سبب انهيار جزء من مسجد السلطان حسن.. وزارة الآثار تجيب
كتبت: ولاء النجار
ازداد اهتمام رواد موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك وتويتر»، خاصة المهتمين بالآثار الإسلامية بتداول عددا من الصور التي توضح انهيار جزء من نافورة أو ميضأة مسجد السلطان حسن الأثري الموجود بحي الخليفة بالقاهرة، وأكدوا وجود شروخ في جسم الأواوين الخاصة بالمسجد، معبرين عن غضبهم وحزنهم الشديد من انهيار أحد أهم فنون العمارة الإسلامية بالشرق، وأحد أهم المساجد الأثرية الإسلامية المصرية.
وطالب عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي والأثريين عبر صفحاتهم الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" المسؤولين في وزارة السياحة والآثار المصرية والجهات الأخرى المختصة في قطاع الآثار، بضرورة ترميم المسجد الأشهر في الآثار الإسلامية، والتدخل السريع لإنقاذه من الانهيار.
سبب انهيار جزء من مسجد السلطان حسن
وأوضح بعض الأثريين أنه وقت بناء مسجد السلطان حسن لم يكن به ميضأة وأنه مستحدث، بل الجزء الذي كان يتوسط الصحن ما هو إلا نافورة كانت تجمل منظر المسجد وتعمل على ترطيب الجو، واضيفت المواسير الحديدية التي توجد حول قبة النافورة بعد ذلك، و الميضأة كانت توجد خلف المسجد أي خارجه بجوار البيمارستان.
بيان وزارة السياحة والآثار
وفي هذا السياق، أصدرت وزارة السياحة والآثار بيانًا توضح فيه ، أن الانهيار حدث أمس قبل صلاة الجمعة وتم إغلاق المسجد خوفا على أرواح المواطنين، لحين البت في أمره بالترميم العاجل.
وقالت وزارة السياحة والآثار في بيانها أنه سقط اليوم جزء من الرفرف الخشبي الحديث لقبة الفوارة بجامع السلطان حسن، والذي تم استحداثه ضمن أعمال الترميم التي قامت بها لجنة حفظ الآثار العربية بالجامع خلال النصف الأول من القرن الماضي.
وأوضحت أن الدكتور أسامة طلعت رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بالمجلس الأعلى للآثار، توجه إلى الجامع على رأس فريق أثري وهندسي، ومدير عام المنطقة، لمعاينة الواقعة، وأكد أن القبة والجامع في حالة جيدة، وأن الجزء الذي سقط ليس هو الأثري الأصلي أو جزء منه فهو مستحدث، حيث قامت لجنة حفظ الآثار العربية باستبدال الرفرف الأثري المتهالك بآخر حديث وهو الموجود حاليا بالمسجد والذي سقط اليوم بفعل عوامل التعرية.
وأضاف البيان أنه تم تشكيل فريق متخصص من مرمى المجلس الأعلى للآثار للبدء الفوري في أعمال الترميم والصيانة لإعادته إلى ما كان عليه.
معلومات عن مسجد السلطان حسن درة العمارة الإسلامية بالشرق
مسجد ومدرسة السلطان حسن من أكبر المساجد في مصر من حيث العمارة والبنيان، وقد بناه السلطان حسن بن الناصر محمد بن قلاوون في الفترة ما بين عامي 757 هـجرية/1356 ميلادية إلى 764 هجرية /1363 ميلادية خلال حقبة حكم المماليك البحرية لمصر.
ويقع المسجد والمدرسة في آخر شارع محمد علي أمام جامع الرفاعي بميدان القلعة، وأنشأ السلطان قلاوون هذه المدرسة لتدرس فيها المذاهب الأربعة وألحق بها مساكن للطلبة.
ويتكون المسجد من أربعة إيوانات متعامدة متواجهة مشرفة أكبرها الشرقية، وتتوسطه قبة وضوء تغطيها قبة محمولة على ثمانية أعمدة رخامية، حيث التمهيد المؤدي إلى القبة، ويبلغ طول الدهليز المؤدي إلى القبة 28 مترًا ويأخذ المسجد في بنائه طراز المساجد الفارسية، حيث يمكن للنظار استيعاب مساحته من أي زاوية، وتوجد نقوش محدودة على جدران البناء.
أما قبة المسجد فهي قبة مربعة طول ضلعها 21 مترًا، واقصى ارتفاع لها 48 متر، وتعرض المسجد لعمليات ترميم عديدة أبرزها عام 1915م حيث اشرف عليها المهندس هرتس باشا، وفي عام 2012 قامت وزارة الآثار بإجراء عمليات صيانة للمسجد.
ويذكر أنه مازالت مصر تطبع صورة المسجد على العملة المصرية فئة الـ 100 جنيه حتى الآن، وذلك تقديرًا لعظمته باعتباره أحد أبرز أماكنها الأثرية الإسلامية.
تعرف على موضوع خطبة الجمعة المقبلة وعدد المصلين المسموح لهم ادائها بالمسجد