اهم الاخبار
السبت 23 نوفمبر 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

مريم الكعبي تكتب عن بدعة ثقافة التثوير .. نكبتنا في نخبتنا

• تهدف لـ إشعارك بالخزي والعار والجهل والخيانة .. ترفض وتمقت وتنتقد وتكره كل شيء .. ليظل عقلك في مرحلة الحبو الدائم   هل تعرفون ما هي ثقافة التثوير؟ .. ثقافة التثوير هو بدعة انتشرت بعد ثورات الفوضى العربية ، ابتدعتها مجموعة تسمي نفسها زوراً وبهتاناً بأنها نخب ، وهي لعنة على العقلية العربية وعلى الوعي العربي ، وما زالت هذه النخب تعزف معزوفة الثورات ، رغبة منها في جعله مفهوماً حياً قائماً لاستلاب الوعي . ‏ثقافة التثوير ، أصبحت لعنة تطاردنا ، النخب تريدها ، والمتآمرون يستثمرونها ، والأغبياء يلاحقونها ، والحمقى يحبونها ، لا بد أن يكون الوعي العربي خاضعاً إما للخرافة وإما للتثوير ، لا يجب أن يكون عقلاً منتجاً وواعياً ومبتكراً . خطة ممنهجة هنالك خطة ممنهجة لإبقاء العقلية العربية في زنزانة التثوير ، أن ترفض كل شيء ، وتمقت كل شيء ، وتنتقد كل شيء ، وتكره كل شيء ، أن يظل عقلك في مرحلة الحبو الدائم ، لا يمكن أن يتحرك على قدمين ، لا يمكن أن يحرر نفسه ويعمل وينتج ، عقل يستند على حائط النقمة . ثقافة التثوير هي ثقافة تهدف إلى إشعارك بالخزي والعار والجهل والخيانة ، إن لم تعلن إنها كانت ثورات وتم اختطافها ، لا يريدونك أن تعلن صراحة بأنها لم تكن ثورات ولكنها كانت لعنات ، وفوضى وخراب ودمار وموت ومؤامرات . بلاء النخب النخب التي ابتلينا بها ، تريد أن تحكم قبضتها على الوعي العربي ، تريد دفعه إلى مناطق التجهيل ، يفرضون استعلاء بثقافة عفنة ، ولديهم إعلام يُعلي من قيمتهم ويقدمهم أصحاب فكر ورؤى وهم الذين لم يقدموا شيئاً لأوطانهم سوى شعارات يغذونها في عقول المستهلكين لتظل صامدة غير قابلة للخلع . انظر حولك ، وتأمل ، وتمعن ، واطلقها صرخة مدوية ، لم تكن ثورات ولكنها كانت لعنات ومؤمرات ودمار وانهيار وموت وتشريد ومعاناة وفقر وألم ومآسي ، لا تصدق حفلاتهم السنوية من أجل نشر ثقافة التثوير . مريم الكعبي تكتب: كلما زادوا نباحاً ضد الإمارات.. زيدوهم حديثاً عن تجربة دولة ألهمت العالم يبشرون بالديمقراطية ، يبشرون بعصور الحرية ، ديمقراطيتهم التي جاءوا بها للعراق ، هي بضاعتهم التي ردت إليهم في عصر بايدن الذي جاء على ظهر دبابة ، وما بين الزمنين ، هنالك وقت مستقطع لصندوق اقتراع يذهب إليه الناخبون حفاة جائعين متصارعين ، ثقافة التثوير التي يريدون بقاءها . الشعارات النارية عيدهم السنوي الذي يطلقون من خلاله ألعاب الشعارات النارية ، ويغنون أغنية الثورات المستمرة ، ويتحدثون عن اختطاف الثورات ، هو مهزلة ، يجب الإقرار بالحقيقة التي أكدتها تسريبات هيلاري كلينتون ، كانت مؤامرة ، كانت طعماً انساق خلفه الكثيرون ، كانت خدعة مفادها ، كيف تقتل نفسك وكيف تدمر وطنك . ‏الإعلاميون الذين يلغمون عقولنا ، والنخبة التي تسمم وعي المواطن العربي ، يجب تجريمهما على أفعالها ، فتحت مظلة الرأي والتعبير وأكذوبة الحرية والديمقراطية ، ما زالوا يمتلكون الجرأة والوقاحة ويحدثونا عن حياة الثورة ويتغزلون بوجههها المشوه والقبيح ، ونحن محاطون بكوارث إنسانية بسببها . التغطيات الإعلامية التي تهدف إلى نشر ثقافة التثوير ‏لا ترى ، لا تسمع ، لا تتكلم ، عن الآثار المروعة لثورات الخراب التي أدت إلى انهيار دول عربية ، ولكنهم يتحدثون وباستفاضة عن مصر، ثقافة التثوير يجب أن تظل قائمة في دولة انتصرت على المؤامرة وصمدت ونهضت. اختطاف العقول العقل يتم اختطافه ، ولا شيء أسهل من اختطاف الوعي هذه الأيام ، سلع التجهيل والتسطيح هي الوسائل التي تحقق الغاية وأقصد بها اختطاف العقلية العربية ، وحينما يخطفون عقلك يشعرونك بأنك ملك متوج فأنت مخطوف ولكنك ترقص رقصة الموت وأنت لا تدري . لا يعطونكم الصورة كاملة حينما يمررون أجنداتهم في ثقافة التثوير ، لا يحدثونكم عن النتائج الوخيمة لانهيار كامل للوطن العربي وتقسيمه بسبب ثورات الخراب العربي لو لم ينهض المارد المصري ، ليوقف التآمر ، ويُربك المخطط ، ويوقف الانهيار . نحتاج إلى ثورة حقيقية ، أتعلمون ما هي ؟ ، نحتاج إلى ثورة وعي وإدراك ، بأدوارنا في الحفاظ على أنفسنا وأوطاننا في ظل مخاطر تهدد وجودنا . معركة وجود مثلما توجد شركات توظيف أموال تنهب وتسرق أموال المودعين الحالمين بتنامي مدخراتهم ، هنالك جهات وأحزاب ومنظمات ودول تتاجر بالشعارات لكي تسرق الوعي وتوظف العقل لمصالحها ومكاسبها وأهدافها ولو كانت النتيجة التضحية بمن صدقوا لعبة الشعارات واستسلموا لها وتحركوا لأجلها . المعركة اليوم وجودية ، و هي معركة وعي ، إما أن ينتصر الوعي على تضليل الإعلام ، وحرب التسطيح والتضليل وبيع الوهم والشعارات ، وإما أن ينهزم الوعي وتكون الخسائر فادحة . الحزب الذي علّق صفقات بيع الأسلحة للإمارات والسعوديه ، هو الحزب الذي كان وراء مؤامرة ثورات الخراب العربي لتفكيك الدول العربية وتحويلها لكيانات متناحرة متصارعة ، هو الحزب الذي يعود لاستكمال أجندته ، والكارثة أنه الحزب الذي تواليه وتقدسه نخب عربية ، وصدق من قال ، ‏" نكبتنا في نخبتنا " . كاتبة المقال: كاتبة وناقدة اعلامية إماراتية.. صادر لها كتاب ” آهات الصمت ” عن دار الكتاب الجامعي .. وكتاب ” حاول مرة اخري ” عن دار همايل .. ورواية ” امرأة تحترق ” عن دار اوراق مريم الكعبي تكتب : الحياة بها مساحات محجوزة لـ عبيد التبعية والحمقي والجاهلين والمتخلفين

ﺗﻔﻀﻴﻼﺕ اﻟﻘﺮاء