منوعات والمرأة والطفل
أشرف إبراهيم يداعب أمراض «النفس البشرية» في روايته «درس بيانو»
« هل تستقيم الحياة صوابا وخطأ.. حلالا وحراما .. أبيض وأسود مثل مفاتيح البيانو؟.. أم أن التحايل الرمادي شر لا بد منه».. سؤال بدأ به الدكتور أشرف إبراهيم، روايته « درس بيانو »، موجها الإهداء إلى وحدته.. قائلا: « أنت سر إبداعي.. و أنت سر شقائي »
أشرف إبراهيم.. الطبيب و الكاتب المهتم بمجالات الأدب و التنمية البشرية، له العديد من الاعمال الأدبية و الكتب و المقالات في مجال التنمية البشرية و ريادة الأعمال، يكشف فيها رؤى و أساليب جديدة للنجاح في الحياة بناء على تجاربه و رؤاه في هذا المجال.
أشرف أبراهيم يداعب أمراض النفس البشرية
يدخل المؤلف عامله الروائي من بوابة النفس البشرية، عبر شخصيات أبطاله المنهكين بالحب و العناد، المتمردين بالفن التشكيلي والموسيقى العالمية، « في هذا الوسط.. يشتري لك المال الجوائز و لكن لا يشتري التقدير، يشتري التخرج و لكن لا يشتري الترحيب.. الفنانون التشكيليون إما ينتمون إلى عائلات غاية في الثراء أو أنهم يتمتعون بموهبة فذة، و في الحالتين فإن المال لا يعنيهم » .
يلج أشرف إبراهيم إلى عالم روايته، عبر لغة سردية شيقة، وحوار يشبه شخصياته، يتخذ من صومعته المزعومة « الدور الثالث في الفيلا » مرتعا لمواهبه وإفراغا لنار تتقد بداخله، فيعزف قبل أن تحترق أعصابه.. ثم تصفو نفسه ويهدأ..
يلجأ المؤلف لبعض أدب الاعتراف، فتنتطق الشخصية الرئيسية، في أخر صفحات روايته «درس بيانو»، تفتح الأبواب المغلقة، وتخترق الدهاليز المعتمة في شخصيتها، تفك طلاسمها فتقول: « أنا مريضة يا حمدي.. أنا لا أعرف كيف أحب!، لا أعرف كيف أظهر حبي وأصارح غيري بعواطفيب.. لست مصابة بمرض عضوي.. أبي وأمي لم يعذباني و انا صغيرة.. لم يحرماني من أي شيء .. كانت طفولتي جميلة هادئة .. لذا أنا لا اجد سببا لمرضي هذا.. كل ما أعرفه أنني لا أعرف كيف أحب.. كلما أحببت شخصا أجدني أتفنن في تعذيبه و إيذائه.. و أستمتع بمعاناته وآلامه.. »