اهم الاخبار
الإثنين 23 ديسمبر 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

مريم الكعبي تكتب: ألف مغيب وحقير وجاهل ومعتوه لن يؤثروا في قناعاتي

مريم الكعبي الاعتداء
مريم الكعبي الاعتداء الاسرائيلي في فلسطين

فيلق القدس وحزب الله وحماس.. ميليشيات تؤجج الصراعات والفتن.. وشعارها المرفوع تحرير «الأقصى»

لا أحد يريد حلاً للقضية.. التجار والسماسرة يربحون.. الشعب في ذيل القائمة.. فهل تحررت الأرض؟ وهل انتهي خلاف الفصائل؟

مليون خطاب إعلامي لن يقنعني بأن حماس انتصرت ، وكل ما  فعلته هو  إطلاق صواريخها من أجل استدعاء هجوم إسرائيل على غزة المحاصرة بسبب حماس ، المهمة الوحيدة التي تجيدها حماس هي السمسرة على دماء الشعب الفلسطيني ، حماس تريد سيطرة وسلطة عبر تبنيها سلاح المقاومة الذي خرجت منه بعد أن أصبحت مهووسة بالحكم والسلطة ، وستفرض أجندتها لتكون الوكيل الرسمي لأجندة إيران ومشروعها النووي وملف مفاوضاتها وهذه المرة البوابة الواسعة هي القضية الفلسطينية .

[caption id="attachment_674533" align="alignnone" width="800"]مريم الكعبي الاعتداء الاسرائيلي في فلسطين مريم الكعبي الاعتداء الاسرائيلي في فلسطين[/caption]

فلسطين مفتاحاً  للتلاعب بأي ملف إقليمي

فلا أحد يريد حلاً للقضية الفلسطينية ، فهنالك تجار للقضية ، وهنالك سماسرة للقضية ، أما الشعب الفلسطيني وحقوقه فهو في ذيل الاهتمامات بالنسبة لملف القضية الفلسطينية ، وهو أمر يقوله التاريخ والوقائع والفرص الضائعة ولا أقوله أنا ، وستظل المزايدات على القضية الفلسطينية الطريق الأسرع والأسهل من أجل استلاب عقول العرب وشحن عواطفهم وتأليب مشاعرهم ، ستظل القضية الفلسطينية مفتاحاً للتلاعب بأي ملف إقليمي ، وورقة للمفاوضات يعرف المزايدون متى يضعونه على الطاولة ؟! ، وكيف يستثمرونه ؟! .

هل حررت حماس شبراً من الأرض ؟

والخطابات والعنتريات والاحتفاء بالانتصار الوهمي ، يعيدنا إلى الأزمة المتجذرة في العقلية العربية ، وهي سهولة اختراقها عند توظيف القضية الفلسطينية ، وإلى إعلام يعزف على وتر العاطفة صانعاً نفس الحالة من التعاطف بعيداً عن سرد حقيقة المتاجرة بالقضية وبدماء الأبرياء ، فالإعلام الذي ينتشي بالانتصار الوهمي ، هل قدم للمتلقي العربي سبباً واحداً لتصدير حماس بطلة انتصار لتخدم مشروعها في بسط نفوذها على القرار الفلسطيني بعيداً ؟! ، هل حررت حماس شبراً من أرض فلسطين ؟ سؤال صعب ، اما السؤال الأسهل : هل انتهي الخلاف الفلسطيني الفلسطيني ؟ .

[caption id="attachment_674491" align="alignnone" width="1000"]مريم الكعبي الاعتداء الاسرائيلي في فلسطين مريم الكعبي الاعتداء الاسرائيلي في فلسطين[/caption]

العمالة واتهامات التصهين اختراع عربي بامتياز

‏وبالنسبة لي ما حدث هو التالي ، تلاعب بالعقلية العربية ، وتوظيف دماء الأبرياء ، وانتعاش لـ سوق المزايدين على القضية ، وتصعيد لـ خطاب الكراهية ضد الإمارات ، وإعادة لـ الأسطوانة المشروخة ، أين الشعوب العربية ؟! ، وأين الجيوش العربية وحكام العرب ؟! ، يبدو ان خدمة إيران في ملفها التفاوضي النووي ، يكمن في هيمنة حماس على القرار الفلسطيني ، ولقد أثبتت الأحداث في الأيام الماضية أن العقلية العربية هشة ومن الممكن اختراقها بالخطاب العاطفي ، وأن ما حدث في ثورات الخراب العربي مشهد قد يعاد استدعاؤه ، وأن الفتنة مشروع ناجح دائماً ، وأن الإعلام العربي فاشل في بناء وعي عربي حقيقي ، وأن التخوين والعمالة واتهامات التصهين اختراع عربي بامتياز .

إيران تخدم مصلحتها باستثمار حماس

‏في ملف القضية الفلسطينية ، إيران تخدم مصلحتها باستثمار حماس في ملفها النووي ومشروعها التوسعي ، وإسرائيل تخدم يمينها المتطرف الذي يعارض السلام ولا يعترف بحقوق للفلسطينيين ، فهل يحدثكم الإعلام العربي عن سياسة التطهير العرقي الذي تمارسه إيران في الأحواز المحتلة من قبل إيران ؟ ، لن يحدثكم أحد لأن الوعي العربي محجوز ، يجب أن يظل مرهوناً بالقضية الفلسطينية ، لكي تمارس إيران جرائمها وسياستها التوسعية وتهديدها للدول العربية ، ولكي تظل القضية مفتاحاً للتلاعب ، ولا بد في هذا السياق من الحديث عن الإرهاب الفكري الذي يُمارس على كل من يطرح موضوع احتلال فلسطين من زاوية بعيداً عن المزايدات والخطابات المعتادة ، علماً بأن ألف مغيب وحقير وجاهل ومعتوه لن يؤثر في قناعاتي وسيجعلني في بوتقة الدفاع عن النفس إرضاءً لجهله وغيبوبته .

[caption id="attachment_674492" align="alignnone" width="739"]مريم الكعبي الاعتداء الاسرائيلي في فلسطين مريم الكعبي الاعتداء الاسرائيلي في فلسطين[/caption]

قضية عادلة في يد محامون فاشلون

‏الحق الفلسطيني تضيعه سياسة سلطة ، تحاول أن ترضي جميع الأطراف ، ولا تبحث عن حقوقه ، نحن امام قضية عادلة ، في يد محامون فاشلون ، الجشع يديرهم والمصلحة توجههم ، فمن السهل أن تكون بطلاً بالمزايدة والعزف على وتر العاطفة ، فبطولات اليوم جميعها من هذا النوع ، وأنا من جيل تم حقن وريده بالقضية ، عشت مثل كل جيلي في بوتقة القضية ، التعاطف لدرجة التماهي ، نزيف الجرج  ، وصرخة الألم ، حتى صحوت مثل غيري على انهيار لوطن عربي كان لديه جرح وأصبح متخم بالجراح ، كان لديه شعب لاجئ وأصبح يعاني من شعوب مهاجرة ولاجئة ، وتوظيف القضية ما زال لمزيد من الانهيار .

القرضاوي مفتي الدم

حتى فتوى تفجير الجسد كان عبر بوابة القضية ، وليصحح لي أحدكم إذا كنت مخطئة ، فالعمليات الانتحارية التي أصبحت آلية عمل الجماعات المتطرفة كان الحكم بإجازتها باعتبارها عمليات استشهادية من قبل القرضاوي مفتي الدم لمن يفجرون أنفسهم في حواجز إسرائيلية ، تمويل الجماعات الإرهابية كان من بوابة جمع تبرعات لنصرة أهلنا في فلسطين ، جمعوا أموال العرب بمظلة القضية ليقتلوا بها العرب ، الخطاب الذي تم توظيفه من أجل بناء صورة ذهنية مغلوطة وظالمة عن مصر وشعبها وجيشها ، وظف القضية الفلسطينية وما زال ، خطاب الكراهية الذي يصعد ضد الإمارات وسياستها ويستهدف اقتصادها وشعبها ، يتم عبر توظيف القضية الفلسطينية .

[caption id="attachment_674494" align="alignnone" width="705"]مريم الكعبي الاعتداء الاسرائيلي في فلسطين مريم الكعبي الاعتداء الاسرائيلي في فلسطين[/caption]

طائفية دموية تقتل العرب

فيلق القدس ، الذي تم تأسيسه للدفاع عن القدس ، قتل العرب في أوطانهم ، وأنشأ مليشيات من العملاء والخونة في العراق وسوريا ولبنان واليمن لتأجيج صراعات طائفية دموية تقتل العرب ، والبوابة مرفوع عليها شعار تحرير القدس ، وحزب الله الذي عزل لبنان عن محيطها العربي ودمرها ، وسيطر على قرارها السياسي ومرافقها  بالكامل ، وأفسدها بالرشاوي والمخدرات ، حزب ذريعته المقاومة وتحرير القدس ، ولكنه احتل لبنان وشعب لبنان ، والقضية الفلسطينية هي بوابة ابتلاع لبنان ، وإيران التي تقدم نفسها ضلعاً لحماس ، من أجل دعم تحرير فلسطين ، تحتل أربع عواصم عربية وتقول هل من مزيد ؟ ، وما زال شعار التغييب " تحرير القدس " .

تركيا وجيش انكشاري من العرب

تركيا التي تربطها علاقات قوية بإسرائيل ، ما زالت تخادع وتخدع ، وخليفتها يخرج بحنجرياته في تجييش الشارع العربي ، وتأليب الرأي العام ، وتوظيف العواطف لتلميع صورته ، وهو الذي يحتل أراضٍ عربية ، ويعطش شعوب عربية ، ويوظف له جيش انكشاري من العرب ، ويسرق ثروات دولة عربية ، والبوابة كالعادة : القضية

‏" والظُّلْمُ مِنْ شِيَمِ النَّفُوسِ فَإن تَجِدْ .. ‏ ذَا عِفَّةٍ فلِعِلَّةٍ لا يَظْلِمُ "

مريم الكعبي تكتب: حماس تستثمر في الدم.. تعطشها للسلطة يخرجها من دائرة المقاومة

كاتبة المقال : كاتبة وناقدة اعلامية إماراتية .. صادر لها كتاب « آهات الصمت » عن دار الكتاب الجامعي .. وكتاب « حاول مرة اخري » عن دار همايل .. ورواية « امرأة تحترق » عن دار اوراق