بأقلامهم
شيماء الكومي تكتب: كن أنت..أصعب ما في الرحلة أن تكون أنت!!
الرحلة صعبة وشاقة ومنحنياتها صعوداً وهبوطاً من القمة للقاع وعقباتها كثيرة ، ( بالبلدي كده في الرحلة تندهنا النداهة ) ، لنلهث وراء ما يلهث وراءه القطيع، ولان كل إناء ينضح بما فيه فهناك من يتباري بشرف للوصول ، وهناك من يلهث ويتنافس بوضاعة متخطياً كل القيم صاعداً علي حساب من حوله بهدف الوصول .
ويظل الصراع والسعي الدائم والتنافس ، الذي لا نهاية له ، الي ان يصل من وصل لـ مبتغاه شريفاً كان في رحلته ، او وضيعاً .. ولكن وقتها يدرك الوضيع ان لا سعادة له ولا راحة بال ولا فرحة فيما حقق .
… لماذا ؟؟ ، لانه ببساطة سعي في طريق رسم له من قبل أسلافنا دون الادراك انه بتحقيق معايير سعادة غيره ، لن يدرك معايير سعادته الشخصية ، نعم فهو ببساطة أخذ المعادلة من الأقدمون وأقبل علي تنفيذها دون ان يتفكر في مردود نواتجها علي ذاته .
لذا لا تكن كغيرك .. وليس من الضروري ان تدخل مارثون تكون دكتور مشهور او رجل اعمال كبير ، او رجل تنفيذي ذو نفوذ وسلطة او ….او ….او ……. لتكون حققت غايتك من رحلتك ، ليس من الضروري ان تقيس غايتك بما حققت من مناصب وأموال ومدخرات مادية ، وصداقات زائفة وأشخاص مقربين حولك لا يكنون لك إلا حباً زائفاً وهم يسرون في قلوبهم ما لا تحب ان تدرك .
بل الضروري ان تستثمر رحلتك في ان تكتشف ذاتك ، وتحقق أهدافك الشخصية ، وان لم تكن علي هوي من حولك ، فالمهم انها تلمس قلبك وتحرك مشاعرك للأرقي والافضل .
ولا تلهث وراء تحقيق الأحلام والاهداف المادية ، وتنسي ان ذاتك ( جسد ونفس وروح ) ، وكل منهم له عليك كامل الحق ان تدرك متطلباته وأهدافه الخاصة .
فالروح من عند الله عز وجل وخلق الانسان علي الفطرة ، وكلما أدركت ان علاقتك بالله ان تحبه وترضيه أيان كان دينك ، فانت علي الطريق المستقيم .
والنفس أمارة بالسوء قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها … إشتغل علي نفسك وروضها فهي وحش جامح يحتاج التدريب ، وجاهدها لتزكيها كما يحب الله ويرضي .
واصل رحلتك .
اغلط واتعلم من اخطاءك فانت بشر وليس بملاك مرسل .
أقع وأقف مرة اخري علي قدميك فلكل جواد كبوة .
افرح واحزن …أضحك وإبكي ..انجح وافشل .
تعامل مع كل المتناقضات بصدر رحب .
تأكد ان ليس كل فشل الا نجاح مدرك .
تعلم ان تقدر قيمة كل ماتملكه وتحمد الله علي ما وهبك من نعم وعلي ما عافاك مما ابتلي به غيرك .
واصل رحلتك وابحث في ذاتك وتعمق في نفسك .
اعمل جاهداً علي أن تصنع بصمتك الخاصة بك وحدك .
كن أنت ، لعلك تحدث اختلافاً لم يدرك من قبل .
كاتبة المقال : مساعد رئيس حزب الحركة الوطنية المصرية لـ شئون الشباب