تحذيرات البرهان بطرد القوات الإثيوبية من الأراضي السودانية

تشهد العلاقات بين السودان وإثيوبيا توتر كبير بسبب النزاع بينهما في قضية الحدود بين البلدين، وإدارة سد النهضة. وقد شنت القوات السودانية منذ أواخر العام الماضي حربا كبيرة على الميليشيات الاثيوبية المدعومة من الجيش الاثيوبي التي تسيطر على أراضيها في الفشقة لاستعادتها. وأدي ذلك لنشوب نزاع حدودي بين الطرفين، بسبب رفض إثيوبيا للاعتراف بسودانية الفشقة إلى جانب دعمها للميليشيات الاثيوبية للهجوم علي الجيش السوداني في المناطق الحدودية.
تحذيرات البرهان لإثيوبيا
قال رئيس المجلس السيادي السوداني، عبد الفتاح البرهان، في لقاء مغلق في منطقة أم درما العسكرية، إن الجيش الإثيوبي يحتل أراضي سودانية، ويحاول أن يخبر العالم بالعكس. وأضاف: أن السودان لن تجري أي نوع من المفاوضات مع الجانب الإثيوبي، حتى يتم الاعتراف بسودانية أراضي الفشقة ووضع العلامات الحدودية بين البلدين. وحذر البرهان إثيوبيا بأن السودان مستعدة لاتخاذ أي إجراء في سبيل استعادة أراضيه المحتلة، مطالباً أديس أبابا بضرورة الانسحاب من الأراضي السودانية. وشدد رئيس المجلس السيادي السوداني، على أن القوات المسلحة هي درع الدفاع عن الشعب وثورته. وقد شددت الحكومة السودانية على أن الاعتداءات المتكررة من الجانب الإثيوبي على أراضيها، وتعريض مواطنيها للخطر، سيكون له تبعات خطيرة على الامن في المنطقة.بداية النزاع الحدودي بين السودان وإثيوبيا
ومنذ نوفمبر الماضي توترت العلاقات بين السودان وإثيوبيا على إثر اعادة انفتاح قوات الجيش السوداني في أراضي الفشقة التي استولى عليها مزارعون إثيوبيون تحت حماية مليشيات تابعة لقبيلة الأمهرا لأكثر من 25 سنة. ولاحقا قال السودان إنه استرد نحو 90% من أراضيه على الحدود الإثيوبية، لكن أديس أبابا تتهم الجيش السوداني بالتوغل في أراضي متنازع عليها واستهدافه مدنيين إثيوبيين وهو ما تنفيه الخرطوم بشدة. السودان يتهم إثيوبيا بنقض العهود ويتمسك بطرد قواتها من أراضيه وبشأن سد النهضة تتعثر مفاوضاته بسبب رفض إثيوبيا التوقيع على اتفاق ملزم حول ملء وتشغيل السد والذي يعده السودان مهما لضمان التشغيل الآمن لسد الروصيرص فضلا عن أن عدم الاتفاق المسبق يجعل حياة ومعاش 20 مليون سوداني على ضفاف نهر النيل على المحك.الجيش السوداني يسيطر على آخر معاقل الميليشيات الإثيوبية
ذكرت مصادر عسكرية، مطلع مارس الحالي، إن الجيش السوداني اقترب من السيطرة على منطقة برخت آخر وأكبر معاقل الميليشيات الإثيوبية المشيدة داخل الأراضي السودانية بمنطقة الفشقة الكبرى. وذكرت المصادر أن القوات السودانية تخوض معارك عنيفة ضد قوات إثيوبية بمساندة إريترية، وأن الجيش يتقدم على صوب منطقة برخت بعد أن أوقع الكثير من الخسائر بصفوف الجيش الإثيوبي وحلفائه. وتحاذي الفشقة الكبرى بولاية القضارف إقليم تيغراي الإثيوبي بطول 110 كيلومترات حيث أقيمت فيها مستوطنة "برخت" بعمق 5 كيلومترات داخل الأراضي السودانية كواحدة من أكبر المستوطنات الإثيوبية. وأكدت المصادر على أن القوات الإريترية والإثيوبية احتشدت داخل المستوطنة بعتاد حربي وأسلحة ثقيلة ومدرعات. وأشارت المصادر أن المعارك الجارية حاليا تمضي في اتجاه بسط الجيش السوداني سيطرته على آخر معاقل الاستيطان الإثيوبي في الأراضي السودانية وتحرير الفشقة الكبرى بنسبة 97%. وكان الجيش السوداني خاض مطلع الأسبوع معارك شرسة ردا على اعتداءات إثيوبية وتمكن من السيطرة على منطقة "الكردية" واسترداد مساحات جديدة قبل أن يواصل التقدم صوب "برخت". وتعتبر "برخت" من أكبر المستوطنات الإثيوبية داخل الأراضي السودانية وتبعد 5 كيلومترات عن الحدود الإثيوبية، ويعيش فيها ما لا يقل عن 10 ألاف من المدنيين والقوات والمليشيات الأثيوبية، كما تعد واحدة من أكبر مراكز دعم وتشوين الجيش الإثيوبي ويحصل منها على المؤن والآليات والمعدات الأخرى. [caption id="attachment_631011" align="aligncenter" width="300"]