اهم الاخبار
الإثنين 23 ديسمبر 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

تحقيقات وحوارات

رفعت المحجوب يجهض مخطط طرد تحية عبد الناصر وجيهان السادات من قصور الرئاسة.. بيوتهن خط أحمر

أيمن رفعت المحجوب يكتب: والدي قال لمبارك: هل تسمح أن يهان المرء فى داره؟.. فأصدر قرار جمهوري يمنع المساس بهن

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

فى إحدى جلسات مجلس الشعب الصباحية عام ١٩٨٧، تقدم عدد من أعضاء المجلس يتزعمهم النائب " علوي حافظ " من حزب الوفد المعارض ، و عدد لابأس به من نواب حزب الأغلبية  مجتمعين ، فى سابقة غريبة من نوعها وصعب ان تتكرر مرة ثانية ، حيث اتفقت المعارضة مع بعض أعضاء حزب الأغلبية (الحزب الوطني الديموقراطي) على قلب رجل واحد حول موضوع بعينه ، وهو التصرف فى بيوت رؤساء الجمهورية السابقين المملوكة للدولة .

 طرد تحية وجيهان

وكان المطلب هو : طرد السيدة تحية حرم الزعيم الراحل جمال عبد الناصر ، والسيدة جيهان السادات حرم الرئيس الراحل الشهيد أنور السادات ، من منازلهم،  ونقلهم إلى شقق صغيرة على نفقة الدولة، وذلك بحجة للاستفادة من تلك ( الاصول)  البيوت اما بالبيع أو تحويلها إلى منافع عامة..الخ...! ، وأحس المحجوب أن هذا الاتفاق غريب ، و مريب ، و فى نفس الوقت غير أخلاقي ، و اشتم رائحة حقد وانتقام من المعارضة و عمولات وسمسرة من أعضاء الوطني المتحمسين للموضوع والمدفوعين من بعض رجال الأعمال المصريين ، أصحاب النفوذ والمصلحة من وراء ذلك الفعل المشين .

جيهان السادات 

الذهاب إلى رئاسة الجمهورية

و قبل أن يبدأ التصويت على فتح باب المناقشة فى ذلك الموضوع غير الأخلاقي ( حسب قول المحجوب بالظبط،  
و هو مسجل فى مضابط مجلس الشعب والتلفزيون المصري ) ، وحسب ترتيب جدول الأعمال ، طلب رئيس المجلس ، الدكتور رفعت المحجوب رفع الجلسة على أن يستكمل جدول الأعمال فى الجلسة المسائية ، وكان التوقيت حوالى الساعة الثانية بعد الظهر ، وخرج المحجوب مباشرة إلى سيارته ومعه ملفات الجلسة ، وليس إلى مكتبه كعادته بين الجلسات ، و طلب الذهاب إلى رئاسة الجمهورية،  و فى الطريق اتصل بالدكتور أسامة الباز وسأله : أين السيد الرئيس الآن ؟!

زوجات رؤساء مصر

فرد الباز وقال : يلعب رياضة الاسكواش داخل أحد ملاعب القوات المسلحة فى مصر الجديدة ، لماذا هل هناك شيء هام أبلغه له ؟! ، ( حيث كان الرئيس معتاد يمارس الرياضة فى الصباح الباكر،  إلا أنه بالصدفة هذا اليوم كان يمارس الرياضة متأخراً لسبب أو لآخر ) ، وحيث أن المحجوب كان من عادة أيضا ، ألا يطلب الرئيس إلا إذا الرئيس كان قد كلفة بعمل ، أو يبلغ فى مثل هذه الحالات الدكتور اسامة الباز أو الدكتور مصطفي الفقي بماذا يريد وهم ينقلوا للرئيس ، فكان الموضوع تلك المرة غريب على د الباز نسبياً ...! ، الا ان المحجوب أصر ان يذهب للرئيس فى مكانه داخل ملاعب القوات المسلحة بنفسه ، فالموضوع يخص زوجات رؤساء مصر ، ولا يحتمل الانتظار أو القيل والقال ، و هو يعرف جيداً شخصية الرئيس مبارك ، ويعرف كيف يتعامل معه ..!!


أيمن رفعت المحجوب

مبدأ سياسي للدولة

و سأل الباز  : هل تريدني اقابلك هناك ، ( ولمن لا يعلم د. الباز ؟! ، كان تلميذ المحجوب مثله مثل د الفقي ) ، فرد المحجوب : ليس هناك ما يستدعي ، استمر انت فى عملك ، لا أريد أن أعطلك،  بس بلغ من مع سيادتة من سكرتارية وحراسة اني ذاهب اليه من فضلك ، وصل المحجوب ، وانتظر الرئيس مبارك حتي ان انتهي من التريض، ثم أذن للمحجوب بالدخول ، و سأل مبارك : 

جيهان السادات ورفعت المحجوب


خير يا دكتور ، ما أتي بك فى هذا الوقت ، مش أنتم عندكم جلسات ؟!، هل هناك  شيء مهم ؟! ، قال المحجوب : نعم سيادة الرئيس، مهم وخطير فى نفس الوقت ، الموضوع يخص مبدأ سياسي للدولة ، قلق مبارك وقال : انا تصورت ذلك لما اخطرونا انك قادم إلى هنا بالتحديد ، وفى هذا الوقت ، و بدون طلب سابق ، ليس من عاداتك ، خير فيه ايه ؟! .

انزعاج مبارك

فقال المحجوب باللغة العربية الفصحى : اتسمح سيادتكم ان يهان المرء فى دارة ، أو ان يأكل لحم اخيك ميتا ، وانت رئيساً لـ  الجمهورية ، انزعج مبارك وقال : ما هذا الكلام يا دكتور  ، فقال المحجوب : إذا اسمح لى بأن توقع على هذا القرار من فضلك سيادتكم ، ( وكان المحجوب قد أعد مسودة مشروع القرار فى السيارة بيديه ، بقلم رصاص ) ، فتعجب الرئيس وقال : قرار ايه ده ؟! ، قال المحجوب : قرار احتفاظ زوجات رؤساء مصر السابقين بمنازلهن حتي أن يتوفاهن الله ، فرد مبارك وقال : طبعا ، و هو فى حد قال غير كده ؟! ، فأجاب المحجوب : نعم للاسف البعض من الاخوة أصحاب النفوس الضعيفة من اهل الحقد و الشقاق ، من المعارضة و الحزب الوطني  يحاولون ، وانا أوقفت تلك المناقشة ، ولذلك جئت إلى سيادتكم لنغلق هذه الصفحة نهائيا ، و هذا هو أقل تقدير نقدمه لهم فى نهاية الأمر  يا سيادة الرئيس .

قرار جمهورى

اطلع الرئيس على أوراق المحجوب فى عجالة ، وطلب منه عدم استكمال مناقشة هذا الموضوع فى الجلسة المسائية فى ذلك اليوم ، وسأل مبارك المحجوب قبل أن يغادر : من يا دكتور رفعت من عندنا طلب ذلك ؟! ، فرد المحجوب على استحياء وقال : من السهل سيادتكم ان تعرف ، إلى جانب فى الأوراق نسخة من الطلب مواقع عليها هؤلاء الأعضاء ، فما كان من الرئيس الراحل حسني مبارك إلا وان أصدر فى اليوم التالى قرار جمهورى باحتفاظ زوجات رؤساء مصر السابقين ببيوتهن حتي وفاتهن ، وذلك القرار  يسري على الماضي والحاضر والمستقبل ، وفى وقت لاحق  بعثت كل من السيدة تحيه زوجة الزعيم جمال عبد الناصر ،  والسيدة جيهان السادات ،  خطاب شكر للرئيس الراحل حسني مبارك وخطابات اخري للمحجوب .

شهادة لـ انور السادات

فعلاً صدق الرئيس الراحل أنور السادات الشهيد يوم ان عزل رفعت المحجوب فى يوليو ١٩٧٦ حيث قال : تكلم ما تشاء عن رفعت المحجوب ، ولك أن تتفق أو تختلف معه ، إلا انك يجب أن تحترمة و تقدرة ، فهو صاحب علم و مبدأ ، رجل يتمتع بالإخلاص والوفاء و حب الوطن .

رحم الله أبي رفعت المحجوب  رمز الوفاء والإخلاص
و حب الوطن ، وكل رؤساء مصر المخلصين .