مسلسل زمهرير - عُرضت يوم الاربعاء الماضي الحلقة الاولى من المسلسل التركي "زمهرير"بطولة عائشة توران و البيران دويماز و حققت الحلقة نسب مشاهدة وصلت إلى 4.37 و هي تُعد نسبة جيدة كونه مازال في حلقته الاولى.

و لكن لا حظ متابعي مسلسل "زمهرير" وجود تشابه كبير بين أحداثه و أحداث المسلسل التركي "حب أعمى" الذي عُرض بين عامي 2015 و 2017.

التشابهات بين المسلسلين 

و بالفعل تتشابه أحداث المسلسل التركي الجديد "زمهرير" بطولة عائشة توران و البيران دويماز كثيراً مع المسلسل التركي "حب أعمى" الذي عُرض منذ ثلاث سنوات، و كان من بطولة بوراك أوزجيفيت و نسليهان أتاجول.

مسلسل زمهرير من اخراج التركية مخرجة الروائع هلال سيرال و هي نفس مخرجة مسلسل "حب أعمى"، فالتشابه بين المسلسلين في خطوطهم العريضة، و أحداثهم الرئيسية، فقصة الحب السريعة و القوية في الوقت ذاته و انتهائها سريعاً، و الفراق بين الحبيبن و ارتباط الحبيبين بشقيقان و الشقيقان يعانيان من غريزة حب التملك او الحب التملكي الذي يصل لحالة مرضية، بل و أحد الحبيبن تم اجباره بالتخلي عن الطرف الثاني و ارتباطه بأحد الشقيقن تحت التهديد.

لنجد أن أمير في مسلسل حب أعمى ورط شقيق نيهان /  نسليهان أتاجول في جريمة قتل ليجبرها على الزواج به، كما استغل ارتان شقيق بيراك جريمة قتل والدة اياز و هدده بها، ليجبره على  الارتباط بشقيقته بيراك.

لنجد اياز تخلى عن فيروزة بدون أخبارها حقيقة وضعه أو سبب ابتعاده عنها، ليترك الحيرة تأكلها و نيران  التساؤل تحرق قلبها، تماماً كما فعلت نيهان حين تخلت عن كمال / بوراك أوزجيفيت دون أن تخبره بحقيقة الأمر و جريمة القتل المتورط بها شقيقها.

كذلك نجد أن الطرف الثاني في العلاقة و هي فيروز في مسلسل زمهرير تلتقي بشقيق بيراك دون أن تعرف أنه شقيق خطيبة حبيبها السابق، تماماً كما حدث مع كمال الذي ارتبط بعلاقة عاطفية مع اسو و هو لا يعرف أنها شقيقة أمير في مسلسل حب أعمى، لتربطهم علاقة رباعية الشقيقان فيها هما صلة الربط بين الحبيبين السابقين و العاشقان المفترقان حالياً في كلا المسلسلين.

مشاهد 

حتى مشهد لقاء الحبيبين فيروزة و اياز في مسلسل زمهرير تحت الأمطار  كان من المشاهد الأساسية في مسلسل حب أعمى بين كمال و نيهان.

كذلك جاء ترتيب الأحداث في مسلسل زمهرير تماماً كما جاء في مسلسل حب أعمى، فالبداية جاءت بلقاء الحبيبن مع استعراض بعض المشاهد لحبهم البريء ثم الفراق فجأة و بدون مقدمات، ثم اللقاء مرة أخرى و انتهاء الحلقة الأولى بمشهد لقاء الحبيبين، و الادعاء بأنها المرة الأولى للقائهم امام الاشقاء و انهم لا يعرفون بعضهم من قبل.

كذلك نجد أن اماكن التصوير متشابهة كثيراً خاصة الفيلا التي يعيش فيها الشقيقان بيراك و ارتان من مسلسل زمهرير، فهي نفسها الفيلا التي كان يعيش بها أمير و نيهان في أحداث الموسم الثاني من مسلسل حب أعمى.

و الموسيقى التصويرية ايضاً لمسلسل زمهرير متشابهة كثيراً مع الموسيقى  التصويرية الرائعة لمسلسل حب أعمى.

و وصل الامر حتى لوجود تشابه بين البوستر الرسمي  للمسلسلين من حيث تجمع كل الابطال في مكان واحد و ظهور البطلة بفستان ابيض يميزها عن البقية، بل و وقع الاختيار على يوم الاربعاء لعرض  المسلسلين، حتى الشركة التي يعمل بها الأبطال الأربعة هي شركة مقاولات في كلا العملين، كذلك البطل في المسلسلين  يعمل مهندساً و خريج قسم العمارة و المسؤول عن تصميم المباني و المنشآت.

مسلسل حب أعمى

مسلسل حب أعمى يُعد من أروع ما قدمت الدراما التركية على الاطلاق، حيث تتضافر عناصر نجاحه من كتابة وإخراج وتمثيل، والفضل الأكبر هنا للكتابة،  فقدمت كل من اوزليم يلماز وبورجو جوركون كاتبتا السيناريو حبكة درامية رائعة على نحو من التمرس العالي والتجدد الدائم.

 صحيح ان الحكاية مرتكزة إلى قصة حب متعثرة بين كمال ونيهان ولكن السياق العام مرتبط بسيل من الأحداث التي لا تتوقف، كل حلقة تتضمن أحداثاً جديدة تقوم على الخطط والمكائد، في اطار القصة الرئيسية التي تغلف العمل ككل، لا مراوغة ولا تطويل مجاني، الدقيقة الواحدة هنا لها ثمن، وكل حلقة لها قيمة، لا إهمال لأي تفصيل، بل ثمة استثمار لكل شاردة وواردة.

 ان الكاتبتان متيقظتان دائماً، ويحثانك على التركيز، فلكل حلقة حبكتها الصغيرة، التي تخدم الحبكة العامة بامتياز، والأحداث غنية ومترابطة، لا انتظار طويل هنا لمعرفة الخافي، بل ان كل حلقة تحمل أسئلة جديدة وإجاباتها معاً، في لعبة تشويق تتجدد باستمرار.

ورغم أن مسلسل "حب أعمى" يحمل طابعاً رومانسياً واجتماعياً، الا أنه مشحون بالأكشن والنفَس البوليسي التشويقي، حيث يفضح العمل لعبة الكبار في تجاوز القانون، والتأثير على القضاء، وشراء الذمم  بالاضافة إلى الجريمة وبسط النفوذ، كل هذه الخلطة تشد أزر المسلسل، وتجعل المشاهد مشدوداً إليه، بلا انقطاع.

تلك التوليفة الجذابة و التشابك المعقد للعلاقات لفت انظار المشاهدين لمتابعة مسلسل حب أعمى، و حقق نسب مشاهدات عالية للغاية في تركيا، حيث لم تقل أي من حلقاته عن تقييم 4، وحقق نجاحاً باهراً كذلك في الشرق الأوسط و العالم أجمع فهو المسلسل التركي الوحيد الذي حصل على جائزة الايمي بمسابقة نيويورك، و هي الجائزة المساوية لجائزة الأوسكار للمسلسلات و البرامج.

حتى الآن رأينا في مسلسل زمهرير توليفة مشابهة كثيراً لما رأيناها في حب أعمى، فهل ستنجح تلك التوليفة للمرة الثانية في جذب انظار العالم، و ستحقق ما حققه مسلسل حب أعمى من نجاح غير مسبوق ؟

داليا محمد

لمزيد من التفاصيل عن المسلسلات التركية من هنا