اهم الاخبار
الإثنين 23 ديسمبر 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

مفاجأة.. مقاتلو طالبان يحمون القواعد الامريكية ويستهدفون الشعب الافغاني

مقاتلو طالبان يحمون
مقاتلو طالبان يحمون القواعد الامريكية

عمد مقاتلو حركة طالبان على حماية قواعد عسكرية تابعة للقوات الامريكية وحلف الناتو في أفغانستان من هجمات الجماعات المسلحة المتطرفة وتنظيم داعش الارهابي لأكثر من عام وذلك بموجب اتفاق سري بين الحركة وواشنطن مقابل الانسحاب الامريكي الكامل من البلاد بحلول الاول من مايو .

عدم استهداف القوات الامريكية

ومنذ أن أبرمت الولايات المتحدة هذه الصفقة مع طالبان في فبراير 2020 ، للتمهيد للانسحاب الامريكي لإنهاء أطول حرب لها ،لم يتم استهداف اي جندي امريكي على الاراضي الافغانية ، ولم تكن هناك سوى هجمات متفرقة قليلة على القواعد الأمريكية ، حسبما ذكرت وكالة رويترز للأنباء .

وفى المقابل كثفت طالبان هجماتها على القوات الحكومية الأفغانية ، وتصاعدت الخسائر في صفوف المدنيين.

ارتفاع عدد الضحايا المدنيين

ولم تحرز محادثات السلام بين المسلحين والحكومة ، التي بدأت في سبتمبر الماضي ، أي تقدم ملموس ، حيث ذكر تقرير للأمم المتحدة أن عدد الضحايا المدنيين ارتفع بنسبة 45٪ في الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2020 مقارنة بالعام الذي سبقه.

رسالة بايدن

وبعد اختبار صبر طالبان ، أرسل الرئيس الأمريكي جو بايدن إشعارًا مفاده أن الانسحاب الأمريكي سيتجاوز الموعد النهائي الذي وافقت عليه الإدارة الأمريكية السابقة في الأول من مايو ، مع التأكيد على أنه سيكتمل بحلول 11 سبتمبر - الذكرى العشرين لهجمات القاعدة في الولايات المتحدة.

ومع انتهاء الموعد النهائي المقرر له غدا السبت لا يزال هناك نحو 2000 جندي أمريكي في أفغانستان حيث صرح قائد القوات الأجنبية في كابول الجنرال سكوت ميللر في وقت سابق هذا الأسبوع ان الانسحاب المنظم وتسليم القواعد العسكرية والمعدات للقوات الأفغانية قد بدأ.

مقتل أكثر من 100 جندي افغاني خلال اسبوعين

وخلال الأسبوعين الماضيين فقط ، قتل المسلحون أكثر من 100 من أفراد الأمن الأفغان في موجة من الهجمات التي أعقبت إعلان بايدن أن الانسحاب الأمريكي سيستغرق بضعة أشهر أخرى.

عرض طالبان

وقال اثنان من المسؤولين الغربيين إن واشنطن قبلت عرض طالبان بشأن حماية القواعد العسكرية الغربية من هجمات من أمثال تنظيم داعش الارهابي .

وأضافا : ان طالبان أرادت إظهار حسن النية من خلال الوفاء بالتزامها بضمان عدم استخدام الأراضي الأفغانية لشن هجمات على المصالح الأمريكية - وهو مطلب أمريكي رئيسي في اتفاق فبراير.

وقال دبلوماسي غربي آخر : "لقد وفروا جزء من الحماية ، عبر وضع حاجز حول القواعد العسكرية  وأمروا مقاتليهم بعدم إصابة أو قتل أي جندي أجنبي في هذه الفترة".

اظهار القدرة على السيطرة

وقالت مصادر مطلعة : إنه من المهم أيضًا أن تُظهر طالبان قدرتها على السيطرة على الفصائل الأكثر تمردًا في حركتها ، مثل شبكة حقاني ، التي غالبًا ما تتبع أجندتها الخاصة ، على الرغم من أن زعيمها سراج الدين حقاني هو ثاني أعلى رتبة قائد في طالبان.

وأكد مسؤول أمني غربي مقيم في كابول أن المسلحين التزموا من جانبهم بالصفقة.

فى حين رفض المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد التعليق على ما يسمى باتفاقية "حلقة الحماية".

و قال إنه لم يتم تقديم أي ضمانات أمنية للولايات المتحدة بعد الموعد النهائي المحدد غدا السبت ، لكن المحادثات جارية بين قيادة المجموعة ومع الجانب الأمريكي.

وأضاف "التزامنا حتى الآن بعدم مهاجمة القوات الأجنبية هو حتى الأول من مايو ، وبعد ذلك ، ما إذا كنا سنهاجم أم لا هو موضوع قيد المناقشة".

وبدوره قال المتحدث باسم الحركة سهيل شاهين في تغريدة على تويتر إن الملا بردار نائب الزعيم السياسي لطالبان أجرى محادثات مع المبعوث الأمريكي زلماي خليل زاد لمناقشة عملية السلام أمس الخميس.

التهيئة لتولي زمام الامور

ومن جانبها علقت أشلي جاكسون ، المدير المشارك لمركز دراسة الجماعات المسلحة في مؤسسة الأبحاث البريطانية، و مقره لندن على عرض حركة طالبان : "يبدو ان تطويق القواعد الأمريكية وحلف شمال الأطلسي والقواعد الأفغانية بمثابة استراتيجية لطالبان لتهيئة نفسها لتولي زمام الأمور عندما تغادر القوات الأجنبية".

طالبان تقاتل الشعب الافغاني

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأفغانية ، فؤاد أمان ، إن حركة طالبان كثفت العنف ضد الشعب الأفغاني وحكومته ، بينما أوقفت إطلاق النار على القوات الأجنبية ، حيث قُتل أكثر من 3000 مدني أفغاني وأصيب قرابة 5800 في عام 2020 ، وفقًا لتقرير للأمم المتحدة.

وأضاف : "من خلال عدم مهاجمة القوات الأجنبية واستهداف قوات الأمن الأفغانية والمدنيين بشكل مستمر ، أظهرت طالبان أنها تقاتل الشعب الأفغاني".

وتعاطف مايكل كوجلمان ، نائب مدير برنامج آسيا في مركز ويلسون بواشنطن ، مع هذا الرأي ، قائلاً: "لديهم كل الحق في انتقاد هذه الاتفاقية بين الولايات المتحدة وطالبان لفشلها في تحقيق الامن للأفغان أنفسهم".

الخارجية الأمريكية: إذا انسحبت قواتنا فإن حركة طالبان ستتوسع في أفغانستان