اهم الاخبار
الأحد 22 ديسمبر 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

بأقلامهم

شيماء الكومي تكتب: كن أنت..أصعب ما في الرحلة أن تكون أنت!!

الوكالة نيوز

الرحلة صعبة وشاقة ومنحنياتها صعوداً وهبوطاً من القمة للقاع  وعقباتها كثيرة ، ( بالبلدي كده في الرحلة تندهنا النداهة ) ، لنلهث وراء ما يلهث وراءه القطيع، ولان كل إناء ينضح بما فيه فهناك من يتباري بشرف للوصول ، وهناك من يلهث ويتنافس بوضاعة متخطياً  كل القيم صاعداً علي حساب من حوله بهدف الوصول .

ويظل الصراع والسعي الدائم والتنافس ، الذي لا نهاية له ، الي ان يصل من وصل لـ مبتغاه شريفاً كان في رحلته ، او وضيعاً .. ولكن وقتها يدرك الوضيع ان لا سعادة له ولا راحة بال ولا فرحة فيما حقق .

… لماذا  ؟؟ ، لانه ببساطة سعي في طريق رسم له من قبل أسلافنا دون الادراك انه بتحقيق معايير سعادة غيره ، لن يدرك معايير سعادته الشخصية ، نعم فهو ببساطة أخذ المعادلة من الأقدمون وأقبل علي تنفيذها دون ان يتفكر في مردود نواتجها علي ذاته .  

لذا لا تكن كغيرك .. وليس من الضروري ان تدخل مارثون  تكون دكتور مشهور  او رجل اعمال كبير ، او رجل تنفيذي ذو نفوذ وسلطة او ….او ….او …….  لتكون حققت غايتك من رحلتك ، ليس من الضروري ان تقيس غايتك بما حققت من مناصب وأموال ومدخرات مادية ، وصداقات زائفة وأشخاص مقربين حولك لا يكنون لك إلا حباً زائفاً وهم يسرون في قلوبهم ما لا تحب ان تدرك .

بل الضروري ان تستثمر رحلتك في ان تكتشف ذاتك ، وتحقق أهدافك الشخصية ، وان لم تكن علي هوي من حولك ، فالمهم انها تلمس قلبك وتحرك مشاعرك للأرقي والافضل .

ولا تلهث وراء تحقيق الأحلام والاهداف المادية ، وتنسي ان ذاتك ( جسد ونفس وروح ) ، وكل منهم له عليك كامل الحق ان تدرك متطلباته وأهدافه الخاصة .  

فالروح من عند الله عز وجل وخلق الانسان علي الفطرة ،  وكلما أدركت ان علاقتك بالله ان تحبه وترضيه أيان كان دينك ، فانت علي الطريق المستقيم .

والنفس أمارة بالسوء قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها … إشتغل علي نفسك وروضها فهي وحش جامح يحتاج التدريب ، وجاهدها لتزكيها كما يحب الله ويرضي .

واصل رحلتك .

اغلط واتعلم من اخطاءك فانت بشر وليس بملاك مرسل .  

أقع وأقف مرة اخري علي قدميك فلكل جواد كبوة .

افرح واحزن …أضحك وإبكي ..انجح وافشل .

تعامل مع كل المتناقضات بصدر رحب .

تأكد ان ليس كل فشل الا نجاح مدرك .

تعلم ان تقدر قيمة كل ماتملكه وتحمد الله علي ما وهبك من نعم وعلي ما عافاك مما ابتلي به غيرك .

واصل رحلتك وابحث في ذاتك وتعمق في نفسك .

اعمل جاهداً علي أن تصنع بصمتك الخاصة بك وحدك .  

كن أنت ، لعلك تحدث اختلافاً لم يدرك من قبل .

كاتبة المقال : مساعد رئيس حزب الحركة الوطنية المصرية لـ شئون الشباب