الفن
مسلسل المعلم..دراما الأولى من نوعها في تركيا و الثانية في الدبلجة السورية
مسلسل المعلم - حققت الحلقة الأولى من المسلسل التركي المعلم من بطولة إيلكر كاليلي بطل مسلسل "بويراز كارايل" و التي عُرضت أمس في تركيا نسب مشاهدات عالية للغاية، وصلت إلى 7.92 محتل المركز الثاني بعد مسلسل قيامة عثمان و متفوقاً على كل المسلسلات التي تُعرض معه في نفس اليوم و التي سبقته في العرض منها مسلسلات "منزلي" و "زمهرير" و "اسمي ملاك" و المسلسل اليومي "اليمين".
و المفاجأة الكبرى حقاً هي اعلان موقع شاهد نت التابع لمجموعة قنوات السي بي سي، اعلنت عن دبلجة حلقات المسلسل بشكل حصري، و منفردة بذلك و تزامناً مع عرض المسلسل في تركيا، و هذه هي المرة الثانية في هذا الموسم التي يتم فيها دبلجة مسلسل بالتزامن مع عرضه في تركيا على شبكة مجموعة قنوات السي بي سي بعد مسلسل ابنة السفير بطولة انجين أكيوريك و نسليهان أتاجول و ذلك رغم القطيعة التي فرضتها قنوات السي بي سي لعرض المسلسلات التركية عبر شاشاتها.
و يبدو أن فريق العمل كان واثقاً من قدراته و نجاحه لتقديم عمل درامي قوي لدرجة التحدي بعرض المسلسل يوم اللأربعاء المزدحم بعدد كبير من المسلسلات القوية و على رأسهم المسلسل العملاق "قيامة عثمان".
مسلسل المعلم دراما جديدة من نوعها على الأعمال التركية بعيدة كل البعد عن الرومانسية المفرطة أو الترفيهية أو حتى دراما الاكشن و العنف، فهي دراما تتسم بالفعالية والتعقيد والتوتر ، و هو المقتبس من المسلسل الياباني "صف الأستاذ هيراغي".
رسالة مسلسل المعلم :
بماذا يفيد العلم إذا كان يتخرج كل عام ملايين البشر من الطلبة الذين لا يملكون ذرة رحمة أو انسانية أو ضمير؟ بماذا تفيد القراءة و الكتابة إذا كان هؤلاء لا يستفيدون منها في شيء، بل يستغلون ذكائهم الخارق فقط، في تلفيق التهم للانسان الناجح، كي يتخلصون منه و يخلو العالم لأمثالهم كي يسعون في الأرض فساداً كما يشائون دون ان يجدوا من يعكر عليهم صفو أفعالهم، أو يذكرهم بعيوبهم و انهم لا يستحقون الحياة، أو انه افضل منهم.
ما فائدة المعلم و مربي الأجيال إذا لم يستطع أن يجعل من تلاميذه أناساً لديهم قلب و عقل و ضمير، أناساً يفيدون المجتمع بدلاً من أن يدمروه، و لكن كيف يمكن تحقيق ذلك ؟ فبالطبع الكلام لا يأتي بنتائج محمودة ، حتى الصفع و الضرب لا يأتي بنتائج جيدة، بل يزيد الطلاب عنداً و تكبراً و قسوة، فما الحل إذا ؟ ما الوسيلة التي تجعل كتلة الانانية و تحجر القلب تلك تتغير ؟
القصة تدور حول هذا التساؤل لنجد المعلم عاكف / إيلكر كاليلي يريد ان يعطي تلاميذه قبل تخرجهم بعدة ايام درس حياتهم ليصبحون ذو عقل و ضمير، و يزرع بداخلهم الانسانية و الرحمة التي تلاشت من قلوبهم بسبب الأباء و الأمهات الذين تخلو عن واجبهم الحقيقي من حيث تربية ابنائهم، و اصبحوا مجرد ممولين، ظناً منهم أن كل ما يحتاجه الابناء هو المال فقط.
قصة المسلسل :
و تعود بداية القصة حين انتحرت إحدى طالبات المدرسة المتفوقات التي كان يحبها الجميع، من أعلى سطح بناء المدرسة، بسبب فيديو مفبرك تم تسريبه لها عن علاقتها بمدربها، بل و انتشرت اخبار عبر جميع مواقع الانترنت بأنها تتعاطى المنشطات كي تفوز كل عام بمسابقة الجري التي تنظمها المدرسة، و يبدو أن أحد الطلاب دبر لها هذه المكيدة للتخلص منها و فصلها من المدرسة بسبب غيرته القاتلة منها.
ما يتسبب في انتحار الطالبة و لم تستطع صديقتها المقربة جيزام، انقاذها بعدما تخلت عنها و افلتت من بين يديها حين حاولت الامساك بها.
ليقرر الأستاذ عاكف معاقبة التلاميذ، ليعترف المذنب بجرمه و ليعرف الجميع من الذي دبر لها هذه المكيدة لينظف شرفها و سمعتها بعد وفاتها و ترقد في قبرها بسلام، فيقوم المعلم بسجن طلابه في الفصل، و يفجر جدران المدرسة لتنهار و يغلق كل مخارج الدور ليبقى الطلاب مسجونين معه في الدور الذي لا يوجد به إلا الفصل و معمله الخاص و المرحاض فقط، فيما اغلق النوافذ بزجاج ضد الكسر و الذي كان اقتراح المعلم عاكف على المدرسة بعد حادثة الانتحار لحماية الطلبة.
و يبدأ المعلم في سؤال طلابه عن السبب الحقيقي وراء انتحار رويا، و لكن عليهم التمعن و التمهل قبل الاجابة على السؤال لان الاجابة الصحيحة ستكون سبب خروجهم من هذا المأزق و لكن الاجابة الخاطئة سيدفع ثمنها، أحدهم حياته بعد أن يقتله عاكف عقاباً.
هل المعلم مجنون :
و حين يصر على أخذ اجابة من تلاميذه الذين قتلهم الخوف و الرعب من جراء الموقف العصيب الذي يعيشونه، تجيب جيزام/ افرا ساراچ اوغلو صديقة الطالبة المنتحرة، و التي تتستم ببعض الضمير و بعض الرحمة و تعترف بذنبها في حق رويا و انها لم تقف بجانبها و تخلت عنها في أزمتها خوفاً من تدبير مكيدة لها هي الأخرى يترتب عليها فصلها من المدرسة، و لكن لم تكن هذه هي الاجابة التي ينتظرها الأستاذ من طلابه و لم يكن هذا هو الذنب الذي يريد الاعتراف به من صاحبه، فيقرر قتل أحد الطلبة، وبالفعل يقوم بضرب أحد الطلاب بمطواه ليسقط الطالب وسط بقية التلاميذ غارقاً في دمائه وسط صراخ و بكاء البقية.
و لكن هذا الطالب لم يمت حيث استدرجه عاكف و سحبه للدور الأرضي الخاص بمعمله، و اعطاه زجاجه مياه، لتنتهي الحلقة بذلك، إذا فهل المعلم هو المجنون أم الحياة و المجتمع الذين اتسموا بالجنون و التعالي و خرجوا عن قواعد الأخلاق بشكل فج لا يمكن السكوت عليه أكثر ؟ إذا كان المعلم مجنون فالمجتمع هو من جعله كذلك ؟
دراما مقتبسة :
انتاب الغموض الحلقة منذ بدايتها حتى نهايتها و لم نعرف من الذي دبر هذه المكيدة لرويا، و لا نعرف السبب وراء حادث الأستاذة زينب التي كان عاكف مرتبطاً بها، و ما علاقته باتخاذ قرار عاكف لمعاقبة الطلاب و تلقينهم درس حياتهم.
و يبدو ان المسلسل سيسير على هذه الوتيرة حتى الحلقة الأخيرة منه، مهع العلم أنه لم يتم تحديد عدد حلقات المسلسل حتى الآن، فالمسلسل الياباني المقتبس عنه المسلسل التركي دارت كل أحداثه في مكان واحد تقريباً، و هو المدرسة أو الفصل المحتجز به الطلاب الرهائن، فهل سيظل المسلسل على نفس النجاح و لن يتمكن الملل من أحداثه على عادة المسلسلات التركية التي عادة ما تبدأ قوية ثم تنهار نسب مشاهداتها بعد عدة حلقات، كما حدث مع مسلسل "ابنة السفير" الذي حقق نسب مشاهدات عالية للغاية حتى الحلقة العاشرة، إلى أن جاء بخيبة أمل كبيرة لمشاهديه بعد عرض الحلقة الـ 11 التي انخفضت انخفاض حاد في نسب المشاهدات وصلت إلى تقييم 7 % بعدما وصل المسلسل بنسب مشاهداته إلى تقييم 12 %.
داليا محمد
لمزيد من التفاصيل عن المسلسلات التركية من هنا