اهم الاخبار
الجمعة 26 أبريل 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

تعليم

مركز الأزهر العالمي للفتاوي يقدم آيات مفسرة

مركز الأزهر العالمي 
مركز الأزهر العالمي  للفتاوي يقدم آيات مفسرة

قال الدكتور هنيدي هنيدي عبدالجواد مدرس التفسير وعلوم القرآن وعضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، في تفسير قوله - تعالى -: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ } [آل عمران: 133]،  إنها تهدف إلي رفعٌ للهِمَم، وإثارةٌ العزائم، وتجديدُ النَّشاط، والتَّطلع إلى الأهداف العالية، والدرجات السَّامية، والمنازل الرَّفيعة.

التفسير

أضاف ل"الوكالة نيوز "أنه لذلك اُفتُتحت الآية بلفظ المسارعة{وَسَارِعُوا}، الذي يدل على المبادرة والمنافسة في فعل الطاعات، وترك المحرَّمات، وقد دلَّت آياتٌ أخرى على حثِّ المؤمنين على التَّسابق فيما بينهم على الأعمال الصالحات، وفعل الخيرات، { فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ} [البقرة: 148]، {سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ} [الحديد: 21]. وأوضح العمل الصالح: هو العمل الذي يعود على المرء وعلى مجتمعه وعلى أمته بالخير والنَّفع والرَّخاء، سواء أكان عملًا دنيويًا، أو عملًا أُخْرويًا، فيدخل فيه العبادات والمعاملات والصناعات والتجارة والزراعة، طالما أخلص العبد نيَّته لله عزَّ وجل، وقصد بها الأجر، والنَّفع لنفسه ولمجتمعه، وبهذا الفهم الصحيح للعمل الصَّالح تتقدم الأمم وتتطور في مختلف المجالات. ثم بيَّنت الآية الكريمة الغاية من المسارعة وهي مغفرة الذنوب ودخول الجنات، {إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ}، و{إِلَى}: تفيد الغاية، والمغفرة: هي محو الذنوب وسترها، تفضلا من الله عزَّ وجل على عباده، وإحسانا إليهم، وهي من أفضل ما يحصل عليه العبد يوم القيامة. وأشار إلي أن الحكمة من تقديم المغفرة على دخول الجنة في قوله: { مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ}أن العبد يُنقَّى من الذنوب والآثام، فيُصبح طاهرًا نقيًا قبل أن يدخل الجنة. ثم بينت الآية الغاية الثانية من المبادرة إلى فعل الخيرات وهي دخول الجنات { وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ}، والمراد بالعرض هنا: سعة الجنة، أي إذا كان عرضها السموات والأرض فما بالكم بطولها، ومن المعلوم أن العرض أقل من الطول، فالقرآن الكريم لم يأت لبيان طول الجنة وعرضها، وإنما القرآن كتاب هداية، يبين سعة الجنة، وعظمها، ونعيمها، لترغيب المؤمنين في الإقبال  على ما يُوصِّلُهم إليها من طاعاتٍ وأعمالٍ صالحاتٍ. لفت إلي قوله: {أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ }: أي هيَّأنا الجنَّة وما فيها من نعيمٍ مُقيمٍ، لاستقبال المتقين الصادقين، وفي هذا دليل على أنَّ الجنَّة مخلوقة الآن، ومن عادة القرآن الكريم أنه عندما يكون المقام مقام ترغيب في تحصيل الأجر والثواب، يكون التعبير بلفظ "أعدَّ"، وعندما يكون المقام مقام ترهيب، وتهديد بالعذاب والعقاب، يكون التعبير بلفظ "أعتدنا".{وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا} [النساء: 37]. وقد ذَكرت الآية أن الجنَّة تهيَّأت للمتقين، وهم المؤمنون الصادقون في أقوالهم وأفعالهم، الممتثلون لأوامر الله، المجتنبون لنواهيه، وما أجمل أن يحرص الصائم في هذا الشهر المبارك على تحصيل ما يُوصِّله إلى الجنة ونعيمها، من كثرة العبادات والطاعات والأعمال الخيرية. شيخ الأزهر: الأصل في الأشياء الإباحة والتحريم يحتاج دليل قاطع