اهم الاخبار
الجمعة 26 أبريل 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

الفن

اليوم.. ذكرى ميلاد شاعر النيل وشاعر الشعب الشاعر "حافظ ابراهيم"

IMG-20210224-WA0013
IMG-20210224-WA0013

اليوم الموافق ٢٤ فبراير هو ذكرى ميلاد شاعر النيل وشاعر الشعب الشاعر "حافظ ابراهيم"، حيث ان صديقه امير الشعراء "احمد شوقي" هو من لقبه بشاعر النيل. ولد حافظ إبراهيم ٢٤ فبراير عام ١٨٧٢على متن سفينة كانت راسية على نهر النيل أمام ديروط وهي قرية بمحافظة أسيوط من أب مصري الأصل وأم تركية، ثم توفي والده وهو صغير. أتت به أمه قبل وفاتها إلى القاهرة حيث نشأ بها يتيما تحت كفالة خاله الذي كان ضيق الرزق حيث كان يعمل مهندسا في مصلحة التنظيم. ثم انتقل خاله إلى مدينة طنطا وهناك درس حافظ في كتّاب، و أحس حافظ إبراهيم بضيق خاله به مما أثر في نفسه، فرحل عنه وترك له رسالة كتب فيها: ثقلت عليك مؤونتي.... إني أراها واهية فافرح فإني ذاهب.... متوجه في داهية كان حافظ إبراهيم إحدى عجائب زمانه، ليس فقط في جزالة شعره بل في قوة ذاكرته والتي قاومت السنين ولم يصبها الوهن والضعف على مر 60 سنة هي عمر حافظ إبراهيم، فإنها ولا عجب إتسعت لآلاف الآلاف من القصائد العربية القديمة والحديثة ومئات المطالعات والكتب وكان باستطاعته – بشهادة أصدقائه – أن يقرأ كتاب أو ديوان شعر كامل في عده دقائق وبقراءة سريعة ثم بعد ذلك يتمثل ببعض فقرات هذا الكتاب أو أبيات ذاك الديوان، وروى عنه بعض أصدقائه أنه كان يسمع قارئ القرآن في بيت خاله يقرأ سورة الكهف أو مريم أو طه فيحفظ ما يقوله ويؤديه كما سمعه بالرواية التي سمع القارئ يقرأ بها. يعتبر شعره سجل الأحداث، إنما يسجلها بدماء قلبه وأجزاء روحه ويصوغ منها أدبا قيما يحث النفوس ويدفعها إلى النهضة، سواء أضحك في شعره أم بكى وأمل أم يئس، فقد كان يتربص كل حادث هام يعرض فيخلق منه موضوعا لشعره ويملؤه بما يجيش في صدره. مع تلك الهبة الرائعة، فإن حافظ صابه - ومن فترة امتدت من 1911 إلى 1932 – داء اللامبالاة والكسل وعدم العناية بتنميه مخزونه الفكرى ، وبالرغم من إنه كان رئيساً للقسم الأدبي بدار الكتب إلا أنه لم يقرأ في هذه الفترة كتاباً واحداً من آلاف الكتب التي تزخر بها دار المعارف، الذي كان الوصول إليها يسير بالنسبة لحافظ، تقول بعض الآراء ان هذه الكتب المترامية الأطراف القت في سأم حافظ الملل، ومنهم من قال بأن نظر حافظ بدا بالذبول خلال فترة رئاسته لدار الكتب وخاف من المصير الذي لحق بالبارودى في أواخر أيامه، حيث كان حافظ إبراهيم رجل مرح وأبن نكتة وسريع البديهة يملأ المجلس ببشاشته وفكاهاته الطريفة التي لاتخطئ مرماها، وأيضاً تروى عن حافظ أبراهيم مواقف غريبة مثل تبذيره الشديد للمال فكما قال العقاد (مرتب سنة في يد حافظ إبراهيم يساوى مرتب شهر) ومما يروى عن غرائب تبذيره أنه استأجر قطار كامل(قطارا كاملا) ليوصله بمفرده إلى حلوان حيث يسكن وذلك بعد مواعيد العمل الرسمية. اليوم… ذكرى وفاة المخرج السينمائي “حسام الدين مصطفى” مثلما يختلف الشعراء في طريقة توصيل الفكرة أو الموضوع إلى المستمعين أو القراء، كان لحافظ إبراهيم طريقته الخاصة فهو لم يكن يتمتع بقدر كبير من الخيال ولكنه أستعاض عن ذلك بجزالة الجمل وتراكيب الكلمات وحسن الصياغة بالإضافة أن الجميع اتفقوا على أنه كان أحسن خلق الله إنشاداً للشعر، ومن أروع المناسبات التي أنشد حافظ بك فيها شعره بكفاءة هي حفلة تكريم أحمد شوقي ومبايعته أميراً للشعر في دار الأوبرا الخديوية، وأيضاً القصيدة التي أنشدها ونظمها في الذكرى السنوية لرحيل مصطفى كامل التي خلبت الألباب وساعدها على ذلك الأداء المسرحى الذي قام به حافظ للتأثير في بعض الأبيات، ومما يبرهن ذلك ذلك المقال الذي نشرته إحدى الجرائد والذي تناول بكامله فن إنشاد الشعر عند حافظ، ومن الجدير بالذكر أن أحمد شوقى لم يُلقِ في حياته قصيدة على ملأ من الناس حيث كان الموقف يرهبه فيتلعثم عند الإلقاء، وقد تميز بجمال شعره. وقيل وقال عن حافظ الكثير من الشعراء العظماء، حيث يقول عنه خليل مطران "أشبه بالوعاء يتلقى الوحى من شعور الأمة وأحاسيسها ومؤثراتها في نفسه، فيمتزج ذلك كله بشعوره وإحساسه، فيأتى منه القول المؤثر المتدفق بالشعور الذي يحس كل مواطن أنه صدى لما في نفسه". ويقول عنه أيضاً "حافظ المحفوظ من أفصح أساليب العرب ينسج على منوالها ويتذوق نفائس مفرادتها وإعلاق حلالها." وأيضاً "يقع إليه ديوان فيتصفحه كله وحينما يظفر بجيده يستظهره، وكانت محفوظاته تعد بالألوف وكانت لا تزال ماثلة في ذهنه على كبر السن وطول العهد، بحيث لا يمترى إنسان في ان هذا الرجل كان من أعاجيب الزمان". وقال عنه العقاد "مفطوراً بطبعه على إيثار الجزالة والإعجاب بالصياغة والفحولة في العبارة." ويذكره الشاعر العراقي فالح الحجية في كتابه الموجز في الشعرالعربي الجزء الثالث فيقول(يتميز شعرحافظ إبراهيم بالروح الوطنية الوثابة نحو التحرر ومقارعة الاستعمار سهل المعاني واضح العبارة قوي الأسلوب متين البناء اجاد في كل الأغراض الشعرية المعروفة) كان أحمد شوقي يعتز بصداقة حافظ إبراهيم ويفضله على أصدقائه، حيث كان حافظ إبراهيم يرافقه في عديد من رحلاته وكان لشوقى أيادٍ بيضاء على حافظ فساهم في منحه لقب بك وحاول أن يوظفه في جريدة الأهرام ولكن فشلت هذه المحاولة لميول صاحب الأهرام - وكان حينذاك من لبنان - نحو الإنجليز وخشيته من المبعوث البريطانى اللورد كرومر. وكان لكل قصيدة احافظ ابراهيم حكاية ورائها وسبب في كتابتها، ونقتبس بعض الابيات من قصائده وماهي المناسبة التي القت بها: سافر حافظ إبراهيم إلى سوريا، وعند زيارته للمجمع العلمي بدمشق قال هذين البيتين: شكرت جميل صنعكم بدمعي ودمع العين مقياس الشعور لاول مرة قد ذاق جفني على ما ذاقه دمع السرور اليوم.. ذكرى وفاة الكاتب الروائي “علاء الديب” لاحظ الشاعر مدى ظلم المستعمر وتصرفه بخيرات بلاده فنظم قصيدة بعنوان الامتيازات الأجنبية، ومما جاء فيها: سكتُّ فأصغروا أدبي وقلت فأكبروا أربي يقتلنا بلا قود ولا دية ولا رهب ويمشي نحو رايته فنحميه من العطب فقل للفاخرين: أما لهذا الفخر من سبب؟ أروني بينكم رجلا ركينا واضح الحسب أروني نصف مخترع أروني ربع محتسب؟ أروني ناديا حفلا بأهل الفضل والأدب؟ وماذا في مدارسكم من التعليم والكتب؟ وماذا في مساجدكم من التبيان والخطب؟ وماذا في صحائفكم سوى التمويه والكذب؟ حصائد ألسن جرّت إلى الويلات والحرب فهبوا من مراقدكم فإن الوقت من ذهب وله قصيدة عن لسان صديقه يرثي ولده، وقد جاء في مطلع قصيدته: ولدي، قد طال سهدي ونحيبي جئت أدعوك فهل أنت مجيبي؟ جئت أروي بدموعي مضجعا فيه أودعت من الدنيا نصيبي ويجيش حافظ إذ يحسب عهد الجاهلية أرفق حيث استخدم العلم للشر، وهنا يصور موقفه كإنسان بهذين البيتين ويقول: ولقد حسبت العلم فينا نعمة تأسو الضعيف ورحمة تتدفق فإذا بنعمته بلاء مرهق وإذا برحمته قضاء مطبق روى محمد كرد علي حواره مع حافظ إبراهيم عن مرقد السيد البدوي وزائريه، فقال "أنشدني ذات يوم قطعة من شعره يشكو فيها بؤسه، ويعرض لما يُبذّر من الأموال، ويُتلى من الأدعية على قبر السيد البدوي، فقلتُ له: الحقَّ أقول: إن القوم ربما آذوك، ومنزلة السيّد من بعض النفوس منزلته، فإيّاك وهذا التصريح في بلد كثر سواد القبوريين فيه، فأجاب جواب مَن لا يبالي، ولمّا طَبعَ ديوانَه أثبت الأبيات بنصّها، وكان حذف منها بيتين وهذه بنصّها التام: أحياؤنا لا يُرزقون بِدرهم وبِألف ألف تُرزقُ الاموات للسيّد البدويّ مُلْكٌ دخلُهُ خمسون ألفاً والحظوظ هِباتُ وأنا أُعذَّبُ في الوجود وليس لي يا أمّ دفرٍ ما به أقتاتُ مَن لي بحظ النائمين بحفرةٍ قامت على أحجارها الصلوات يسعى الأنام لها ويجري حولها بحرُ النذور وتُقرأ الآيات ويقال هذا القطب باب المصطفى ووسيلةٌ تُقضى بهاالحاجات   كما نادى الشاعر حافظ الشيخَ محمد عبده لمّا كانت الرحال تُشدّ إلى طنطا لزيارة السيد البدوي: إمامَ الهدى إني أرى القوم أبدعوا لهم بدعاً عنها الشريعةتعزف رأوا في قبور الميتين حياتهم فقاموا إلى تلك القبور وطوّفوا وباتوا عليها جاثمين كأنهم على صنمٍ في الجاهلية عُكّفُ اما عن اثاره الادبية فهي: الديوان، البؤساء: ترجمة عن فكتور هوغو، ليالي سطيح في النقد الاجتماعي، في التربية الأولية (معرب عن الفرنسية)، الموجز في علم الاقتصاد (بالاشتراك مع خليل مطران). توفي حافظ إبراهيم ٢١ يونيو سنة 1932م في الساعة الخامسة من صباح يوم الخميس، وكان قد أستدعى 2 من أصحابه لتناول العشاء ولم يشاركهما لمرض أحس به، وبعد مغادرتهما شعر بوطئ المرض فنادى غلامه الذي أسرع لاستدعاء الطبيب وعندما عاد كان حافظ في النزع الأخير، توفى ودفن في مقابر السيدة نفيسة . عندما توفى حافظ كان أحمد شوقي يصطاف في الإسكندرية وبعدما بلّغه سكرتيره – أي سكرتير شوقى - بنبأ وفاة حافظ بعد ثلاث أيام لرغبة سكرتيره في إبعاد الأخبار السيئة عن شوقي ولعلمه بمدى قرب مكانة حافظ منه، شرد شوقي لحظات ثم رفع رأسه وقال أول بيت من مرثيته لحافظ: قد كنت أوثر أن تقول رثائي يا منصف الموتى من الاحياء روى محمد كرد علي حواره مع حافظ إبراهيم عن مرقد السيد البدوي وزائريه، فقال "أنشدني ذات يوم قطعة من شعره يشكو فيها بؤسه، ويعرض لما يُبذّر من الأموال، ويُتلى من الأدعية على قبر السيد البدوي، فقلتُ له: الحقَّ أقول: إن القوم ربما آذوك، ومنزلة السيّد من بعض النفوس منزلته، فإيّاك وهذا التصريح في بلد كثر سواد القبوريين فيه، فأجاب جواب مَن لا يبالي، ولمّا طَبعَ ديوانَه أثبت الأبيات بنصّها، وكان حذف منها بيتين وهذه بنصّها التام: أحياؤنا لا يُرزقون بِدرهم وبِألف ألف تُرزقُ الاموات للسيّد البدويّ مُلْكٌ دخلُهُ خمسون ألفاً والحظوظ هِباتُ وأنا أُعذَّبُ في الوجود وليس لي يا أمّ دفرٍ ما به أقتاتُ مَن لي بحظ النائمين بحفرةٍ قامت على أحجارها الصلوات يسعى الأنام لها ويجري حولها بحرُ النذور وتُقرأ الآيات ويقال هذا القطب باب المصطفى ووسيلةٌ تُقضى بهاالحاجات   كما نادى الشاعر حافظ الشيخَ محمد عبده لمّا كانت الرحال تُشدّ إلى طنطا لزيارة السيد البدوي: إمامَ الهدى إني أرى القوم أبدعوا لهم بدعاً عنها الشريعةتعزف رأوا في قبور الميتين حياتهم فقاموا إلى تلك القبور وطوّفوا وباتوا عليها جاثمين كأنهم على صنمٍ في الجاهلية عُكّفُ اما عن اثاره الادبية فهي: الديوان، البؤساء: ترجمة عن فكتور هوغو، ليالي سطيح في النقد الاجتماعي، في التربية الأولية (معرب عن الفرنسية)، الموجز في علم الاقتصاد (بالاشتراك مع خليل مطران). توفي حافظ إبراهيم ٢١ يونيو سنة 1932م في الساعة الخامسة من صباح يوم الخميس، وكان قد أستدعى 2 من أصحابه لتناول العشاء ولم يشاركهما لمرض أحس به، وبعد مغادرتهما شعر بوطئ المرض فنادى غلامه الذي أسرع لاستدعاء الطبيب وعندما عاد كان حافظ في النزع الأخير، توفى ودفن في مقابر السيدة نفيسة . عندما توفى حافظ كان أحمد شوقي يصطاف في الإسكندرية وبعدما بلّغه سكرتيره – أي سكرتير شوقى - بنبأ وفاة حافظ بعد ثلاث أيام لرغبة سكرتيره في إبعاد الأخبار السيئة عن شوقي ولعلمه بمدى قرب مكانة حافظ منه، شرد شوقي لحظات ثم رفع رأسه وقال أول بيت من مرثيته لحافظ: قد كنت أوثر أن تقول رثائي يا منصف الموتى من الاحياء. اليوم.. ذكرى وفاة شيخ المخرجين “هنري بركات”