اهم الاخبار
الإثنين 23 ديسمبر 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

من مذكرات أسد البرلمان.. رفعت المحجوب وعاطف صدقي فوق طائرة مدريد .. وخناقة على الدرجة الأولى

IMG-20210612-WA0146
IMG-20210612-WA0146

دُعيتْ مصر عام 1983 إلى مدريد ( أسبانيا ) فى المؤتمر الدولي لدول البحر الأبيض المتوسط للتعاون الاقتصادى وذلك لتقدم مصر ورقة الإصلاح الاقتصادى التي انبثقت عن المؤتمر الاقتصادى الأول بجامعة القاهرة عام 1982 تحت رعاية الرئيس محمد حسني مبارك ، حيث كان رئيس المؤتمر الأستاذ الدكتور رفعت المحجوب عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة آنذاك . وكان الوفد المسافر رفيع المستوى برئاسة الأستاذ الدكتور عاطف صدقي ، نائب رئيس مجلس الوزراء ( ورئيس الجهاز المركزي للمحاسبات فى ذلك الوقت ) والأستاذ الدكتور على لطفي ( وزير المالية فى ذلك الوقت ) ، وعدد من الوزراء ورؤساء بعض المؤسسات الاقتصادية الحكومية وعمداء وأساتذة الجامعات من ذوي التخصص .

قاعة كبار الزوار

وكان رفعت المحجوب عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية ضمن الوفد هو والأستاذ الدكتور احمد الغندور رئيس قسم الاقتصاد بالكلية ، وفى المطار دخل المحجوب و الغندور من صالة السفر العادية مثل باقى الركاب المسافرين ، وبعد إنهاء إجراءات السفر ، سمعا نداء باسم د رفعت المحجوب يحضر إلى استعلامات المطار ، وتوجها المحجوب و الغندور إلى مكتب الاستعلامات ، فإذا بهما يجدوا الدكتور عاطف صدقي والدكتور لطفي فى انتظارهما ليصطحبهما إلى قاعة كبار الزوار معهم ، رفض المحجوب فى أول الأمر ، ولكن تحت إلحاح من د. صدقي و د. لطفي ، ذهبا المحجوب و الغندور إلى قاعة كبار الزوار ، ثم إلى اتوبيس الوزراء الخاص إلى الطائرة. وهنا بدأت المشكلة ، المحجوب وباقي اعضاء الوفد أماكنهم فى الدرجة الاقتصادية ، و د. صدقي و الوزراء فى الدرجة الأولى ، إلا انه ، وبعد قليل من إقلاع الطائرة ، وجد المحجوب ، كل من صدقى و لطفي أمامه و يطلبوا منه ان يتجه معهم إلى الدرجة الأولى ، فقد دبروا له مكاناً ، ورفض المحجوب بشدة و قال لن أترك زملائي هنا ، كلنا مع بعض ، لتبقوا أنتم فى الأولى و نحن فى الثانية ، وسوف نصل معا بإذن الله فى نفس التوقيت ، ولكن ما حدث من صدقي كان نموذجاً لـ الخلق النبيل والوفاء منقطع النظير للأستاذ والأخ الأكبر ، فقد تركوا هو وعلى لطفي أماكنهم فى الدرجة الأولى ، وجلسوا بجوار المحجوب و الغندور .

أستاذ الجيل

و قال يومها د. عاطف صدقي ، لن يحدث أبداً أن يجلس عاطف صدقي إلا بجوار أستاذ الجيل رفعت المحجوب فى أى مكان ، فقد تعلمنا منك أن " الأستاذ أولاً " ، وكانت الرحلة بمثابة حلقة نقاش أو ورشة عمل اقتصادية ، تجمع فيها أغلب ركاب الطائرة من اهل الاقتصاد و غيرهم من المسافرين ، لسماع مشاورات أساتذة الجامعات المصرية مع رفعت المحجوب حول الورقة التي قد صاغها فى المؤتمر الاقتصادى الأول ، وهو مستشار رئيس الجمهورية ، والتي تمثل برنامج الإصلاح الشامل فى جميع المجالات ابان تولي الرئيس محمد حسني مبارك الحكم بعد أغتيال الرئيس الراحل محمد أنور السادات .

مشروع الإصلاح الاقتصادي

وفى الجلسة الافتتاحية للمؤتمر أصر د. عاطف صدقي ، أن يتحدث المحجوب أولاً بصفتة صاحب مشروع الإصلاح الاقتصادى المصري ، و الاستاذ الأكبر فى الحضور جميعا ،رغم أن صدقي رحمه الله علية كان رئيس الوفد المصري ، ويفترض حسب البروتوكول ان يكون أول متحدث ، وقد حاول الراحل ا.د. عاطف صدقي تطبيق أغلب بنودها ورقة الإصلاح الاقتصادى ، حينما أصبح رئيساً لـ مجلس الوزراء عام 1986 ، لأن المحجوب فى عام 1984 أصبح رئيساً لمجلس الشعب ، ومسئولا عن السلطة التشريعية وليست التنفيذية . اقرأ أيضا.. د محمد رجب يكتب : رفعت المحجوب حارس الاشتراكية

من مذكرات رفعت المحجوب ( ١٩٨٣ ) نقلاً عن الدكتور أيمن رفعت المحجوب