من مذكرات أسد البرلمان.. رفعت المحجوب وعاطف صدقي فوق طائرة مدريد .. وخناقة على الدرجة الأولى
دُعيتْ مصر عام 1983 إلى مدريد ( أسبانيا ) فى المؤتمر الدولي لدول البحر الأبيض المتوسط للتعاون الاقتصادى وذلك لتقدم مصر ورقة الإصلاح الاقتصادى التي انبثقت عن المؤتمر الاقتصادى الأول بجامعة القاهرة عام 1982 تحت رعاية الرئيس محمد حسني مبارك ، حيث كان رئيس المؤتمر الأستاذ الدكتور رفعت المحجوب عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة آنذاك . وكان الوفد المسافر رفيع المستوى برئاسة الأستاذ الدكتور عاطف صدقي ، نائب رئيس مجلس الوزراء ( ورئيس الجهاز المركزي للمحاسبات فى ذلك الوقت ) والأستاذ الدكتور على لطفي ( وزير المالية فى ذلك الوقت ) ، وعدد من الوزراء ورؤساء بعض المؤسسات الاقتصادية الحكومية وعمداء وأساتذة الجامعات من ذوي التخصص .
قاعة كبار الزوار
وكان رفعت المحجوب عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية ضمن الوفد هو والأستاذ الدكتور احمد الغندور رئيس قسم الاقتصاد بالكلية ، وفى المطار دخل المحجوب و الغندور من صالة السفر العادية مثل باقى الركاب المسافرين ، وبعد إنهاء إجراءات السفر ، سمعا نداء باسم د رفعت المحجوب يحضر إلى استعلامات المطار ، وتوجها المحجوب و الغندور إلى مكتب الاستعلامات ، فإذا بهما يجدوا الدكتور عاطف صدقي والدكتور لطفي فى انتظارهما ليصطحبهما إلى قاعة كبار الزوار معهم ، رفض المحجوب فى أول الأمر ، ولكن تحت إلحاح من د. صدقي و د. لطفي ، ذهبا المحجوب و الغندور إلى قاعة كبار الزوار ، ثم إلى اتوبيس الوزراء الخاص إلى الطائرة. وهنا بدأت المشكلة ، المحجوب وباقي اعضاء الوفد أماكنهم فى الدرجة الاقتصادية ، و د. صدقي و الوزراء فى الدرجة الأولى ، إلا انه ، وبعد قليل من إقلاع الطائرة ، وجد المحجوب ، كل من صدقى و لطفي أمامه و يطلبوا منه ان يتجه معهم إلى الدرجة الأولى ، فقد دبروا له مكاناً ، ورفض المحجوب بشدة و قال لن أترك زملائي هنا ، كلنا مع بعض ، لتبقوا أنتم فى الأولى و نحن فى الثانية ، وسوف نصل معا بإذن الله فى نفس التوقيت ، ولكن ما حدث من صدقي كان نموذجاً لـ الخلق النبيل والوفاء منقطع النظير للأستاذ والأخ الأكبر ، فقد تركوا هو وعلى لطفي أماكنهم فى الدرجة الأولى ، وجلسوا بجوار المحجوب و الغندور .أستاذ الجيل
و قال يومها د. عاطف صدقي ، لن يحدث أبداً أن يجلس عاطف صدقي إلا بجوار أستاذ الجيل رفعت المحجوب فى أى مكان ، فقد تعلمنا منك أن " الأستاذ أولاً " ، وكانت الرحلة بمثابة حلقة نقاش أو ورشة عمل اقتصادية ، تجمع فيها أغلب ركاب الطائرة من اهل الاقتصاد و غيرهم من المسافرين ، لسماع مشاورات أساتذة الجامعات المصرية مع رفعت المحجوب حول الورقة التي قد صاغها فى المؤتمر الاقتصادى الأول ، وهو مستشار رئيس الجمهورية ، والتي تمثل برنامج الإصلاح الشامل فى جميع المجالات ابان تولي الرئيس محمد حسني مبارك الحكم بعد أغتيال الرئيس الراحل محمد أنور السادات .مشروع الإصلاح الاقتصادي
وفى الجلسة الافتتاحية للمؤتمر أصر د. عاطف صدقي ، أن يتحدث المحجوب أولاً بصفتة صاحب مشروع الإصلاح الاقتصادى المصري ، و الاستاذ الأكبر فى الحضور جميعا ،رغم أن صدقي رحمه الله علية كان رئيس الوفد المصري ، ويفترض حسب البروتوكول ان يكون أول متحدث ، وقد حاول الراحل ا.د. عاطف صدقي تطبيق أغلب بنودها ورقة الإصلاح الاقتصادى ، حينما أصبح رئيساً لـ مجلس الوزراء عام 1986 ، لأن المحجوب فى عام 1984 أصبح رئيساً لمجلس الشعب ، ومسئولا عن السلطة التشريعية وليست التنفيذية . اقرأ أيضا.. د محمد رجب يكتب : رفعت المحجوب حارس الاشتراكيةمن مذكرات رفعت المحجوب ( ١٩٨٣ ) نقلاً عن الدكتور أيمن رفعت المحجوب