رجب هلال حميدة في أجرأ حوار لـ الوكالة نيوز: أزمة السد الأثيوبي صراع لا يحسمه إلا الحرب | فيديو

ستبقي أزمة سد النهضة هي القضية الاهم والاكثر خطورةًعلي المشهد العام طالما مازال الامر قيد التدبر ولم نصل بشأنه الي حل حاسم جازم ينهي تأججها ، ورغم دبلوماسية وحكمة صانع القرار المصري والقيادة السياسية الا ان الجانب الاثيوبي مازال مستمراً في غي ومماطلة لا تليق بحجم الدول لذا كان لجوء مصر والسودان الي مجلس الامن ، هذا ما أكد عليه رجب هلال حميدة البرلماني الاسبق ونائب رئيس حزب إرادة جيل، خلال سلسلة حواراته مع " الوكالة نيوز " ملمحاً الي انخ الان آوان ضرب السد في ظل هذا التعنت من اني اديس ابابا مشدداً علي ان ذلك يحتاج الي قواعد لمصر في السودان او اي بلد مجاور لأثيوبيا حتي تتمكن من اداء مهمتها الوطنية مشيراً الي ان عمر البشير هو من ورط السودان في مواقف كانت مؤيدة للجانب الاثيوبي في البديات دون ادني مرعاة للأمن القومي للدولة السودانية .

هل يستطيع مجلس الامن ؟!

واردف حميدة : ان الكثير من المصريين وأشقائهم من السودان والعالم المهتم بوجه العموم لا يعلمون الى اي مدى سينتهي الصراع القائم بين مصر والسودان من ناحية ، واثيوبيا من الناحية الاخرى ، متسائلاً : هل سيستطيع مجلس الامن بعد ان قدمت مصر له شكوى رسمية أن يتخذ القرارت اللازمة لردع اثيوبيا جراء ما تفعله ؟! ، موضحاً ان بداية الصراع كانت منذ القدم ايام الرئيس الراحل انور السادات ، مروراً بالرئيس الراحل حسني مبارك ، حتي بات الامر حقيقةً في عام 2012 ، عندما تولى عصام شرف رئاسة وزراء مصر ، فحينها التقى مع رئيس وزراء اثيوبيا ملس زيناوي واتفقا علي تشكيل لجان فنية تناقش طبيعة السد من الناحية الانشائية والبنائية ، وطبيعة المنطقة التي سيقام عليها السد ، والارض التي سيقام عليها تتحمل او لا تتحمل ، خاصة وان منطقة بناءً السد تقع فوق سلسلة الزلازل، واذا لا قدر الله جاء زلزال وانهدم السد ستغرق السودان ومصر، ولكن يبدو هذا الاتفاق كان دون علم السودان مما جعل السودان تتخذ موقفاً مع  اثيوبيا .

المماطلة والتعنت الاثيوبي عرض مستمر

واستكمل حميدة حوارة للوكالة نيوز قائلاً : ان الاحداث تطورت سريعاً في عام 2014 ، حيث تم توقيع اعلان المبادىء بين مصر واثيوبيا ، والذي ينص علي ضرورة اخبار كامل لدولتي المصب بكافة المراحل الانشائية والملء والتشغيل دون انفراد اثيوبيا لوحدها بالأمر ، وتم التوافق ايضاً علي تشكيل لجان فنية بما بدئه عصام شرف قبل ان تبدأ اثيوبيا بانشاء البناء ، مشدداً علي انه اثناء التوقيع تم ايضاً الاتفاق على ان تلتزم اثيوبيا بعدم اقامة اي انشاءات ، إلا ان اثيوبيا راوغت وماطلت كعادتها ، وفي الوقت الذي جرت فيه المفاوضات ، لم توقف اعمال التشييد ، وكان البناء يجري علي قدم وساق بالتزامن مع المفاوضات ، حتي وصلنا لما نحن عليه الأن ، واردف رجب هلال حميدة قائلاً : سواء وقعت مصر على اعلان المبادئ أو لم توقع ، اثيوبيا كانت عازمة على المضي قدماً في غيها وبناء السد في المنطقة الحدودية مع السودان " اقليم بني شنقول " ، ومصر منذ عام 2014 وهي تمارس الدبلوماسية بكل قواعدها وتسعى للوصول الى حلول سلمية مقبولة .

عمر البشير ومواقف اضرت بالسودان

اما السودان اثناء حكم  عمر البشير كانت في موقف المتضامن مع اثيوبيا ووقعت ضحية لسوء تقدير البشير وخداع اديس ابابا ، ونظامها الحاكم آنذاك كان يظن ان مصر تتعامل مع الموقف دون ان تعير أي اهتمام لمصلحة السودان ، الامر الذي دفع النظام السوداني الي الانحياز لجانب اثيوبيا ، رغم ما سيلحق بالدولة والشعب السوداني من اضرار بالغة ، ونتيجة سوء التقدير من نظام البشير ظن السودانيون ان الاثيوبيين صادقين معهم في توصيل المعلومات الحقيقية عن طبيعة السد ومع مرور الوقت وبعد ازاحة نظام حكم البشير اكتشفت السودان في العام الماضي ان اثيوبيا تخدع وتراوغ وتقدم معلومات غير حقيقية، بل تحجب عنها كل المعلومات الكاملة التي تمكنها ومصر من متابعة مراحل تشييد وبناء السد ، وادركت السودان جسامة الخطر المحيق بها خاصة عندما يتم  حجز هذه الكميات الضخمة من المياه ، لغيرت موقفها وانحازت الى مصالحها وليس الى مصر رغم ان مصر منذ البدابة كانت منحازة لصالح عدالة القضية وحقوق الشعوب ، وتعمل على مصالحها ومصالح السودان معاً .  

أضرار سد النهضة على مصر ومياه النيل

وقال نائب رئيس حزب إرادة جيل، ان مصر كانت قد اجبرت اثيوبيا على ألا تنفرد بعمليات التشييد والملء منفردة، ولكن للاسف وصل السد الى المرحلة الاخيرة في البناء دون اعلام مصر او السودان بأي تفاصيل، ففي عام 2020 وصل الى 70 ٪؜ من عملية البناء المستهدفة، وهي الارتفاعات التي تمكنهم من تخزين 64 مليار متر مكعب من المياه، وعلى حسب اقاويل اثيوبيا فهذه المياه تمكنهم من توليد الطاقة بعد تشغيل التوربينات، فاثيوبيا اصبح السد عندها واقع واصبحنا في موقف لا نحسد عليه ، مضيفاً رغم الاتفاق مع اثيوبيا على ان لا تقوم بقرار منفرد ويجب اخطار مصر والسودان بكافة التفاصيل، الا انها قامت بعملية الملء الاول دون اللجوء لمصر او السودان وخزنت 4 مليارات متر مكعب من المياه، وايضا هي عازمة من قبل رئيس وزرائها آبي احمد انها ستقوم بالملأ الثاني خلال 11 يوماً .

أراء العلماء والكتب والخبراء حول كارثية السد

واوضح رجب هلال حميدة ان اثيوبيا لا تلتفت الى ما تقوم به مصر، وحتى انها لا تلتفت للوفود الامريكية او الى المبعوث الخاص من قبل الادارة الامريكية، والذي زار مصر والسودان واثيوبيا في شهر مايو الماضي، فهو لم يفلح ولم ينجح في اقناع الاثيوبيين من الجلوس على طاولة واحدة مع مصر والسودان والاتفاق ، مشيراً الى ان العلماء المصريين والكتب والخبراء الاجانب اكدوا على ان ملء السد خلال الخمس سنوات القادمة سيؤدي الى مخاطر عديدة على مصر والسودان، فقد تم الملء الاول وسيتم الملء الثاني والان يخططون للملء الثالث، وهذا سيؤدي الى اضرار عديدة على مصر وعلى مياه نهر النيل ، وتابع حميدة قائلاً : من الاضرار التي ستصيب مصر انها ستفقد 59 % من الرقعة الزراعية، وهذا سيؤدي الى زيادة البطالة، وايضا ستقل مياه النيل مما سيؤدي الى تلوثه ووصول الطمي الينا والرواسب، مما سيؤدي الى وصول كل الفيروسات التي كانت لا تصل بسبب التدفق المائي والذي يطهر مياه النيل.

اقرأ أيضا.. 

بيان قمة بغداد: دعم العراق والأردن لمصر والسودان في قضية سد النهضة

واستكمل حميدة ان الادارة الامريكية السابقة التي كانت تحت قيادة الرئيس الاسبق ترامب، كانت تؤكد على لسان ترامب انه على مصر ان تتعامل مع سد النهضة بالطريقة التي تراها وهي ان مصر تضرب السد، ولكن مصر لا تستطيع ان تضرب السد مباشرة بل يجب ان تكون هناك قواعد عسكرية لمصر في السودان او اي بلد مجاور لاثيوبيا .

‏https://youtu.be/TKrGQKN_oMU