سياسة
رئيس حزب نداء مصر لـ«الوكالة نيوز»: السيسي درع مصر وسيفها.. وبوجوده فرضنا إرادتنا على خصومنا
طارق زيدان: لم أتعرض لأي تهديد او اضطهاد في عصر السيسي رغم آرائي المعارضة
• الحياة البرلمانية الحقيقية يجب أن تكون وفق القائمة النسبية
• لن نخوض انتخابات المحليات إذا جرت بنظام القائمة المغلقة
• بعد نجاح مصر اقتصاديا وأمنيا.. أطالب الرئيس بالانفتاح السياسي
• إلغاء الطواريء من أعظم قرارات السيسي.. وباكورة ثمرات الجمهورية الجديدة
قال الدكتور طارق زيدان، رئيس حزب نداء مصر، أن الدولة المصرية خطت خطوات واسعة نحو المستقبل في العديد من المجالات بفضل السياسات الجرئية التي انتهجها الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ وصوله إلى سدة الحكم في يونيو 2014، في جميع القطاعات السياسي أو الاقتصادي وعلى مستوى بناء المجتمع فما حدث في العشوائيات أمر يفوق الخيال.
وأضاف طارق زيدان في حوار مع "الوكالة نيوز"، ان الدولة بعد أن نجحت في حفظ الأمن والتغلب على العديد من التحديات التي واجهت مصر عقب 3 يوليو 2013، رفعت سقف الحرية للأحزاب والمعارضة والبرلمان، وان كانت سياسات حزب مستقبل وطن، سبب جمود الحياة السياسية وفقد الحماس لدى المعارضة الحقيقية للأحزاب وداخل البرلمان.
هل ترى أن الدولة تريد وجود معارضة حقيقية أم مجرد أحزاب كرتونية؟
ثقتي في الرئيس عبد الفتاح السيسي بلا حدود فهو رجل لا يعرف في حياته سوى العمل وأثبت غير زي مرة أن مصر ورفعة شأنها هي هدفه وغايته الوحيدة، فقد وضع كما يقولون رأسه على كفه واستجاب لنداء الشعب المصري الذي تحرك في 30 يونيو للخلاص من جماعة الإخوان الإرهابية دون أن يسعى لمكسب شخصى وأعتقد ان الفترة المقبلة سيتم فتح الأفق السياسي بعد ان نجحت مصر في القطاع الاقتصادي والأمني، وأصبح لمصر درع وسيف، وظهر ذلك في العديد من المواقف التي نجحت مصر في فرض إرداتها على خصومها وليس الخط الأحمر الذي وضع في ليبيا لمنع النظام التركي من التقدم وتهديد الأمن القومي المصري ببعيد عننا، ويكفي أن الدولة سخرت كل إمكاناتها لإعادة الجالية المصرية بأفغانستان إلى أرض الوطن عقب سيطرة حركة طالبان على العاصمة كابول وانتشار الفوضى هناك في ظل ظروف وأحداث صعبة ومتسارعة تهدد حياة الأشخاص، مما يؤكد أن مصر تقف في ظهر كل أبنائها، ويعكس مدى اهتمام القيادة السياسية بسلامة كل مصري بالخارج وحماية حياته الشخصية من أي مكروه قد يصيبه وإنما يمتد إلى التأكيد على ما وصلت إليه مصر من قوة على المستوى الإقليمي والدولي.
بماذا تفسر إذن وجود حزب مستقبل وطن بمفرده تقريبا تحت قبة البرلمان؟
أسلوب إجراء الانتخابات بالقائمة المغلقة هو السبب في احتكار حزب مستقبل وطن مقاعد مجلس النواب ومع الأسف هو من أقر قانون الانتخابات المعيب في برلمان 2015، معتمدا على أغلبيته في البرلمان وقتها ومع الأسف الحزب لا يملك الكوادر والقيادات التي تؤهله لقيادة دولة بحجم مصر، وشعار أنه يقف لمساندة الدولة غير صحيح لأن الدولة تقف بجانب الجميع وهي الآن قوية ولا تحتاج لأحد، ومن يدعي أو يرفع شعارا لمساندة الدولة فهو يبحث في الأساس عن مصلحته فقط، وتحقيق مكاسب من قربها لأجهزة الدولة؛ لأن الدولة كانت تحتاج المساندة الحقيقية في 2011، وكنت أحد الذين ساندوا الدولة في ذلك الوقت.
هل تعتبر حزب نداء مصر يقوم بدور المعارضة الحقيقة؟
هدفي من الحزب إثراء الحياة السياسية، فأنا لا أبحث عن دور شخصي ففي ظل الوضع الراهن كان أمام الحزب خياران لا ثالث لهما أما التوقف عن العمل الحزبي السياسي نهائيا أو خوض الانتخابات في مواجهة مستقبل وطن فاختارنا الطريق الثاني، لان أي حزب لا يشارك في الانتخابات البرلمانية وليس له تواجد في الشارع لا يمكن وصفه بـ"حزب سياسي" ويجب أن يتم حله، فمشاركة الأحزاب في الحياة السياسية مهمة جدا للنظام السياسي للدولة وتبرهن بقوة على حجم الديمقراطية التي تتمتع بها الدولة.
وشهادة للحق الدولة وفرت قدر كبير من الحرية السياسية للجميع على أرض مصر وأقول هذا الكلام من واقع تجربتي الخاصة، فأنا لم أتعرض لأي تهديد أو اضطهاد رغم أنني كان لي آراء معارضة في بعض القضايا ما يعني أن المناخ السياسي في مصر يساعد على أداء الأحزاب أدوار فاعلة، ففي انتخابات البرلمان في 2015، قام الحزب بتكوين ائتلاف كبير يضم عددًا من الأحزاب باسم نداء مصر وكان ائتلافًا حقيقيًا وقويًا لائتلاف حب مصر المدعومة من جانب أجهزة الدولة، وفي انتخابات 2020، نزلنا بقائمتين كبار وكنا المنافس الحقيقي لقائمة مستقبل وطن التي تضم 12 حزبًا، واجهنا ظلمًا كبير وتضييق في تلك الانتخابات لدرجة أننا منعنا من الاطلاع على النتائج حتى الآن، ولدينا طعن بمحكمة النقض على نتائج الانتخابات، حيث تنظر المحكمة نحو 145 طعن، أي ما يقرب من ربع المجلس الحالي مطعون على صحة عضويته، وحزب نداء مصر يعتبر أقوى حزب سياسي معارض في مصر، والحزب سيكون المنافس الأقوى لجميع الأحزاب في الانتخابات التشريعية المقبلة.
هل أداء البرلمان يلبي طموحات الشعب المصري؟
طريقة الانتخابات التي أسفر عنها مجلس النواب ظالمة وغير عادلة ويشوبها العوار، حيث إن الحياة البرلمانية الحقيقية لابد أن تجري وفقا للقائمة النسبية وليست المغلقة، ولو كان هذا الأمر قد تم لكانت قائمة نداء مصر في انتخابات 2020 يمثلها نحو 35% منها بالبرلمان أي بنحو 50 عضوا على الأقل، في القائمة المغلقة غير مطبقة في دول العالم وتهدر 49% من أصوات الناخبين، مع الأسف المعارضة الحقيقية تحت قبة البرلمان يمثلها ثلاثة نواب فقط، وهذا لا يليق ببرلمان مصر التاريخي، نحن كنا متصورين أن برلمان 2015 هو الأسوأ في تاريخ مصر، ولكن جاء البرلمان الحالي ليكون أشد سوءًا، فمن غير المعقول وسط القامات الموجودة بالمجلس لم يقدم استجواب واحد ضد الحكومة في ظل الأزمات العديدة التي يعيشها المواطن من تعليم وغيره، فالمجلس لم يستغل بندًا واحدًا من صلاحياته الدستورية للرقابة على السطلة التنفيذية، وهذا يرجعنا لطريق الانتخابات الفاشلة التي أجريت بها الانتخابات وتم اختيار نواب البرلمان الحالي.
هل تعتقد أن الوضع البرلماني الحالي مستمر حتى الانتخابات المقبلة ؟
الشارع المصري محبط من الأداء البرلماني نتمنى إدراكها في الانتخابات المقبلة، وأتمنى أن تسعى الدولة في اتخاذ قرارات سياسية قوية كما حدث في القرارات الاقتصادية الكبيرة التي اتخذتها مثل قرارات الإصلاح الاقتصادي لذلك أطالب الدولة والرئيس السيسي أن يتخذ ما يسمى بالانفتاح السياسي، خلال السنوات المقبلة، نحن نتفهم أنه مع بداية حكم الرئيس وفي ظل الظروف الأمنية التي شهدتها مصر كان يتطلب أن يكون التركيز على الاستقرار الأمنى والاقتصادي، ولكن وبعد التحسن الكبير بشأنهم فلابد من البدء في الانفتاح السياسي الذي يشجع الاستثمار الأجنبي، كما يقي الدولة من الانتقادات الدولية.
هل الحزب مستعد للمشاركة في انتخابات المحليات؟
كوادر الحزب جاهزة بنسبة كبيرة للمنافسة في انتخابات المحليات، ولكن لن نخوض التجربة إذ تم أجرائها بنظام القائمة المغلقة لأنه لن يكون لها معنى ويبدد جهودنا تماما كما حدث، في انتخابات مجلس النواب لذا لابد من إقرار القائمة المفتوحة بقانون المحليات، واعتقد ان سبب تأخر البرلمان هو ضرورة إجراء تقسيم إداري للمحافظات، وفي حالة إقرار القانون دون حدوث هذا التقسيم سوف يطعن عليها بالبطلان دستوريا فيما بعد.
ما رأيك في إلغاء قانون الطوارئ؟
من أعظم قرارات الرئيس السيسي ويعد تاريخي فقد ألغاها بعد أن استمرت لمدة 6 عقود منذ أن فرضها الرئيس جمال عبدالناصر عقب العدوان الثلاثي على مصر، وذلك له دلالات عدة، فهو باكورة ثمرات إعلان استراتيجية الدولة لحقوق الإنسان، التي أطلقها الرئيس خلال شهر سبتمبر الماضي، كونها انعكاس حقيقي لرؤية الدولة وسعيها لتحقيق التوازن بين حقوق المواطنين وواجباتهم واعتماد مبدأ تكافؤ الفرص أساسا لبناء المجتمع فالاستراتيجية تعطي حق المواطنة في وطن واحد وتتيح حرية الحركة للمجتمع المدني، وتمنح الأحزاب والمجتمع المدني دور أكبر للمشاركة في بناء المجتمع، ويعد أحد القواعد الأساسية للجمهورية الجديدة، وانعكاس لحالة الاستقرار والأمن التي تشهدها مصر حاليا بعد تجفيف منابع الإرهاب، دون الحاجة لفرض حالة طوارئ، يبقى أن نحصد ثمار هذه القرار في إجراءات تنفيذية على أرض الواقع، عبر مناخ صحي يوفر مساحات من الحرية تسمح للجميع بالتعبير عن آراءهم دون قلق أو خوف وبما يستهدف مصلحة الوطن العليا، والأمر يتطلب بذل مزيد من الجهد والعمل الدؤوب من أجل تعزيز مسيرة حقوق الإنسان، مشددا علي ضرورة تكاتف المؤسسات الحكومية والمدنية والأحزاب السياسية لتحقيق تلك الغاية.
كيف تقيم دور المشير طنطاوي في تاريخ مصر؟
مصر برحيل المشير طنطاوي فقدت واحدا من رموزها العسكرية ومن أفضل وأخلص رجالها في تاريخها الحديث، حيث شارك في صد العدوان الثلاثي علي مصر عام ١٩٥٦ ثم في حرب ٦٧ وحرب الاستنزاف واخيرا في انتصار أكتوبر علي اسرائيل عام ١٩٧٣ حين كان قائدا لوحدة مقاتلة في سلاح المشاه، فقد تولى قيادة مصر في واحدة من اصعب فتراتها علي مدار التاريخ عقب أحداث يناير عام ٢٠١١ حين كان رئيسا للمجلس الأعلى للقوات المسلحة، ونجح في العبور بها لبر الأمان، لقد كنت شاهد على كواليس تلك الفترة، وحدثت اجتماعات كثيرة بين الثوار والمجلس العسكري، واتخذ قرار بعدم التعرض لأحد من الثوار بالميادين، واحترم رغبة الشعب في التغيير، وبذل قصارى جهده حتى يجنب مصر ويلات الصراعات الداخلية كما حدث في سوريا وكانت رسالة المشير طنطاوي لرجاله دائما: "تحملوا عشان خاطر مصر".