تحقيقات وحوارات
«حدود مصر حيث تكون منابع النيل» هكذا قال محمد علي باشا.. والسيسي يسير على خطاه| فيديو
رجب هلال حميدة: وثائق التاريخ تؤكد مصرية أرض بني شنقول.. اشتراها الخديوي اسماعيل وعبد الناصر سدد اخر اقساطها
حدود الدولة المصرية ينبغي ان تبدأ حيث تكون منابع نهر النيل ، هكذا كان يقول محمد علي باشا باني نهضة مصر الحديثة عندما سئل عن منابع النهر الخالد ، وتحرك محمد علي ومن بعده ابنائه لفرض النفوذ والحدود المصرية حيث تبدأ المنابع ، ووفق الوثائق والمستندات التاريخية فإن أرض بني شنقول التي يبني عليها سد النهضة الاثيوبي ، ارض ملك للدولة المصرية ، أرض اشتراها الخديوي اسماعيل وتم سداد ثمنها علي اقساط واخر قسط تم دفعه في عهد الزعيم الراحل جمال عُبد الناصر عام 1959 وعندما تركتها مصر الي اثيوبيا كان وفقاً لشروط واتفاقية دولية وقع عليها الجانب الاثيوبي وتنص علي عدم اقامة اي سدود او اعمال علي مجري نهر النيل والا تعتبر اتفاقية التنازل لاغية.
جاء ذلك في تصريحات لـ النائب رجب هلال حميدة نائب رئيس حزب ارادة جيل والبرلماني الاسبق خلال سلسلة حواراته لـ " الوكالة نيوز " ، مشيداً خلال الحوار برسائل الطمأنة التي بعث بها الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال المؤتمر الاخير للمشروع القومي حياة كريمة والتي تؤكد حكمة وذكاء القيادة السياسية في ادارة ملف الازمة وتداعياتها بما يؤكد ان نفوذ مصر سيعود ليفرض كلمته علي منابع نهر النيل شاء من شاء وأبي من أبي .. وسطور الحوار التالي تحمل المزيد والمزيد من التفاصيل :
الأرض المستوحشة ومتابع النيل
وقال رجب حميدة البرلماني الأسبق ونائب رئيس حزب إرادة جيل ان التاريخ يحدثنا عن الدولة المصرية وكيف أن الأرض التي يبني عليها سد النهضة الاثيوبي أرض سودانية مصرية ، متابعاً : محمد علي باشا عندما سُئل أين منابع النيل قالوا له في أعالي أثيوبيا و في القرن الأفريقي وفي أوغندا و جيبوتي ، فرد محمد علي آنذاك معقباً : من هنا ينبغي ان تبدأ حدود الدولة المصرية .
وأضاف قائلاً : وفي عصر الخديوي إسماعيل وصل إلى أرض سميت بالأرض المستوحشة ( لا صاحب لها ) ، واستوطنها ليحمي مجرى نهر النيل من ان يعبث به أحد ، وللأسف حينها دخل كل من ملك أثيوبيا الأول وبعده الملك الثاني في مناوشات في محاولة إرجاع المصريين والسودانيين من هذه المنطقة ، وفي عام ١٩٠٢ عقد الخديوي اتفاقية مع الجانب الاثيوبي تمنحه حق تملك الأرض عن طريق دفع أقساطها واستمر دفع الأقساط على مر التاريخ ، وأخر قسط دُفع في عام 1959 في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر .
وثائق ملكية ارض بني شنقول
وأشار البرلماني الأسبق الي أنه خلال دفع الأقساط كانت هناك مناوشات شديدة من قبل أثيوبيا برفض هذا الفعل ولذلك قاموا بتعديل الاتفاقية التي نصت على منح مصر 3600 كيلو متر مربع لأثيوبيا و من بين هذه المساحة التي يُبنى عليها السد الأن ، ولكن هذه الاتفاقية كانت معلقة على شرط وهو ألا تقوم أثيوبيا بأي أعمال على مجرى النهر من إنشاءات أو تحويل مجرى النهر إلا بعد موافقة الدولة المصرية على تلك الأعمال ، مشدداً علي ان أثيوبيا وافقت علي هذه الاتفاقية والعديد من الدول ، وهناك وثائق أخرى تدل على الملكية المصرية ، ولكن في احداث 25 يناير قد تم حرق مبنى المجمع العلمي ووزارة الري نظراً لما فيهما من الوثائق التاريخية التي تدلل علي صدق كلامي ، بما يؤكد نظرية المؤامرة ، بل ويدلل على حجم هذه المؤامرة على مصر من الخونة في الخارج والداخل .
الإرادة المصرية ستنتصر
واوضح رجب هلال حميدة أن حسين سري باشا واجه المسؤولين الإثيوبيين بالوثائق التاريخية وسميت باتفاقية 1934 ، ولكن أثيوبيا حاولت مرة أخرى إقامة السد ، ولكن واجهت الدولة المصرية بالوثائق مرة أخرى ، وانتهى الأمر ولم يُبنى السد آنذاك ، وشدد نائب رئيس حزب ارادة جيل علي ان في العصر الحديث حاولت أثيوبيا ان تعبث في أمن مصر المائي ، ولكن مصر لن تهزم أبدا وحتى في عصر جمال عبد الناصر و مبارك إذاً المحاولات كانت متعددة ومتتابعة ولن تتوقف وفي كل مره مخرج منتصرين واثق اننا في هذه الازمة المعقدة سوف تنتصر ايضاً الارادة المصرية .
مصر رمانة ميزان المنطقة
مؤكداً أن أثيوبيا ليس لديها مشكلة مع الماء حيث حجم الأمطار الذي تسقط على أثيوبيا كافي ولكن هذا التعنت سببه إدارة الملف بكل أمانة ، واستطرد متسائلاً : اين موقف الصين معنا ؟! ، اين روسيا الاتحادية و فرنسا ؟! ، احسب أن هؤلاء ينظرون إلينا علي اننا مجرد مشتري يشتري سلعة من تاجر ، فالتجربة تؤكد انه ليس هناك تعاون استراتيجي مستقبلي معهم خاصة وانهم ينظرون الي مصالحهم بغض النظر عن مصالحنا في المنطقة ، رغم ان مصر تعد رمانة ميزان المنطقة وقادرة علي ان تحفظ توازن المصالح في القرن الأفريقي ، وتابع : ستبقي مصر بقياداتها السياسية الحكيمة واجهزتها السيادية الوطنية تدافع عن الدولة المصرية وعن شعبها وعن مكتسباتها ولن تلتفت لأي شيء أخر .
الغد التنازلي لتعقد الأزمة
والأن " والكلام مازال علي لسان رجب هلال حميدة " ، يجب أن ندرك أن مصر وصلت للعد التنازلي لتعقد الازمة ، وكل الأحاديث بأنه لا خطورة على مصر من إقامة السد غير صحيحة ، والخطر ما زال قائماً و يكمن في وجود السد الذي يصل عرضة 1800 متر وارتفاعه 155 متر لكي يحجز 74 مليار متر مكعب ليحرم مصر في أربع سنوات من 100 مليار وكل سنة 25 مليار ، لنأخذهم من بحيرة ناصر تاني مخزونها 60 ملياراً .
رسائل السيسي المطمئنة
واختتم رجب هلال حميدة حديثة لـ الوكالة نيوز قائلاً : أن ثقتنا مطلقة في رشادة القيادة السياسية وحكمة تناولها وتعاملها مع الملف المتشابك رغم الضغوط الدولية مشدداً علي ان رسائل الطمأنة التي بعث بها الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال المؤتمر الاخير للمشروع القومي حياة كريمة تؤكد ان مصر ما زل لديها اوراق ضغط وأدوات قوة تحفظ حقوقنا التاريخية في مياه النيل ، واردف مصر الأن أمام قرار مصيري وعليها دراسة تكلفة هذا القرار مكاسب وخسائر واختيار أفضل الخيارات المتاحة التي تحقق الفائدة ، هل نضرب السد أم نستمر في المفاوضات مع طرف متعنت ؟!
