اهم الاخبار
الجمعة 17 مايو 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

في ذكرى ميلاد الساحر محمود عبد العزيز ..أثار غيرة أحمد زكي .. ورأفت الهجان دمر علاقته بعادل إمام

10
10

كتبت : داليا محمد

في ذكرى ميلاده التي نمر بها اليوم نتذكر فناناً  لم و لن يتكرر، فنانا كرس حياته للفن و قدم له كل ما استطاع ليخرج أعمالاً يخلدها التاريخ، فتكفيه ملحمته الوطنية التي اسر بها قلوب المشاهدين على ثلاث مواسم رمضانية متتالية،  فكان يخلو الشارع من المارة وقت عرض ملحمته الفنية الاكثر من رائعة "رأفت الهجان" ليكون هو القدوة لآلاف الشباب معلماً اياهم قيمة الوطن و يلقنهم درساً في كيفية تقديم التضحية من أجله، انه الفنان الرائع و الساحر العظيم "محمود عبد العزيز".

و نقدم لكم اليوم احتفاءً بذكرى ميلاده بعضاً  من أهم مقتطفات حياته الفنية :

غيرة أحمد زكي منه :

جمعت بينه و بين الفنان الراحل أحمد زكي، علاقة صداقة قوية منذ أن قدما معًا فيلم «شفيقة و متولي» و رغم المنافسة الشرسة، التي جمعت بينهم إلا أنهم كانا يلتقيان باستمرار, وأثناء تصوير أحمد زكي لفيلمه «المدمن» كان عبدالعزيز  يقوم بتصوير فيلم «الشقة من حق الزوجة» في موقع تصوير قريب من فيلم موقع تصوير فيلم "المدمن" .

وبعد انتهاء، أحمد زكي، من تصوير أحد مشاهده، زار عبدالعزيز في موقع التصوير، و قال لمخرج الفيلم يومها مازحًا: «أنا زعلان أوى وغيران من محمود، ليه مجبتنيش في الفيلم ده، بصراحة قصته عجباني أوي والقضية اللي بيقدمها هامة ومختلفة»، فضحك الجميع و تابع التصوير مع فريق العمل.

قدم النجم "محمود عبد العزيز" دورًا لا يُنسى له أبدًا، و هو فيلم "إعدام ميت" الذي قام فيه بأداء شخصيتين مختلفتين تمامًا من الناحية الأخلاقية، فأحدهم خائن لوطنه والآخر يضحي بروحه فداءً للوطن، الشخصيتين الذين تنقل بينهما الساحر بتلقائية شديدة, بل وتقمص الشخصيتين لدرجة أنه بكى بشدة بعد مشهد الإعدام الموجود في أول الفيلم من شدة تقمصه ومعايشته للحظة بكل تفاصيلها، ونجح الساحر في تقديم هذا الفيلم نجاحًا شديدًا لا يضاهيه نجاحًا آخر له سوى نجاحه فيما بعد في مسلسل "رأفت الهجان"، و الذي فاق نجاح الفيلم بمراحل.

وما لا يعرفه الكثيرون أن هذا الفيلم مأخوذ عن مسلسل إذاعي بعنوان "الصفقة"،  و لكن المسلسل لم يحقق أي نجاح يذكر مقارنة بنجاح الفيلم.

مسلسل رأفت الهجان عام 1987 :

تسبب له هذا المسلسل في خلاف كبير بينه و بين الزعيم عادل إمام دام حتى وفاة الفنان محمود عبد العزيز، هذا المسلسل الأكثر من رائع بأجزاءه الثلاثة، الذي يقدم نموذجًا لأحد أبطال مصر الذين عملوا في صمت من أجل الوطن ليتباهى به الوطن العربي بأكمله، العمل الذي علق بأذهان الجماهير وعزز في نفوس المصريين الثقة بجهاز المخابرات العامة المصرية الذي كان السبب الرئيسي في تحقيق نصر اكتوبر المجيد بعدما ما قام به من خداع استراتيجي هائل لجهازي مخابرات الموساد و ال CIA الامريكي .

و كان سبب الخلاف الذي اثاره المسلسل بين النجمين هو أن الزعيم "عادل إمام" بعد علمه باختيار "محمود عبد العزيز" للدور راودته فكرة تحقيق النجاح الذي حققه من قبل في مسلسله المخبراتي "دموع في عيون وقحة" مرة أخرى، فحاول التدخل ليفوز هو بالدور، وبالفعل اتصل بالمخرج و تحدث معه و اقنعه انه الأصلح للدور نظراً لخبرته السابقة في تقديم هذه النوعية التي كانت تُعد جديدة على الدراما المصرية حينها، و نجح في اقناع المؤلف "صالح مرسي" والمخرج "يحيي العلمي" أن بشعبيته التي اكتسبها بعد تقديمه لشخصية جمعة الشوان في مسلسل "دموع في عيون وقحة" تؤهله لتقديم الدور و كافية لانجاح العمل، و فاز هو بدور البطولة بالفعل.

رغم أن محمود عبد العزيز كان هو الاقرب من حيث الموصفات الشكلية للشخص الحقيقي, الذي كان يتمتع بقدر كبير من الوسامة ويحمل ملامح تجمع بين الشرق والغرب وإتقانه أكثر من لغة وكلها صفات مناسبة مع الساحر أكثر من الزعيم.

غضب كثيراً " محمود عبد العزيز" بعد استبعاده من الدور و ترشيح الزعيم بدلاً منه، و لكنه قبل الأمر لأنه كان حريصًا أن تظل علاقته بالزعيم جيدة دون خلافات، و لكن يشاء القدر أن يقابل الساحر الرئيس الأسبق "محمد حسني مبارك" أثناء تأدية مناسك العمرة، فيروي له ما حدث ليكون رد الرئيس عليه : لا تقلق فأنت من سيقوم بأداء الدور.

وبالفعل فور عودة الساحر إلى أرض مصر، اتصل به المؤلف و المخرج لإخباره بموعد بدء التصوير على أساس أن يلعب هو دور "رأفت الهجان"، و كان اختيار موفق و لا مثيل له، فقد أدى الساحر الدور بعبقرية و حرفية شديدة لدرجة أنه وصل في هذا العمل لذروة ابداعه الفني.

و لكن ترك هذا الخلاف شرخاً كبيراً في علاقة النجمين ببعضهما و ظلا على خلاف بعد ذلك حتى وفاة الفنان محمود عبد العزيز، و كان هذا الخلاف واضحاً جلياً في كثير من المناسبات التي التقى فيها النجمان و تجنب كلاً منهم الحديث مع الآخر مثلما حدث في عزاء الفنان "سعيد صالح" حيث جمعهما سلام بارد للغاية لاحظه جميع الحضور، و رغم ذلك لم يمنع هذا الخلاف حضور الفنان عادل امام عزاء الساحر و مواساة ولديه، و الوقوف بجانبهما.

نعي المخابرات المصرية:

في سابقة تحدث لأول مرة اعترافًا بالتأثير الكبير الذي تركه دوره في مسلسل "رأفت الهجان" على عقل و وجدان أكثر من جيل من شباب مصر، نشر جهاز المخابرات العامة المصري نعيًا في جريدة "الأهرام" الرسمية للفنان "محمود عبدالعزيز"، نظرًا لتجسيده بطولات أبناء الوطن في أعماله بشكل صادق ومشرف.

و أكد اللواء محسن النعماني وكيل الجهاز السابق أن الفنان الراحل يستحق أن تنعاه كافة أجهزة الدولة وليس المخابرات وحدها، لكن نعي المخابرات له رسالة ودلالة وهي أن الفنان الراحل خدم بلده بإخلاص ، وقدم نموذجًا يحتذى للفنان الأصيل الذي عبر من خلال أداء تمثيلي بارع بطولة واحد من أشجع أبناء الوطن وهو "رفعت علي سليمان الجمال"، الذي تم زرعه داخل إسرائيل، مضيفا أن الفنان الراحل عقد عدة جلسات مع ضباط جهاز المخابرات خلال التحضير للعمل للإعداد للشخصية والتمهيد لها، وأبهر ضباط الجهاز كما أبهر المشاهدين بعد ذلك بإجادته للشخصية وتقمصه المتقن لها.

يُذكر ان الفنان محمود عبد العزيز وافته المنية، في يوم 12 نوفمبر عام 2016، عن عمر ناهز 70 عاما داخل غرفة العناية المركزة بمستشفى "الصفا" في المهندسين، بعد صراع مع المرض.