بأقلامهم
مريم الكعبي تكتب : من يزرع فيكم الشك يهديكم الموت بسموم الكلمات
رثاء الذات انتحار .. إحباط البشر جريمة .. نشر النقمة والتذمر اغتيال للأرواح .. الحياة لمن يعمل الخير ويغرس الثقة
يُحكى في قديم الزمان يا سادة يا كرام ، أن البشر كانت لهم حياة تسمى خصوصية ، وأن البشر كانوا حريصين على صيانتها ، ويُحكي أن البيوت كان لها أسرار ، قبل أن تصبح البيوت بدون أسوار ، ويُحكى أنه في قديم الزمان كان البشر يخافون من الفضائح وذلك قبل ظهور ما يُسمى الترند ، وقبل أن تصبح الشهرة معلقة بين الفضيحة وضحاها ، ويُحكى يا سادة يا كرام ، أنه عاش على هذه الأرض ، بشرٌ شاعت بينهم قيم عظيمة كانوا يحرصون عليها مثل حرصهم على سلامتهم ، من هذه القيم قيمة تسمى الاحترام ، كانت قيمة من أروع القيم وكان البشر يفضلونها على قيمة الحب .
من راقب الناس مات همّاً
يُحكى أن البشر كانوا يمشون على قاعدة من راقب الناس مات همّاً ، قبل أن يُصبح البشر يذيعون أخبارهم ويشيعون أسرارهم ويطلعون الآخرين على تفاصيل حياتهم ، وهل تصدقوا ؟ ، البيوت كانت مغلقة على حكايات أصحابها ، ذلك قبل أن يصبح أصحاب البيوت يتنافسون على إفشاء أسرار بيوتهم ، يُحكى في قديم الزمان ، عن وصمة يخاف البشر الاقتراب منها تسمى العيب ، كان الناس يخافون من العيب أن يطالهم ، يأخذون حذرهم ويخافون على أخلاقهم حتى لا يطالهم عار العيب ، يخافون من تهمة العيب ، مثلما يخافون من كورونا اليوم ، يُحكى أن الأخلاق كانت أمراً عظيماً يحرص الناس على سلامتها .
لا تراقب عثرات الناس
يُحكى عن بشر لم يعيشوا في مجتمعات مثالية ، ولكنهم ينقون حياتهم من الشوائب ، لا يعيشون مثلنا اليوم نتحدث عن المثالية وكل منّا يرمي بتلوثه الأخلاقي أمام الآخرين ، يُحكى أن البشر كانوا يقولون " لا تراقب الناس ، ولا تتبع عثراتهم ، ولا تكشف سترهم ، ولا تتجسس عليهم ، اشتغل بنفسك ، ولا تشتغل على غيرك " ، وذلك قبل أن تصبح مراقبة الناس هواية وتسلية ، والتباهي بالممتلكات واستعراضها ثقافة مجتمعية سائدة .
الحياة ليست للمتخاذلين والناقمين
ومن أجمل ما أن تقدمه لنفسك أن تكون إيجابياً مؤمناً وواثقاً بأن القادم أجمل وأن الأمور مهما تعقدت ستجد طريقها للحل ، وأن كل مُرٍّ سيمر ، والمغفور له الشيخ زايد امتلك يقيناً وثقة في الله بأن الصحراء القاحلة ستكون مسطحات خضراء ، الإرادة تنتصر إن تمكنت عزيمة الإنسان فلا تيأسوا ، لا تقنطوا ، لا تستسلموا ، فمن يزرع فيكم الشك يهديكم الموت في سموم الكلمات ، الحياة ليست للمتخاذلين والناقمين واليائسين ، الحياة لمن يعمل الخير ومن يغرس الثقة ومن يشيع في البشر روح التفاؤل ويشجعهم على العمل والإنتاج والنجاح .
شوهوا أجمل ما فينا
الحياة ليست لمن يثرثر ومن يشتكي ومن يتذمر ومن يبغض ومن ينتقد ومن يرى السلبية في كل شيء ، مثل هؤلاء البشر لا يعرفون الحياة ولا قيمتها ، يرحلون عنها وقد شوهوا أجمل ما فيها وفقدوا قيمة أن يحيوا فيها ، يعيشون بدون حياة ، رثاء الذات انتحار ، إحباط البشر جريمة ، نشر النقمة والتذمر اغتيال للأرواح .
كاتبة المقال : كاتبة وناقدة اعلامية إماراتية .. صادر لها كتاب « آهات الصمت » عن دار الكتاب الجامعي .. وكتاب « حاول مرة اخري » عن دار همايل .. ورواية « امرأة تحترق » عن دار اوراق