دعا المناضل الليبي أحمد قذاف الدم الشعب الليبي إلى الاصطفاف الوطني لبناء دولة جديدة والانطلاق للمستقبل دون إقصاء.
وقال أحمد قذاف الدم في كلمته الموجهة لمؤتمر القبائل في ترهونه المجاهدة: "أدعوكم اليوم أن لا تغادروا هذا المكان إلا وأنتم قد شكلتم مجلس شيوخ والإعلان عنه بمن حضر، ومن غاب مكانه ومكانته محفوظه من كل ربوع الوطن".
وفيما يلي نص الكلمة:
بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ
أُحييكم أيها الإخوة الأحرار.. يا من تناديتم بعد أن راعكم ما وصل إليه الوطن.. وأفزعكم ما قد ينساق إليه.. ففزعتم لإنقاذه.
تطهير الجراح
أيها الخيرين من أبناء البوادي والقرى والمدن العريقه والأرياف الطاهرة.
في البدايه اسمحوا لي أن أتقدم بالشكر لكل أحرار ترهونه، التي فتحت أبوابها ومنازلها، وقبل ذلك صدورها، التي انشرحت لتستقبل الجميع، رغم اختلاف مشاربهم، وتحملت المسؤوليه التاريخيه لهذا اللقاء للم شمل الوطن، وتطهير جراحه، ولم يكن ذلك بغريب عليها عبر التاريخ.
أيها الإخوه كان بودي أن أكون معكم اليوم، ولم أستطع بسبب تلك القيود الدوليه التي كبلونا بها.
وأود أن أُُدلي بدلوي معكم في هذا العمل الوطني.
وأود أن أقول بأن كل ساعة تمر علينا بعد هذه التسع العجاف، دون أن نقوم بواجبنا هى خيانه لهذا الوطن الذي أعطانا كل شيء، ونراه يئن بالجراح، والإنقسام وتتقاذفه الأمواج وأصبح مرتعاً لكل من هب ودب وسلمنا أمرنا وأمره بوعي، وبدون وعي لمن كان سبباً في كل هذا البؤس الذي خيم عليه وأصبح العار يلحق بكل واحد منا، ما لم نعقد العزم هذا اليوم لحسم الأمر وإخراجه إلى شاطىء الأمان مهما كان حجم التنازلات فجميعنا أخطأنا في حقه وجميعاً علينا أن نعتذر له، ونقبل أقدامه ونوقف هذا الغي والغلو.
طي الصفحة المؤلمة بالحكمة والحصافة
وإنني واثق بأننا قادرين ونمتلك من الحكمة والحصافه والتسامح والتقاليد في طي هذه الصفحة المؤلمة، التي فرقت الأب وبنيه والجار وجاره وتسارعنا دون وعي في تقديم خيرة شبابنا قرابين لخدمة مخطط لا ينتهي وأصبح الوطن مستباحاً في كل شيء ومقدراته هَبَاءً مَّنثُورًا.
قال تعالى (يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ) صدق الله العظيم.
أيها الإخوه الأحرار، في هذه الساعات الحاسمة في تاريخ الوطن الذي يستدعيكم لتهبوا لنجدته، وتكونوا في الموعد، لتشرق الشمس من جديد علي ربوعه، دون إقصاء أو تهميش أو غبن، دون قتل أو ترويع أو تهجير أو معارك مسيره من الخارج وسوف لن ينتصر فيها أحد ما لم ينتصر الوطن.
ولن ينتصر الوطن إن كان هناك طرفاً مهزوماً ولا فخر ولا بطوله فكل الذين يتساقطون هم أبنائنا وكل الدمار هو مقدرات شعبنا ،، وعلينا جميعاً تقع المسئؤوليه.
أيها الإخوه أقول لكم عليكم أن تثقوا في أنفسكم وأن نتوقف جميعاً عن اللهث والمذله أمام الشعوب الأخرى وعواصمها وسفاراتها أو وراء سراب.
بناء دولة جديدة دون إقصاء
والمياه تحت أقدامكم والحل بين أيديكم والحل هنا في ليبيا والشمس تشرق اليوم بتصميمكم على تجاوز كل هذا الوهم والوهن الذي غطى الوطن.
الحل هو التنادي لبناء دوله جديدة بالجميع ورايه جديدة نتجمع حولها دون إقصاء وعندها لا خلاف بيننا على ثوابت الوطن.
لكي يكون عزيزاً حراً موحداً لكل أبنائه دون تبعيه وننطلق للمستقبل وإنهاء هذا البؤس الذي وصلنا إليه جميعاً .
أيها الإخوة الأحرار ويشرفني أن أُساهم بمقترحي هذا معكم والذي إستخلصته من معاناة الثكالى والمهجرين ودموع ودماء عزيزه سالت على ثراه الغالية.
واستخلصته من حوارات طويله مع الإخوة والخصوم ومعرفة وإلمام كامل بحجم ما يراد لهذا الوطن ،،والذي نحن جميعاً ضحايا فيه رغم اختلافنا وخلافاتنا أو راياتنا أو رؤانا.
ولذا اسمحوا لي أن أطرح على حضراتكم الأتي لنخرج من هذه الدوامة المفزعة:
أولاً . نطوي الصفحة الماضية بكل ما فيها من خير وشر.
ثانياً . نعلن عن بناء دوله جديدة وعفو عام ويبقى الحق الخاص، فالحقد لا يبني وطن فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ.
ثالثاُ . أدعوكم اليوم أن لا تغادروا هذا المكان إلا وأنتم قد شكلتم مجلس شيوخ والإعلان عنه بمن حضر ومن غاب مكانه ومكانته محفوظة من كل ربوع الوطن.
رابعاً . أن لا تغادروا دون الإعلان عن تشكيل حكومة وطنيه تعبر عن ليبيا وصناعة وطنية تنبثق من هذا التراب وتحس بقدسيته.
وقف التطاول على التراب المقدس
خامساً . أدعوكم اليوم لتقديم كافة الدعم للقوات المسلحة والشرطة والقضاء للإلتحام لتغطي ربوع الوطن ولن يتم ذلك إلا بالرايات البيض نستسلم جميعاً تحت مظلتها للوطن، ويصبح الهدف واضحاً للجميع، دولة جديدة، وتسقط كل الريات ليرتفع الوطن وبذلك نقطع الطريق على كل مندس أو مزايد أو مأجور ونعطي أملاً لشبابنا والأجيال القادمة للعيش معاً وبكرامة دون أحقاد ودون ثارات لا تنتهي.
تستطيعون اليوم أن تفرضوا إرادتكم وإيقاف كل هذا التطاول الفج على ترابنا المقدس ونبرهن على معدن هذا الشعب وعودته للمكانه التي تليق به بين شعوب الأرض وتحويل ليبيا إلى واحه للأمن والسلام.
حمى الله ليبيا