تحقيقات وحوارات
مريم الكعبي تكتب : دراما رمضان تسقط في فخ التطويل والمد والحشو
مسلسلات رمضان بدايات مدهشة ، ولكن تكتشف بعدها بأن هنالك مسابقة ، فيما بينها على المد والتطويل والحوارات المملة والخطوط الدرامية ، التي لا تخدم العمل ، ولكنها مجرد حشو من أجل الوصول للثلاثين حلقة .
نجاح مزعوم
قبل ثورة مواقع التواصل ، كانت هنالك أقلام صحفية مهمتها تلميع الأعمال الفنية وأبطالها والاحتفاء بهم وتكريمهم ، بسبب نجاحهم المزعوم في ماراثون السباق الرمضاني ، ولكن اليوم هنالك حسابات الكترونية وفضائيات اشترت الأعمال ، تقوم بهذه المهمة نيابة عن الصحفيين .
عبقرية الفخراني
يحيى الفخراني ممثل عبقري وكبير وصاحب مسيرة فنية حافلة ونجاحات كبيرة ، ولكن ذلك لا يعني أن نصفق لمسلسل نجيب زاهي زركش الممل ، ولا نصفق لأدائه الذي اقتصرت مشاهده في العشر الحلقات الأولى على ظهوره وهو ثمل يمسك كأس الكحول ويشرب ، وكأن الأحداث دروس في كيفية الثمالة .
محمد رمضان لا يصلح ان يكون نصيراً للغلابة
موسى مسلسل في حلقاته الأولى ، كان مبهراً في الديكور والملابس والإخراج ، ولكن لم يعد ممكناً تصديق أن محمد رمضان صاحب صولات وجولات التباهي بالممتلكات والسيارات والبذخ ورمي الدولارات ، والذي كان من أسباب قهر ومرض الطيار أبو اليسر ، من الممكن أن يكون نصيراً للمظلومين والغلابه .
" لعبة نيوتن " لا يستحق
مسلسل لعبة نيوتن ، يقدم منى زكى بأداء عالمي ، متمكنة ، مبدعة ، ولكن ذلك لا يمنعنا من أن نقول بأن المشاهد العربي لديه من القضايا ما يجعل معالجة قانون منح الجنسية للمولودين في أمريكا هو أمر لا يستحق ثلاثين حلقة ، بإنتاج ضخم وميزانية عالية .
اللي مالوش كبير
مسلسل اللي مالوش كبير ، يناقش العنف ضد المرأة ، ولكن ، وللغرابة أن بطلة العمل ياسمين عبد العزيز ، تهرب من تسلط زوجها وعنفه ، ومن عنف والدها وأخيها ، لكي تقع في حب خديوي ، وتطلب منه الحماية ، وهو الذي يعنف زوجته ، ومطلوب أن نصفق لقصة الحب وأن نشجعها .
إبهار في التصوير والاخراج
في الأعمال الدرامية هذا العام هنالك إبهار في الصورة ، واحتراف في مستوى الإخراج ، وأداء تمثيلي عالٍ ، واهتمام بتفاصيل الملابس والديكور وأماكن التصوير ، ولكن كل هذا يضيع مع معالجات درامية ، تسقط في فخ التطويل والمد والحشو .
نقلة نوعية مصرية
وأمام ما نشاهده من نقلة نوعية في مستوى الأعمال الفنية ، التي تنتجها مصر ، تقف الدراما الخليجية تراوح مكانها ، لا تتحرك من المساحة التي حجزتها لنفسها ، وبقيت فيها بدون أي تغيير يذكر ، هي خارج المنافسة أو حتى التفكير فيها .
كاتبة المقال : كاتبة وناقدة اعلامية إماراتية .. صادر لها كتاب « آهات الصمت » عن دار الكتاب الجامعي .. وكتاب « حاول مرة اخري » عن دار همايل .. ورواية « امرأة تحترق » عن دار اوراق.
اقرأ أيضا.. مريم الكعبي تكتب عن القطط السمان .. وخونة هذا الزمان