اهم الاخبار
الجمعة 22 نوفمبر 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

مريم الكعبي تكتب: غابة «البشر» أكثر بشاعة ووحشية من غابة «الحيوان».. يحاربون الظلم بالظلم

‏"ما يحتاجه العالم قليل من العقل، يكبح به جنون من يسيطرون عليه، وكثير من الرحمة تعالج خسائر الجنون "، ففي عام 2019 " تجاوز عدد النازحين جراء الحروب والاضطهاد والصراع حول العالم 70 مليونا، وهو العدد الأكبر الذي تسجله المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة على مدى نحو 70 عاما " .

أمراء كثر والضحية واحده هي الشعوب

وما زال من يغذي الحروب مستمراً في إشعال الكون بالحروب، أمراء كثر ولكن الضحية واحده هي الشعوب، وحينما تشتعل نار الفتنة لا يمكن إطفاء الحرائق، فما زال هنالك من يواصلون إشعال الفتن في الوطن العربي بالرغم من كل ما جرى، واحسب أن القصص في الحروب لا تنتهي، للحروب فصول لا تُروى، وللحروب نهايات ببدايات جديدة، وللحروب إرث تتوارثه أجيال وامتداد تاريخي قد يكون حلقات رعب يعيشوها من لم يعاصرها .

‏صراع البشر وكأنه قدر يختارونه البشر، لا يريدون أن يتعايشوا على كوكب الأرض، بات للبشر طرقهم الخاصة في إيجاد أسباب الصراع، غابة البشر أكثر بشاعة وقسوة ووحشية من غابة الحيوان، حتى الأديان التي جاءت لهداية البشر وخدمتهم، جعلها البشر أنفسهم سبباً لصراعات دموية، وظف البشر الدين للصراع وما زالوا، البشر وظفوا الأديان لأغراض دنيوية وما زالوا .

العالم المتحضر يؤجج الصراعات

أتعرفون ما الغريب في البشر ؟، يحاربون الظلم بالظلم، وينتصرون للعدالة باغتيال العدل، ويريدون نصرة الحق ولكن بهدم أركان الحقيقة، ويمقتون الباطل ولكنهم يمهدون له أرضاً ويزرعونه ويتعهدونه بالرعاية، ثم يلعنونه، وللأسف العالم المتحضر يؤجج الصراعات الطائفية، ويدعم الميليشيات المتطرفة في أوطاننا، ويحول مجتمعات آمنة مستقرة إلى برك من الدماء، القتل مشاع، والأمن غائب، والقانون فردي، والخوف يسكن الطرقات، ثم يتحدث هذا العالم القبيح عن اللاجئين ومعاناتهم .

استيقظوا فالحقيقة مؤلمة

ويؤسفني القول بأن العقلية العربية ما زالت مسكونه بالتزييف عن العالم الغربي وسيادة العدالة فيه، ما زالت العقلية العربية تقتات على شعارات شعبوية تم توظيفها منذ عقود، وتقوم على تشويه مجتمعاتنا مقابل تلميع المجتمعات الغربية، أرثي لحال من ما زالوا يمتلكون القدرة على استقبال ملوثات الفكر وفساد العقل، يا سادة انتصروا لعقولكم، فكل من يسيطر عليها يحقق جراء سيطرته ثراء فاحش على حساب تجريف عقولكم، وكم من تجار الدين حققوا الثراء على حساب المغفلين ؟ وكم من أنصاف المثقفين حققوا مكاسب من بيعهم الشعارات ؟، كم من السياسيين استغلوا التعبئة الشعبوية لسرقة أحلام ناخبيهم وبناء نفوذ من بيع الوهم لمن يريدونه ؟، استيقظوا فالحقيقة مؤلمة والانتصار للعقل أصبح جهاداً .

فئة تتعامل مع عقول البشر بوصفها عقول قاصرة تحتاج إلى وصاية دائمة، وتلك الفئة تستثمر في بشر لا يقيمون وزناً لعقولهم، ويطرحونها دائماً للتبني، فمن يقنع نفسه أنه على الحق، يتخلى عنه إدراك الحقيقة.

مريم الكعبي تكتب: ملعونة الحرية التي تنتج هذا العفن الفكري.. فتنة وتحريض وخطاب كراهية

كاتبة المقال: كاتبة وناقدة اعلامية إماراتية.. صادر لها كتاب «آهات الصمت» عن دار الكتاب الجامعي.. وكتاب «حاول مرة اخري» عن دار همايل.. ورواية «امرأة تحترق» عن دار اوراق

ﺗﻔﻀﻴﻼﺕ اﻟﻘﺮاء