توك شو
محلل سياسي: انسحاب روسيا من ليبيا يؤثر على المسار السياسي
انتشرت أنباء على مواقع التواصل الاجتماعي الليبية مصحوبة بصور تفيد بأن قوافل روسية مزودة بمعدات بدأت بمغادرة مواقع انتشارها في المنطقة الشرقية من ليبيا في استعداد منها لمغادرة البلاد.
جذبت هذه المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي انتباه عدد من المحللين السياسيين والمراقبين الذين يتابعون الوضع الحالي في ليبيا. حيث أشار بعضهم إلى أن مثل هذا القرار غير المتوقع للوحدات الروسية بمغادرة أراضي انتشارها السابق يشير إلى أن القائد العام لقوات الجيش الوطني الليبي، المشير خليفة حفتر، يفقد الدعم الروسي. كما لفت الخبراء الانتباه إلى حقيقة أن تحركات الوحدات الروسية قد لوحظت بعد أن ترك حفتر منصبه كقائد أعلى للجيش الوطني الليبي.
ويذكر أنه، يوم الأربعاء، 22 سبتمبر، أوكل المشير خليفة حفتر، قيادة الجيش الوطني الليبي إلى الفريق عبد الرزاق الناظوري، الذي سيشغل منصب القائد العام للقوات المسلحة لمدة ثلاثة أشهر قبل موعد انتخابات 24 ديسمبر. ويُزعم أن المشير حفتر فعل ذلك حتى يتمكن من ترشيح نفسه لرئاسة ليبيا.
الخبراء ليسوا في عجلة من أمرهم للبحث عن صلة بين نية حفتر المشاركة في السباق الرئاسي وانسحاب الوحدات الروسية من ليبيا، ومع ذلك، أعرب بعض المحللين السياسيين بالفعل عن رأي مفاده أنه إذا فقد حفتر بالفعل الدعم من روسيا، فقد يكون لذلك تأثير كبير على حياته السياسية في المستقبل.
وعلى وجه الخصوص، وصف الخبير السياسي محمد فرج هذا الوضع بأنه كارثي على المشير حفتر، لأنه بفضل الدعم الروسي، تمكنت القوات المسلحة التابعة للجيش الوطني الليبي من تطهير شرق ليبيا من الإرهابيين والجماعات المسلحة وإحلال النظام وإنفاذ القانون على الأراضي التي يسيطر عليها الجيش الوطني الليبي.
بدوره، اتفق المحلل السياسي طارق عزيز مع رأي محمد فرج، مضيفًا أنه مع فقدان دعم حفتر من روسيا، يصبح المشير أكثر عرضة لهجمات أعدائه. مثل جماعة الإخوان الإرهابية، الذين تسلل أعضاؤها إلى حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة. بالإضافة إلى سيطرتهم على ما يسمى بالمجلس الأعلى للدولة، الذي يرأسه خالد المشري، وهو أيضًا أحد قادة هذا التنظيم في ليبيا.
بالإضافة إلى ذلك، فإن جماعة الإخوان الإرهابية مدعومة من تركيا، وإذا ما قررت جماعة الإخوان وتركيا إطلاق حملة ضد حفتر، فيمكنهما التأثير عليه، حيث أعرب المحللون السياسيون عن مخاوفهم من أن الإخوان قد يزورون ببساطة الأصوات الانتخابية في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، حتى لا يتمكن حفتر من الفوز.
كما أطلقت جماعة الإخوان الإرهابية في ليبيا بالفعل حملة إعلامية نشطة ضد حفتر والجيش الوطني الليبي لتشويه سمعة المشير الأمر الذي يمكن أن يسهم بسهولة بقلب رأي المجتمع الدولي ضد حفتر، الذي يُعتبر بحق أحد السياسيين القلائل في ليبيا الذين يقاتلون من أجل وحدة بلاده واستقلالها. ومع ذلك، من دون دعم روسيا، من غير المرجح أن يتمكن حفتر من الصمود أمام كل خصومه.