبعاد التاريخية والاستراتيجية للصهيونية، وحذروا من تداعياتها الممتدة على الأمن القومي العربي، والتماسك الاجتماعي، والهوية الثقافية .

- مفتاح إسقاط المشروع الصهيوني
.. واختتم صالون " مؤسسة رسالة السلام " فاعلياته بتوصيات تؤكد علي ان وحدة العرب هي مفتاح إسقاط المشروع الصهيوني ، وأن مواجهة المشروع الصهيوني لا تكون فقط بالخطابات والبيانات، بل تحتاج إلى مشروع عربي متكامل يعيد بناء الهوية القومية، ويضع حدًا لحالة الانقسام والتشرذم.
كما دعا الصالون الثقافي خلال توصياته بضرورة تعزيز الوعي المجتمعي، وتوحيد الجهود الفكرية والسياسية لمواجهة المخططات الخارجية، والعمل على إعادة بناء الهوية العربية بما يتماشى مع التحديات الراهنة ، وسط تأكيدات من المشاركين بأن توحد العرب كفيل بتغيير موازين القوى في المنطقة، وأن استمرار الخلافات الداخلية هو الضمان الوحيد لاستمرار الهيمنة الصهيونية.

- معركة الهوية تحسم مصير الشعوب
.. وفي مداخلته الافتتاحية، أكد الدكتور عبد الراضي رضوان عميد كلية دار العلوم الأسبق أن الصراع مع الصهيونية لا يقتصر على المواجهة العسكرية أو السياسية، بل يمتد إلى حرب وجودية تستهدف الهوية العربية والإسلامية ، وأوضح أن المشروع الصهيوني يرتكز على إضعاف البنية الثقافية للمجتمعات العربية، وإعادة تشكيل وعيها بما يخدم مصالح القوى الاستعمارية، مشيرًا إلى أن الحفاظ على الهوية هو المدخل الأساسي لأي إصلاح سياسي عربي حقيقي.

- إثارة النزاعات العرقية والطائفية
وأوضح الدكتور عبد الراضي رضوان، ان واقع الخبرات الميدانية المتراكمة لدي المشاركين في الصالون الثقافي يكشف لنا الأساليب التي استخدمتها الصهيونية على مدار العقود الماضية في إعادة رسم الخرائط السياسية والاجتماعية في المنطقة العربية وأكد أن المشروع الصهيوني لم يكن يومًا مجرد خطة لاحتلال أرض، بل برنامجًا متكاملًا يهدف إلى تفتيت العالم العربي إلى كيانات متناحرة، وإضعافه من الداخل عبر إثارة النزاعات العرقية والطائفية.

- الصالون منصة فكرية دائمة
وفي السياق ذاته، شدد الدكتور رضا عبد السلام محافظ الشرقية السابق ورئيس مجلس ادارة مؤسسة رسالة السلام على ضرورة تحويل هذا الصالون إلى منصة فكرية دائمة لمناقشة القضايا الجوهرية التي تمس مستقبل الأمة، مشيرًا إلى أن الصهيونية تدرك أن تفكيك الهوية العربية هو الخطوة الأولى نحو السيطرة الكاملة على مقدرات المنطقة.
وأكد رضا عبد السلام علي أن الجيل الصاعد هو المستهدف الرئيسي في هذه الحرب الخفية، حيث تتعرض المجتمعات العربية لحملات ممنهجة تهدف إلى تشويه الوعي، وخلق أنماط فكرية غريبة عنها، وإعادة توجيه انتماءات الأفراد نحو قوى خارجية.

- استراتيجية التفكيك وإعادة التشكيل
وفي هذا الإطار، تحدث السفير رفعت الأنصاري، القنصل المصري السابق في إسرائيل، عن الدور الذي لعبته القوى الصهيونية في إعادة تشكيل الخريطة السياسية للمنطقة بما يخدم المصالح الإسرائيلية، حيث أوضح أن إسرائيل قامت منذ تأسيسها على مبدأ زرع جسم غريب في قلب الأمة العربية، يعمل على تأجيج الصراعات الداخلية، وتعطيل مشاريع النهضة والاستقلال.
وأضاف رفعت الأنصاري أن الاستراتيجية الصهيونية تستند إلى تفكيك الروابط الجغرافية بين دول المشرق والمغرب العربي، ودعم الأنظمة والكيانات التابعة لها، لضمان استمرار حالة الانقسام والتبعية للغرب.

- تصعيد إقليمي وحرب وشيكة
تطرقت المناقشات إلى التوترات المتزايدة في المنطقة، حيث أشار المشاركون إلى أن المرحلة الحالية تحمل مؤشرات خطيرة قد تؤدي إلى انفجار مواجهة عسكرية واسعة النطاق.
وأكد السفير رفعت الأنصاري أن إسرائيل تعمل على تصعيد مستمر واستفزاز ممنهج، قد يفضي إلى حرب إقليمية كبرى، خصوصًا إذا استمر التهجير القسري للفلسطينيين، أو تمت محاولة فرض واقع جديد بالقوة في الأراضي المحتلة.
كما حذر من حالة الدعم غير المسبوق الذي تحظى به إسرائيل على المستوى العسكري واللوجستي، مما قد يؤدي إلى تصعيد غير محسوب العواقب، قد يمتد ليشمل قوى دولية مثل الصين وروسيا، مما يزيد من احتمالات اندلاع حرب عالمية ثالثة.

- حرب المعلومات معركة صهيونية جديدة
ومن جانبة أكد الدكتور أيمن الرقب أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، أن الصهيونية لم تعد تعتمد فقط على القوة العسكرية، بل تستخدم الإعلام والتكنولوجيا الحديثة كأدوات رئيسية في حربها ضد العالم العربي.
وأوضح الرقب أن هناك حملات تضليل ممنهجة تستهدف الجيوش العربية، وخاصة الجيش المصري، عبر منصات رقمية تُدار من الخارج، وتعمل على خلق انقسامات داخل المجتمعات العربية، ونشر الشائعات لإضعاف الثقة بين الشعوب ومؤسساتها الوطنية.
وأضاف أيمن الرقب أن إسرائيل تعمل على بث الفتنة بين الدول العربية، وتأجيج الخلافات الداخلية، عبر أدوات ناعمة مثل الإعلام الموجه، والمنظمات غير الحكومية، والمجموعات الإلكترونية المزيفة.

- الصهيونية امتداد خفي للماسونية
وفي مداخلة للدكتور جهاد الحرازين استاذ العلوم السياسية أوضح فيها أن الصهيونية ليست كيانًا سياسيًا فحسب، بل امتدادًا لفكر الماسونية العالمية، التي تسعى منذ قرون إلى فرض سيطرتها على العالم عبر تفكيك الدول، والسيطرة على مراكز صنع القرار .
وأشار الحرازين إلى أن الماسونية زرعت جذورها داخل العديد من الأنظمة السياسية والاقتصادية في العالم العربي، مما جعل من الصعب مقاومة نفوذها المتغلغل في مفاصل الدولة.

- سيناريوهات مستقبلية وتشرذم عربي
اتفق المشاركون على أن المرحلة القادمة ستكون حاسمة في تحديد مستقبل العالم العربي، محذرين من أن السكوت على المخططات الصهيونية يعني منحها الفرصة لإحكام قبضتها على المنطقة بالكامل .
ومن جانبه أكد الدكتور حسن حماد العميد الأسبق لكلية الآداب جامعة الزقازيق أن التشرذم العربي هو أكبر هدية تقدمها الدول العربية للصهيونية، التي تعمل منذ عقود على تقسيم الأمة وإضعافها .
وأضاف حماد أن ما يسمى بالإسلام السياسي كان أحد الأدوات التي استخدمتها الصهيونية لخلق عدو وهمي داخل المجتمعات العربية، مما أدى إلى انشغال الشعوب بصراعات داخلية مصطنعة، بعيدًا عن التهديد الحقيقي الذي تمثله إسرائيل.