بأقلامهم
عادل ياسين يكتب: أخبروا كورونا أننا في ليبيا فقدنا حاسة الشم.. ربيعنا زهور فوق القبور
اخبروا فيروس كورونا أنّنا في ليبيا فقدنا حاسة الذوق والتذوق منذ زمن بعيد ، وان حاسة الشمِّ لا ضرورة لها فما يشتَّمُهُ الليبي هو رائحة البارود والدمار والغدر ، أما عن التباعد الاجتماعي فقد ابتعد عنا أغلب أصدقائنا وباعدتنا الحرب إلى كل بقاع الأرض بل ووصل الأمر الي التباعد والقطيعة بين الإخوة في نفس المكان ،وليس الأخوة فقط بل والأبناء باتوا أعداء .
أخبروا كورونا أن التعايش معه غير ممكن لأننا لم نتعايش مع بعض ، وأن الصيام مستمرٌ لأنَّ الشعب في معظمه فقير ، وأن الزكاة تجوز على الجميع ، وأنّ الحج الذي منع منه العالم هذا العام حُرمنا منه نحن الليبيون منذ سنوات بحجة قرعة وقسمة غريبة ، وأنَّ الغني بات فقيراً ، والفقير بات معدماً ، والصحة باتت سقماً ، وأنفاس الناس مقطوعة من اللهاث خلف رغيف الخبز ولقمة العيش ، وعقول الناس أنهكها التفكير في الديون ونقص السيولة .
أخبروا كورونا أنّ النتائج التي يهدف الى تحقيقها محققةٌ سلفاً على يد من هم أسوأ منه على وجه الأرض ، وأنّ الأرواح التي جاء ليحصدها خرجت منذ فترة من الأجساد التي أنهكتها الحياة ، ثم إنَّ الموت الذي جاء به هنالك من سبقه وحقق فيه نتائج كبيرة قبيل قدومه إلينا .
أخبروا كورونا لقد نكّل بنا كلُّ العالم الشقيق والصديق قبل العدو والغريب وغرقنا في كل بحور العالم ومحيطاته ولم نرَ يداً تمتد نحونا تنتشلنا من هذا الكابوس ولو في المنام .
أخبروه أنَّ شتاءنا بلا نافطه ، وصيفنا بلا كهرباء ، وربيعنا زهور فوق القبور ، والخريف في كل الفصول ، فحياتنا منذ زمن اصبحت بلا حياة .