قائد قوات تيغراي: الحكومة الإثيوبية لا تستطيع الفوز في الحرب

دعا قائد قوات تيغراي تسادكان جبريتنساي، اليوم الثلاثاء إلى وقف إطلاق النار عن طريق التفاوض مع الحكومة الإثيوبية وإيجاد حل سياسي للصراع في المنطقة الشمالية، قائلا إن الحكومة لا تستطيع الفوز في الحرب.

وقال جبريتنساي في حديث لوكالة رويترز، بعد أسبوع من انسحاب القوات الإثيوبية من ميكيلي عاصمة تيغراي: "بعد هزيمة قوات أبي أحمد، نقول دعونا نتفاوض على وقف إطلاق النار".

وأضاف: "اننا نضبط أنفسنا للتوصل الى حل سياسي واقعي للمشكلة برمتها، وأود من المجتمع الدولي أن يتفهم هذا الوضع."

وتابع قائلا عبر هاتف يعمل بالأقمار الصناعية من مكان لم يكشف عنه: "لكن إذا لم يتم حل الأزمة سياسيا سيتم حلها عسكريا".

ولم يعلق المتحدث باسم رئيس الوزراء أبي أحمد، ورئيس فرقة العمل الحكومية بشأن تيغراي على طلبات للتعليق.

وتقاتل حكومة آبي جبهة تحرير تيغراي منذ أوائل نوفمبر، حيث اتهمت حزب تيغراي الحاكم آنذاك بمهاجمة القواعد العسكرية في جميع أنحاء المنطقة، ومن جانبها نفت الجبهة الشعبية لتحرير تيغري هذه الاتهامات.

وفقد آلاف المدنيين حياتهم وبالإضافة إلى عدد غير معروف من المقاتلين منذ بدء الصراع في تيغراي.

وتتهم الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي الحكومة بالتمييز ضد أبناء الإقليم، بينما تقول الحكومة إنها تقوم بقمع عصابة إجرامية.

ويتزايد الضغط الدولي الآن على كلا الجانبين لوقف أعمال العنف حتى تصل المساعدات إلى مئات الآلاف الذين يعانون من المجاعة.

وأعلنت الحكومة الإثيوبية وقف إطلاق النار من جانب واحد الأسبوع الماضي بعد انسحاب قواتها من ميكيلي فيما وصفته بانسحاب استراتيجي.

ورفضت الجبهة الشعبية لتحرير تيغري هذه الهدنة ووصفتها بأنها مزحة وقالت إنها طردت الحكومة من المدينة.

وأكدت الجبهة، الأحد، على ضرورة الانسحاب الكامل للقوات من إريتريا وولاية الأمهرة المجاورة قبل أن تتمكن من الدخول في أي محادثات مع الحكومة بشأن وقف إطلاق النار.

وأشارت الجبهة إلى أنها ستقبل وقف إطلاق النار من حيث المبدأ إذا كانت هناك ضمانات بعدم نشر مزيد من القوات لكن سيتعين الوفاء بسلسلة من الشروط الأخرى قبل إضفاء الطابع الرسمي على أي اتفاق.

ومن بين هذه الشروط، الوصول غير المقيد للمساعدات إلى المنطقة، فضلاً عن التوفير الكامل للخدمات الأساسية مثل الكهرباء والاتصالات والرعاية الصحية.

وأكد قائد قوات تيغراي تسادكان جبريتنساي، في المقابلة، على أن الحرب ستستمر ما لم يقبل أبي أحمد الهزيمة العسكرية في تيغراي.

كما اتهم تسادكان الحكومة بتعمد منع وصول المساعدات إلى الإقليم، حيث لم تصل أي مساعدات إلى تيغراي منذ سيطرة الجبهة على العاصمة ميكيلي، لكن الحكومة تنفي ذلك. 

وأوضح تسادكان أن هناك حوالي 8000 جندي هم حاليا أسرى لدى جبهة تحرير تيغري.

ومن جانبه، قال المتحدث باسم الجيش الإثيوبي الكولونيل جيتنت أدين، إن عدد أسرى الحرب الذي استشهد به تسادكان مبالغ فيه وإن رويترز لم تستطع التحقق من هذه الأرقام بشكل مستقل.

وبدوره، قال رئيس الوزراء أبي أحمد، الاثنين، أمام البرلمان في أديس أبابا إن مليون شاب إثيوبي سيتطوعون للقتال في تيغراي إذا لزم الأمر، لكنه أشار أيضًا إلى أنه يريد حلًا سلميًا.

وأضاف: "يمكننا أن نواصل الصراع، لكن النتيجة ستكون القتل، وتبديد الدولارات من كلا الجانبين، لكن لا يمكننا الانتصار من خلال هذا".