طارق جعفر يكتب: الوباء معركة وعي والتزام مجتمعي بحتة

الوباء عالمي شاء من شاء وآبي من آبي، ومكافحة انتشاره معركة وعي وثقافة قوامها التماسك والالتزام المجتمعي بتعليمات الدولة في برتوكول المكافحة الذي تطبقه جميع دول العالم حاليا.

بدأ البرتوكول بتطبيق قرارات احترازية تمثلت في تعليق الرحلات من والي الدول التي تم اكتشاف المرض فيها بكثافة، تطبيق احترازي أخر بمنع التجمعات والحفلات في المناسبات، نشر تعليمات خاصة بالمصافحة والنظافة الشخصية، التخلي التام عن المخالطة والازدحام الغير ضرورية، تطبيقات أخري قامت بعض الدول بتنفيذها تمثلت تخفيف في تخفيف ساعات العمل والمناوبات في القطاعات الحيوية، كذلك نشر بوابات المراجعة الأمنية والصحية في المناطق التي ظهر المرض.

من الحقائق الهامة التي يقتضي التصريح بها أن أوروبا أصبحت الآن بؤرة لانتشار المرض وتأخرت دول متقدمة في تطبيق بروتوكولات مكافحة المرض ودفعت الثمن غاليا بإجراءات أمنية استدعت عزل ملايين الأشخاص في إيطاليا وغيرها، وتبقي مصر واحدة من الدول التي طبقت كل المعايير وتحاول بكل السبل مراقبة جميع المنافذ الحدودية لمنع دخول العدوي، وحتما ذلك إجراء في غاية الأهمية ولكنه يجب أن يتزامن مع تعاون شامل من جميع الأفراد بالامتثال الكامل للتعليمات والتطبيقات الاحترازية.

كذلك لابد ان يكون هناك وعي مجتمعي ينعكس علي المتغيرات الاقتصادية السلبية التي قد يتسبب بها الوباء من جراء البطء الاقتصادي الذي سيحدث عالميا، بعض الدول لجأت الي تخفيض سعر الفائدة الي أدني مستوي لتنشيط الحياة الاقتصادية وتقليل أسعار السلع الاقتصادية مما يقلل من تأثير الوباء اقتصاديا علي المواطنين، الأفراد كذلك مطالبين بتطبيق ثقافة احترازية في التسوق الخاص بالسلع وعدم الإسراف في تجهيز مخزونات سلعية وعلاجية  أكثر من حاجتهم، التجربة الصينية اثبت ان التعاطي مع الأزمة الوبائية بإجراءات صارمة كانت صعبة للغاية في بداية الأزمة ومع انتشار الوعي الثقافي نجحت الصين في احتواء الأزمة اقتصاديا وصحيا بنسبة كبيرة والسبب الرئيسي هو الالتزام المجتمعي .

الالتزام المجتمعي لدينا يحتاج  الي مراجعة ومراقبة شاملة وإن كنت أثق في فكر وعقيدة المواطن المصري تجاه الأزمات الكبيرة ولكن التذكرة هامة خاصة بتجنب الاستماع  الي الإشاعات ومروجيها وأرباب الفتن ومواطن النقد الغير سوية التفكير، الأزمة الوبائية تأثيرها كبير جدا في ضرب الاقتصاديات خاصة إذا تزامنت مع الإشاعات المغرضة التي تتناقل بسرعة والحقيقة أني علي المستوي الشخصي لا أخشي الخطر الوبائي بقدر ما أخشي من خطر الإشاعات المصاحبة التي تفتعلها وتخترعها وتروج لها جماعات الإرهاب الأسود في إطار خطة ممنهجة تحمل تعاطيهم وبصمتهم وكراهيتهم لنجاح الدولة حتي الان في درء الوباء، نعم الدولة المصرية ناجحة وبامتياز حتي الان في درء الوباء وتقليص انتشاره وأرقام الدولة مقارنة بنسب السكان مذهلة حين يتم مقارناتها بأرقام دول عظمي .

شكرا للدولة المصرية التي اهتمت وتبحث وتحاول في مكافحة الوباء بطريقة محترفة وتتضامن عالميا في تقليص انتشاره بشكل لائق بنا حضاريا وإنسانيا وسياسيا .

كاتب المقال/ الامين العام لحزب الحركة الوطنية المصرية بالمنوفية وعضو الامانة المركزية