رياضة
كيف دمر منتخب البرازيل حلم إسبانيا وحافظ على العرش الأولمبي؟
استكمل المنتخب البرازيلي رحلة الدفاع عن لقبه الأولمبي بنجاح وتوج بالميدالية الذهبية لمسابقة كرة القدم (رجال) في دورة الألعاب الأولمبية الحالية (طوكيو 2020) بفوزه الثمين 2 / 1 على نظيره الإسباني اليوم السبت في المباراة النهائية للمسابقة على استاد "نيسان" في مدينة يوكوهاما اليابانية.
وكانت البرازيل ، صاحبة الرقم القياسي لعدد مرات الفوز بلقب كأس العالم (خمسة ألقاب) ، أحرزت ذهبيتها الأولى في المسابقة الأولمبية عندما توجت باللقب في أولمبياد ريو دي جانيرو 2016 على أرضها.
ونجح المنتخب البرازيلي اليوم في الدفاع عن اللقب الأولمبي بعد مباراة مثيرة وصعبة أمام إسبانيا التي أحرزت اللقب الأولمبي مرة واحدة سابقة عندما استضافت الأولمبياد في 1992 ببرشلونة.
وأصبح المنتخب البرازيلي هو رابع منتخب يفوز باللقب الأولمبي مرتين بعد منتخبات الأرجنتين والاتحاد السوفيتي السابق وأوروجواي ، فيما لا يزال منتخبا المجر وبريطانيا هما الأكثر حصدا للذهب الأولمبي برصيد ثلاثة ألقاب لكل منهما.
اللقب الأولمبي
وفشل المنتخب الإسباني في إعادة اللقب الأولمبي للقارة الأوروبية علما بأنه كان آخر من توج به من منتخبات أوروبا وذلك في 1992 حيث ذهب اللقب في 1996 لنيجيريا وفي 2000 للكاميرون ثم في 2004 و2008 للأرجنتين و2012 للمكسيك ثم في في 2016 للبرازيل التي احتفظن اليوم باللقب.
وعزز المنتخب البرازيلي صدارته لقائمة الميداليات التي يحرزها أي فريق في المسابقة الكروية بالدورات الأولمبية حيث رفع رصيده إلى سبع ميداليات منها ذهبيتين وثلاث فضيات وبرونزيتين.
ولا يقترب منه سوى منتخبي المجر برصيد خمس ميداليات (ثلاث ذهبيات وفضية واحدة وبرونزية واحدة) والاتحاد السوفيتي السابق برصيد خمس ميداليات أيضا (ذهبيتان ووثلاث برونزيات) .
وفي المقابل ، حصد المنتخب الإسباني اليوم ميداليته الأولمبية الرابعة حيث كانت الفضية هي الثالثة له مقابل ذهبية واحدة.
وأنهى المنتخب البرازيلي الشوط الأول لصالحه بهدف نظيف سجله ماتيوس كونيا في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع بعدما أهدر زميله ريتشارليسون ضربة جزاء للفريق في الدقيقة 38 .
وفي الشوط الثاني ، سجل ميكيل أويارزابال هدف التعادل لإسبانيا في الدقيقة 61 .
ولكن المنتخب البرازيلي خطف هدف الفوز والتتويج بالذهب الأولمبي في الوقت الإضافي الذي لجأ إليه الفريقان بعد انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل 1 / 1 حيث سجل البديل مالكوم دي أوليفيرا هدف الفوز في الدقيقة 108 .
وسيطر الحذر على أداء الفريقين في الدقائق الأولى من المباراة وأجاد كل منهما الضغط على لاعبي الفريق المنافس في كل مكان بالملعب لتخلو بداية المباراة من أي محاولات على المرميين.
وبعد مرور الدقائق العشرة الأولى ، تخلى المنتخب البرازلي عن انكماشه وبدأ محاولاته للاقتراب من المرمى البرازيلي لكنه اصطدم بالدفاع الإسباني القوي.
وفشلت محاولات السامبا في تشكيل خطورة حقيقية لتظل الفرص الفعلية غائبة على المرميين.
وجاءت الدقيقة 35 لتحمل بارقة أمل للمنتخب البرازيلي عندما وصلت الكرة من ضربة حرة إلى داخل منطقة الجزاء وحاول الحارس الإسباني أوناي سيمون التصدي لها لكنه لم يصل للكرة وإنما اصطدم باللاعب البرازيلي ماتيوس كونيا لحظة تقدمه أمام المرمى.
وطالب لاعبو السامبا بضربة جزاء ضد الحارس الإسباني. وبعد مراجعة نظام حكم الفيديو المساعد (فار) ، احتسب الحكم ضربة جزاء للمنتخب البرازيلي.
وسدد ريتشارليسون ضربة الجزاء لكنه أطاح بها عاليا في الدقيقة 38 ليهدر فرصة التقدم للمنتخب البرازيلي.
محاولات هجومية
وواصل المنتخب البرازيلي محاولاته الهجومية في الدقائق التالية ، وسنحت الفرصة مجددا لريتشارليسون في الدقيقة الأولى من الوقت بدل الضائع عندما وصلت إليه الكرة في وسط منطقة الجزاء لكنه لعبها ضعيفة لترتطم بأقدام الدفاع وتضيع الفرصة.
ولكن زميله كونيا أبى أن يخرج نجوم السامبا من هذا الشوط صفر اليدين حيث سجل اللاعب هدف التقدم في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع للمباراة.
وجاء الهدف اثر هجمة منظمة وتمريرة عرضية لعبها كلاودينيو من الناحية اليسرى وكانت الكرة في طريقها للخروج من الملعب بجوار القائم ولكن داني ألفيش بذل محاولة مستميتة وأعاد الكرة إلى وسط منطقة الجزاء عالية ليستقبلها كونيا بشكل رائع وسط مدافعي إسبانيا ويسددها زاحفة بعيدا عن متناول الحارس مسجلا هدف التقدم مع نهاية الشوط.
ومنح الهدف المنتخب البرازيلي ثقة كبيرة في بداية الشوط الثاني حيث سعى الفريق إلى تعزيز تقدمه من خلال مزيد من الضغط على منافسه لكن دون جدوى.
وفي المقابل ، بدأ المنتخب الإسباني محاولات جادة للرد وتعديل النتيجة وشكل إزعاجا حقيقيا للدفاع البرازيلي.
وطالب لاعبو إسبانيا بضربة جزاء في الدقيقة 59 بدعوى وجود لمسة يد على اللاعب كونيا خلال إحدى هجمات الفريق الإسباني ولكن الحكم أشار باستمرار اللعب.
وأسفرت محاولات المنتخب الإسباني عن هدف تعادل متميز في الدقيقة 61 بتوقيع ميكيل أويارزابال.
وجاء الهدف اثر هجمة سريعة للفريق من الناحية اليمنى وتمريرة عرضية نموذجية للاعب البديل كارلوس سولير من الناحية اليمنى قابلها أويارزابال بتسديدة مباشرة بيسراه في الزاوية العليا للمرمى على يمين الحارس ليكون أحد أجمل الأهداف في الأولمبياد الحالي إن لم يكن الأجمل على الاطلاق.
ومنح الهدف ثقة كبيرة للمنتخب الإسباني الذي أصبح الطرف الأفضل في الدقائق التالية فيما تراجع المنتخب البرازيلي للدفاع في كثير من الأوقات إلا من محاولات هجومية غير مجدية في مواجهة الدفاع الإسباني المتماسك.
وتخلى المنتخب البرازيلي عن انكماشه الدفاعي في الربع ساعة الأخير من المباراة وعاد لمبادلة منافسه الهجمات ولكن دون خطورة حقيقية على المرميين.
وتصدت العارضة في الدقيقة 85 لفرصة هدف إسباني محقق اثر تسديدة قوية من أوسكار ريجانو.
وتجددت الفرصة لإسبانيا في الدقيقة 88 بتسديدة صاروخية للبديل برايان من خارج منطقة الجزاء لكنها ارتدت أيضا من العارضة.
الحظ يعاند
وعاند الحظ المنتخب الإسباني في الدقائق الأخيرة من اللقاء لينتهي الوقت الأصلي بالتعادل 1 / 1 ويلجأ الفريقان للوقت الإضافي.
واتسم الشوط الإضافي الأول بالصبغة البرازيلية تماما حيث تلاعب نجوم السامبا بالدفاع الإسباني ولكن الحظ عاندهم في عدة فرص محققة أمام مرمى أوناي سيمون كما شهدت نهاية هذا الشوط فرصة ضائعة للمنتخب الإسباني فيما رفض الحكم مطالب الإسبان باحتساب ضربة جزاء على البرازيل بدعوى وجود لمسة يد ليظل التعادل قائما بين الفريقين.
وبعد أقل من ثلاث دقائق من بداية الشوط الإضافي الثالث ، استغل المنتخب البرازيلي هجمة مرتدة سريعة وسجل هدف التقدم بتوقيع البديل مالكوم دي أوليفيرا الذي لعب في بداية الوقت الإضافي.
وجاء الهدف اثر هجمة مرتدة سريعة وتمريرة طولية لعبها أنتوني من الناحية اليمنى ووصلت إلى مالكوم المندفع في الناحية اليسرى ليتسلم الكرة ببراعة ويجتاز المدافع خيسوس فاييخو لينفرد بعدها بالحارس ويسدد الكرة إلى داخل المرمى.
وباءت محاولات إسبانيا لتعديل النتيجة في الدقائق المتبقية من المباراة ليحافظ نجوم السامبا على الذهب الأولمبي.