وجهت الحكومة الفرنسية الاتهام لبريطانيا بالابتزاز بسبب سياستها في التعامل مع صادرات لقاحات فيروس كورونا، في حين تسود حالة من القلق في دول الاتحاد الأوروبي بشأن مواعيد تسليم اللقاحات.
وقالت الخارجية الفرنسية، إن دول الاتحاد الأوروبي تحتاج إلى بناء علاقات تعاونية مع بريطانيا، مشيرا إلى أن الطريقة الحالية في التعاملات بين الطرفين لا تصلح.
وأضافت: طالبنا الاتحاد الأوروبي بفرض المزيد من القيود على تصدير اللقاحات.
شركة أسترازينيكا تواجه انتقادات لاذعة من الاتحاد الأوروبي
ويواجه الاتحاد الأوروبي حالة من البطء في معدلات اللقاحات التي تصل إلى الدول الأعضاء، متهماً شركات الأدوية، وخاصتاً شركة أسترازينيكا، بالتباطؤ في تزويد دول الاتحاد بالكميات المتفق عليها من لقاحات كورونا.
وسيتسلم الاتحاد الأوروبي نحو ٣٠ مليون جرعة من لقاح أسترازينيكا بنهاية مارس الجاري، ما يمثل ثلث الكمية المتفق عليها.
[caption id="attachment_634070" align="aligncenter" width="300"]
هل تبتز بريطانيا العالم بسبب صادرات لقاحات كورونا[/caption]
ومن جانبها، رفضت شركة أسترازينيكا الاتهامات التي وجهها لها الاتحاد الأوربي بشأن فشلها في الالتزام بالاتفاقيات الموقعة بينهما.
اقرأ المزيد:
تفاصيل جديدة حول مصدر تسلل فيروس كورونا لدول العالم
ومن جانبها، أكدت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، الخميس، في القمة الافتراضية للاتحاد الأوروبي لمناقشة قضية امدادات لقاحات كورونا، على أن دول الاتحاد هي المصدر الأكبر للقاحات في العالم.
وشددت على أن شركة أسترازينيكا تقوم بتصدير اللقاح للدول الأخرى، ولا تلتزم باتفاقها مع دول الاتحاد الأوروبي.
وانتقد تييري بريتون، مفوض السوق الداخلية في الاتحاد الأوروبي، شركة أسترازينيكا، بسبب عدم وفائها بالتزاماتها حيث كانت ملتزمة بتقديم ١٢٠ مليون جرعة من اللقاح لدول الاتحاد ولكنها لم تسلم إلا ٣٠ مليون جرعة.
وفي حين يعاني دول الاتحاد الأوروبي من نقص حاد في كميات الجرعات الواردة إليها، تشهد بريطانيا حملة تلقيح سريعة وناجحة مقارنة بباقي الدول الأوروبية.
الغضب الفرنسي بشأن التباطؤ في تسليم جرعات اللقاح
قال وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لو دريان، في حوار مع "راديو فرانس انفو"، الجمعة، "إن دول الاتحاد الأوروبي تدفع ثمن حملة التطعيم ضد فيروس كورونا في بريطانيا".
وأضاف: "المملكة المتحدة تقوم بشراء الجرعات المتوفرة من اللقاح، وهذا سيضعها في مأزق في المستقبل حيث سنمتنع عن تزويدها باللقاحات التي تحتاجها لتطعيم مواطنيها بالجرعة الثانية".
[caption id="attachment_634071" align="aligncenter" width="300"]
هل تبتز بريطانيا العالم بسبب صادرات لقاحات كورونا[/caption]
وأشار لورديان إلى أن سياسة الابتزاز التي تتبعها بريطانيا لن تنجح معنا، دون أن يحدد ما يقصده بالابتزاز البريطاني.
ومن جانبه، أكد الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الخميس، على أن الاتحاد الأوروبي لن يتعامل بسذاجة ثانياً، معرباً عن تأييده لقرار منع تصدير لقاحات كورونا خارج دول الاتحاد الأوروبي بسبب عدم احترام شركات الأدوية لاتفاقياتها.
بريطانيا تحذر من فرض حصار على صادرات اللقاحات
قال رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، إن أي محاولة من الاتحاد الأوروبي لفرض حصار على تصدير اللقاحات سيضع الاستثمارات في دول الاتحاد في مأزق.
[caption id="attachment_634072" align="aligncenter" width="300"]
هل تبتز بريطانيا العالم بسبب صادرات لقاحات كورونا[/caption]
وأضاف: إن أي خطوة من شأنها تؤدي لفرض حصار على صادرات اللقاحات ستجعل الكثير من المستثمرون يعيدوا التفكير في الاستثمار في المستقبل في دول الاتحاد الأوروبي.
الاتحاد الأوروبي يفرض ضوابط على تصدير اللقاحات
أعرب قادة الدول الأوروبية في القمة الافتراضية التي عقدت، الخميس، لمناقشة إمدادات اللقاحات، عن تأييدهم لفرض المزيد من القيود على تصدير اللقاحات.
وقد أصدر الاتحاد الأوروبي بيان عقب انتهاء القمة، أوضح فيه أنه لن يتم حظر تصدير اللقاحات ولكن سيتم فرض ضوابط على الصادرات للحفاظ على توفير الاحتياجات اللازمة لتصنيع اللقاح.
وتقوم شركة أسترازينيكا السويدية البريطانية بإنتاج بعض مكونات اللقاح في عدد من دول الاتحاد الأوروبي.
ومن جهته، أعرب رئيس الوزراء الهولندي، مارك روتي، ونظيره البلجيكي، ألكسندر دي كرو، عن أملهما في عدم اللجوء إلى استخدام الإجراءات الأكثر صرامة بشأن تصدير اللقاحات.
وطالب الاتحاد الأوروبي شركات الأدوية بمحاولة زيادة انتاج اللقاحات، والالتزام بمواعيد تسليم الجرعات المحددة، والوفاء بالكميات المتفق عليها.
الوضع الوبائي في دول الاتحاد الاوروبي
تشهد الكثير من الدول الأوروبية الموجة الثالثة من فيروس كورونا، فبلغ عدد الوفيات في إيطاليا حوالي ١٠٦ ألف حالة، وسجلت فرنسا حوالي ٩٣ ألف وفاة، وألمانيا ٧٥ ألف وفاة، وإسبانيا ٧٣ ألف وفاة.
وتعتزم المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، تمديد إجراءات الإغلاق العام للحد من انتشار فيروس كورونا في البلاد حتى أبريل القادم.
وأكدت ميركل على أن السلالة البريطانية من فيروس كورونا أصبحت السائدة في ألمانيا، مشيرة إلى أن عدد الإصابات تشهد ارتفاع كبير.
وقامت بلجيكا وهولندا بإعادة فرض حالة الإغلاق الصحي، كما تشهد دول شرق الاتحاد الأوروبي ارتفاع كبير في عدد الإصابات بكورونا، وبدأت بولندا، اليوم السبت، في إغلاق الحضانات وبعض المدارس لمدة أسبوعين، للحد منم انتشار فيروس كورونا.