اهم الاخبار
الثلاثاء 05 نوفمبر 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

غضب ضد أردوغان.. ماذا يعني انسحاب تركيا من اتفاقية إسطنبول

27
27

تشهد تركيا منذ بداية الأسبوع الحالي موجه من الاحتجاجات الكبيرة التي خرجت للتنديد بقرار الرئيس رجب طيب أردوغان بالانسحاب من اتفاقية إسطنبول. وقد أعلنت الحكومة التركية، السبت، انسحابها من اتفاقية إسطنبول الدولية التي تهدف لحماية النساء من العنف.

ما هي اتفاقية إسطنبول؟

واتفاقية إسطنبول هي اتفاقية دولية تابعة للمجلس الأوروبي لمكافحة العنف ضد المرأة، وتم إقرارها عام ٢٠١١م، وكنت تركيا من أوائل الدول التي وقعت على الاتفاقية. ووقعت على اتفاقية إسطنبول ٤٥ دولة، وتم التصديق عليها من قبل ٣٤ دولة فقط من بينهم تركيا، وتعمل الاتفاقية على سن قوانين تمنع العنف، والاغتصاب الزوجي، وختان الاناث. وقد نشرت الحكومة التركية قرار انسحابها من اتفاقية إسطنبول في الجريدة الرسمية، السبت، على الرغم من رفض المنظمات الحقوقية للقرار خوفا من الاثار السلبية له، خاصتا في ظل تزايد جرائم العنف والقتل ضد النساء في تركيا العام الماضي. وقد بدأت حملة في تركيا منذ العام الماضي من الجماعات الدينية وحزب الحركة القومية " ممثلوا التيار المحافظ"، بالضغط على الحكومة للانسحاب من الاتفاقية التي وصفوها بأنها غير أخلاقية، وتتعارض مع قيم المجتمع التركي. مصر الرقم الصعب.. أردوغان ينكسر ويخسر أوراقه الرابحة.. هزيمة سياسية عاصفة

غضب المجتمع التركي 

وعقب صدور قرار انسحاب الحكومة التركية من اتفاقية إسطنبول، اندلعت المظاهرات النسائية في جميع المدن التركية بدعوة من جمعيات حقوق المرأة للتنديد بالقرار، ومطالبة الرئيس أردوغان بالتراجع عن قراره. كما رفع المتظاهرون شعارات " النساء سيربحن هذه الحرب، الغ قرارك، طبق الاتفاق"، كما تم رفع صور نساء قتلن في جرائم العنف الأسري. ومن جانبها رفضت المعارضة التركية قرار الحكومة في ظل ارتفاع حالات الاعتداء والقتل والعنف التي تتعرض لها النساء في المجتمع التركي خلال العشر سنوات الماضية. وندد رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو منافس الرئيس أردوغان، بالقرار، وقال "هذا الأمر يعد تجاهلا لكفاح النساء التركيات، واصفا الأمر بالمرير، مؤكدا على أن النصر سيكون بالنهاية للنساء". [caption id="attachment_630922" align="aligncenter" width="300"]غضب ضد أردوغان.. ماذا يعني انسحاب تركيا من اتفاقية إسطنبول غضب ضد أردوغان.. ماذا يعني انسحاب تركيا من اتفاقية إسطنبول[/caption] كما وصفت نائبة رئيس حزب الشعب الجمهوري المكلفة شؤون حقوق الإنسان غوغشي غوغشان، قرار الانسحاب من اتفاقية إسطنبول بأنه يعني "السماح بقتل النساء". ومن جانبه، أكد زعيم المعارضة التركية ورئيس حزب الشعب الجمهوري، كمال كليتشدار أوغلو، على أن هذا القرار يطيح بحقوق ٤٢ مليون امرأة تركية، مشيرا إلى أن النساء ستنجح في إيقاف الانسحاب من اتفاقية إسطنبول، وستعلم أردوغان درساً قاسياً. وقال رئيس حزب الديمقراطية والتقدم على باباجان، إن الرئيس أردوغان يسعي لصنع المزيد من الازمات في المجتمع التركي وعليه التوقف عن ذلك، كما دعا المتظاهرين بالابتعاد عن العنف في الاحتجاجات. وأشار رئيس حزب "المستقبل" أحمد داود أوغلو، ورئيس حزب "الجيد" ميرال أكشنار، إلى أن نظام أردوغان سيسقط في الانتخابات القادمة، وستعود تركيا لاتفاقية إسطنبول. وأكدت البرلمانية جاندان يوجه أر التي تشغل منصب عضو اللجنة البرلمانية لتكافؤ الفرص بين المرأة والرجل، الاحد، على أن قرار الانسحاب من اتفاقية إسطنبول باطل وسيتم مواجهته في البرلمان التركي. وشددت جاندان يوجه أر، على أن قرار الحكومة الانسحاب من الاتفاقية يعد ضوء أخضر منها لاستمرار جرائم العنف والقتل ضد النساء في تركيا.

غضب دولي من انسحاب تركيا من اتفاقية إسطنبول

أصدر الرئيس الأمريكي جو بايدن، الاحد، بيان ندد فيه بانسحاب تركيا من اتفاقية إسطنبول، واصفا الامر بأنه "مخيب للأمال بشدة". وقال بايدن إن " العالم أصبح يسجل حالات عنف كبيرة ضد المرأة، وتشهد تركيا تزايد كبير في حالات العنف الأسري". وأضاف: "على الجميع بذل المزيد من الجهود وسن القوانين، للحد من العنف ضد النساء حول العام، لا التراجع عن الاتفاقيات الدولية التي تعمل على حماية المرأة". ومن جانبه، أكد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، السبت، على أن تركيا تعرض ملايين النساء في البلاد للخطر وتسمح بانتزاع حقوقهن الأساسية، مضيفا ندعو تركيا للتراجع عن قرارها حفاظا على حقوق النساء. وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرليين، الاحد، إن النساء تحتاج إلى الكثير من القوانين لتوفير الحماية لهن. كما أدانت الأمينة العامة للمجلس الأوروبي، ماريا بيجينوفيتش بوريتش، السبت، قرار تركيا بالانسحاب من اتفاقية إسطنبول. ووصفت الحكومة الفرنسية قرار أنقرة بالانسحاب من اتفاقية إسطنبول بتراجع جديد في مجال حقوق الإنسان، ومن جانبها شددت ألمانيا على رفض القرار التركي مشيرتا إلى أن من الجهل استخدام الثقافة والتقاليد كسبب لتجاهل العنف ضد النساء. بعد تصريحات أردوغان.. هل تعود العلاقات بين مصر وتركيا ؟