اهم الاخبار
الإثنين 23 ديسمبر 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

الفن

في ذكرى ميلاد"أسمهان" ... تم اتهامها بالجاسوسية.... و مازال مصرعها لغزاً حتى الآن

60
60

بقلم : داليا محمد

بصوتها القوي و المليء بالدفء و الرومانسية، الذي يفتن الأسماع ويغزو القلوب و وجهها الجميل، استطاعت أن تمتلك جواز مرورها إلى قلوب الجماهير بسرعة فائقة، كما فتح الفن لها أبوابه على مصراعيها، و رغم عمرها القصير، حيث توفت و هي لم تتجاوز 32 عام من عمرها، إلا أنها حققت نجاح و شهرة فائقتين لدرجة أنها كانت المنافسة الوحيدة لأم كلثوم إنها الفنانة الجميلة الراحلة "أسمهان".

و يرصد موقع "الوكالة نيوز" أبرز المحطات في حياة الفنانة الراحلة "أسمهان":

انطلاقتها في الفن:

أخذت أسمهان منذ 1931 تشارك أخاها "فريد الأطرش" في الغناء في صالة ماري منصور في شارع عماد الدين و حالفها الحظ ليسطع نجمها في سماء الأغنية العربية، بصوتها  السخي الذي يحمل نبرة حزن و شجن ما أعطاه تميز عن بقية الأصوات الموجودة في هذه الفترة، لتفتح الشهرة التي نالتها كمطربة جميلة الصوت والصورة أمامها باب الدخول إلى عالم السينما، فمثلت سنة 1941 في أول أفلامها "انتصار الشباب" إلى جانب شقيقها "فريد الأطرش"، وشاركته أغاني الفيلم.

 و أثناء فترة التصوير تعرفت على المخرج "أحمد بدرخان" ثم تزوجته عرفياً، و كان الزواج الثاني لها  بعدما تزوجت من الأمير "حسن الأطرش" و لكنها أنفصلت عنه، كما إنهار زواجها الثاني سريعًا وانتهى بالطلاق دون أن تتمكن من نيل الجنسية المصرية التي فقدتها حين تزوجت الأمير "حسن الأطرش".

و لم يستمر نجاحها و تألقها في عالم السينما طويلاً، حيث لقيت حتفها عام 1944 أثناء تصوير  فيلمها الثاني و الأخير "غرام و انتقام" مع الفنان القدير "يوسف وهبي".

اتهامها بالجاسوسية:

قيل الكثير من القصص حول تعاونها مع الاستخبارات البريطانية، فبعدما انفصلت عن زوجها الثاني المخرج "أحمد بدرخان" و ضاق بها الحال عرضت عليها المخابرات البريطانية أن تتعاون معهم فلم يكن أمامها حل غير القبول، ففي مايو 1941 التقت للمرة الأولى مع أحد السياسيين البريطانيين العاملين في منطقة الشرق الأوسط و اتفق معها على أن تساعد بريطانيا والحلفاء في تحرير سوريا وفلسطين ولبنان من قوات فيشي الفرنسية وقوات ألمانيا النازية و ذلك عن طريق إقناع زعماء جبل الدروز بعدم التعرض لزحف الجيوش البريطانية والفرنسية.

وقد قامت بمهمتها على أكمل وجه بعد أن صالحها البريطانيون على زوجها السابق الأمير حسن، فعادت أميرة الجبل من جديد، كما أغدقها الإنجليز بالأموال طوال فترة عملها معهم، و عاشت فترة حياه مرفهة و أصبحت سيدة مجتمع، إلا أن وضعها لم يستقر هكذا طويلاً، حيث ساءت الأحوال مع زوجها الأمير حسن في الجبل في سوريا مرة أخرى، كما قطع الانجليز أموالهم عنها بعدما تأكدوا من خيانتها لهم و عملها لمصلحة فرنسا الديغولية، كما أنها بدأت ترفض المهام المعروضة عليها من قبل الأنجليز لأنها خشيت أن تدخل سلسلة لا تنتهي من المهام، كنا أنها كانت عاشقة للفن و تريد التفرغ له كما كانت تفضل أن تحيا حياه هادئة بعض الشيء.

لغز مصرعها:

أثار مصرعها علامات استفهام و تساؤلات مازلت مطروحة حتى الآن، فبعدما انتهت اسمهان من تصوير مشاهد فيلمها الأخير"غرام و انتقام"، طلبت من ادارة استديو مصر بعد انتهاء العمل في يوم الخميس اجازة لمدة ثلاثة أيام تقضيها في رأس البر.

و في الثامنة والنصف من صباح يوم الجمعة الموافق 14/7/1944، استقلت اسمهان و برفقتها صديقتها وسكرتيرتها "ماري قلادة" سيارتهما الخاصة من أمام فيلاتها في شارع الهرم،  و كانت سيارتها من طراز فورد و تحمل لوحة رقمها 7654 ويقودها السائق "فضل محمد نصر" الذي كان يعمل منذ فترة طويلة في استديو مصر، كما عمل سائقاً خاصاً للمخرج "أحمد سالم"، زوج "اسمهان" في ذلك الوقت، حيث كان الزوج الثالث لها, وقبل الحادية عشرة بدقائق، وعند قرية سرنقاش في مركز طلخا بمدينة محافظة الغربية (آنذاك) اصطدمت السيارة بحفرة كبيرة تم حفرها  بعرض الطريق لتمرير ماسورة تحمل الماء من ترعة الساحل إلى ارض تخص أحد الوزراء، و كان الاصطدام هائل لدرجة أنه اطاح بالسيارة إلى أعماق الترعة في غضون ثوان معدودة، لكن من الغريب أن السائق "فضل" استطاع القفز من باب السيارة الأمامي قبل ان تهوي السيارة في الماء، في حين لقيت اسمهان و ماري قلادة مصرعهما غرقاً في الجزء الخلفي من السيارة بعدما فشلت جهودهما في فتح أبوابها التي تم اغلاقها عليهما، ما يؤكد وجود شبهة جنائية في الحادث، و أن هناك من حرض السائق على فعل ذلك، خاصة و أنه اختفى بعد الحادثة تماماً و لم يُعثر عليه حتى لحظتنا هذه!

و اشارت أصابع الاتهام إلى الكثيرون أولهم زوجها المخرج "أحمد سالم" الذي تشاجر معها قبل الحادث بعدة أيام و وصل الشجار إلى حد رفعه للسلاح عليها بشهادة الخادمين، خاصة و أن السائق الذي قاد السيارة يوم الحادث هو سائق المخرج "أحمد سالم" الخاص، كما طالت الاتهامات المخابرات البريطانية التي قررت انهاء حياتها بعدما خانتهم و عملت لحساب جهاز مخابرات فرنسا فمن المعروف أن الخائن في عرف أجهزة المخابرات ليس له غير مصير واحد لا نجاه منه ألا و هو الموت، و الأمر الأكثر اثارة هو الاتهامات التي طالت السيدة "أم كلثوم"، فقيل أنها خشيت من منافسة "اسمهان" لها و تملكها الرعب خوفاً من أن تسرق المطربة الشابة جمهور كوكب الشرق كما حدث من قبل و سرقت "أم كلثوم" جمهور منيرة المهدية.

و الغريب أن فريد الأطرش، وبقية اسرة اسمهانبعد موت ابنتهم، لم يطالبوا بمحاسبة الجاني و التحقيق بشكل يُرضي العدالة و الضمير الإنساني ويريح تلك المعذبة المقهورة في قبرها، ومن الأدلة على تهاون الاسرة وتقصيرها، ان محكمة "طلخا"، في حكمها الصادر في الايام الاولى من شهر اغسطس سنة 1944، أدانت سائق السيارة بتهمة الإهمال، وقضت بسجن السائق شهرين مع النفاذ، وهي عقوبة أقل ما يقال فيها انها لا تتناسب مع فداحة ما فعل هذا السائق من جريمة قام بعملها مع سبق الاصرار و الترصد.. فأقل حكم يستحقه هو الاعدام شنقاً!

و في النهاية ستظل اسمهان «سندريلا» الغناء العربي كما اطلق عليها البعض، و ستظل روحها قلقلة معذبة في قبرها إلى أن يأتي اليوم الذي ستنكشف فيه الحقيقة، فقد تكون العدالة عرجاء، تسير ببطء و لكن عاجلاً أم آجلاً ستصل إلى مكانها.