بأقلامهم
مريم الكعبي تكتب: ملعونة الحرية التي تنتج هذا العفن الفكري.. فتنة وتحريض وخطاب كراهية
القضية الفلسطينية قضية مركزية للإمارات ، حتى بعد إعلان معاهدة السلام مع إسرائيل ، ودعم الإمارات للقضية يعد من ركائز سياستها الخارجية ، ولا يمكن المزايدة على هذه الحقيقة ، وما يحدث في بعض غرف " كلوب هاوس " ، إعادة إنتاج لمشهد ما قبل ثورات الخراب ، فتنة وإساءات وتحريض وخطاب كراهية ، والمضحك المبكي يصفون أنفسهم بالمثقفين وحملة مشاعل التغيير وأول الغيث لهم دمار وإفساد .
النخبة نكبة من نكبات الأمة
ملعونة تلك الحرية التي تُنتج لنا كل هذا العفن الفكري والعنصري ، ملعونة الحرية التي تصدر لنا آفات أخلاقية ، ملعونة الحرية التي تحمي جرائم الفتنة وتغطي على حرائق الكراهية ، ملعونة الحرية التي تقدم الخواء بوصفه حوار ، وإذا كانت السنوات السابقة قد قدمت لنا خدمة ، فتلك الخدمة أنها أسقطت لنا وجوه تم تلميعها وتقديمها بوصفها النخبة ، النخبة هي في الحقيقة نكبة من نكبات الأمة ، تبحث عن مصلحتها في مكبات الفكر ، ومستودعات التحريض وكراكيب الشعارات .
كراهية في غرف " كلوب هاوس "
فالبعض يتنفس الضغينة ، في بعض غرف الـ " كلوب هاوس " لن تستمع لحوارات ، ولكنك ستستمع إلى ألف اتجاه معاكس ، نفس النفوس التي تتقيح الكراهية وتنفث سموم الإساءة ، وكل شيء غطاؤه الحرية ، تخلف وجهل عصري بإدارة براقة اسمها حوار ، فلا يمكن لأي مخلوق أن يطهر نفوساً إن لم تطهر نفسها ، الإنسان لا يتغير فكره إن لم تتغير بصيرته ، وهنالك بصائر موصدة بالكراهية لا يمكنك مخاطبتها أو تغييرها لأنها اختارت المنطقة المظلمة التي لا يصلها الضوء .
ايران والجزيرة وغسل الأدمغة
البعض لا يدرك أن هنالك خطاباً ممنهجاً غذى الكراهية وما زال ، خطاب عقائدي قسم المجتمعات العربية ووزع ولاءاتها ، وضرب قيم الوطنية في نفوس الشعوب ، البعض لا يدرك أن إيران لها قنوات عربية ناطقة باللغة العربية تتوجه للمواطن العربي ، لكي تغسل وعيه وتضرب قيم ولائه وإنتمائه ، وأن إيران أسست لها ولاءات قبل أن تؤسس ميليشيات تابعة لها في البلاد العربية ، البعض لا يدرك أن خطاب الجزيرة المسموم الممنهج وعبر إمبراطورية إعلامية ضخمة كوّن وجدان ووعي جيل بأكمله ، وغسل أدمغة عرب في داخل الوطن العربي وخارجه ، لقد صحونا على الكوارث والنتائج ، وما زلنا نعاني تبعات ما جره علينا خطاب الجزيرة من ويلات ، ولكننا لا نتعامل مع الحقائق كما يجب .
خدعوا المواطن العربي
إلى الآن يتحدث البعض عن أن تنظيم الأخوان انتهى ، وهو الكيان الذي تكون عبر عقود من الزمن وأسس له أذرع في أنحاء العالم ، وله استثمارات مالية ضخمة ، تنظيم انخرط في منظومة السلطة والحكم في دول عربية بعد انهياره في مصر ، فلماذا خداع المواطن العربي ما يزال قائماً ؟ ، فمن خدعوا المواطن العربي مرة يخدعونه مرات ، والفرص يتم تقديمها للمحتالين والمتخصصين في لعبة خديعة المواطن العربي على طبق من البرامج ، وبملعقة من ذهب الفضائيات ، وبورق سولفان لامع من بريق الشهرة .
مساحة من الحرية أوجدت كل هذا الغثاء والهوس والمشاحنات والشللية وضرب المصلحة الوطنية في مقتل ، ويلكم كيف تحكمون ؟! ، وكيف تكتبون ؟! ، وكيف تتساقطون ؟! ، وكيف تنكشفون ؟! ، فالحوار حالة فكرية راقية وليس مكبات عفن للنفوس ، التي تريد أن تتقيح الإساءة والتشويه ومشاعر الكراهية .
