منوعات والمرأة والطفل
عدالة ومساندة: الحب لا يقتصر على علاقة الرجل بزوجته فهناك حب الوطن
قالت الدكتور هالة عثمان، أستاذ القانون ورئيس مجلس إدارة مؤسسة عدالة ومساندة ومنتدى الصفوة، إن الحب بين الرجل والمرأة هو أقل أنواع الحب، والإنسان يؤمن ويحب الكثير دون أن يراه، فالحب نور ونار ويتحدد أيهما بناء على كيفية الاستخدام والممارسة، مشيرة إلى أن منتدى الصفو يناقش الحب في إطار هندسة الذات وإصلاح النفوس في المجتمعات، وأنه فى حال وجود الحب الصادق تظهر بعض القيم والأخلاقيات الجيدة، مع ضرورة التفانى في حب العمل والذات والوطن والآخرين دون التفرغ لحب الأخرين فقط، الذي ينتج عنه فقدان الذات والشعور بالنقص والتقصير تجاه النفس.
عثمان: يجب أن نحب مصر ونقدم لها مانستطيع
وتابعت عثمان قائلة:« يجب أن نحب مصر ومن أجل مصر فقط، وأن نقدم لبلدنا كل ما نتمكن من تقديمه، وأن نعلم اولادنا حب البلد ورصد التيجابيات والسلبيات والدفاع عن قيمنا وقاماتنا المصرية ضد كل قول وفعل، وان هذا هو أسمى وأعظم أنواع الحب.
وأكد الشاعر عصام خليفة، أن منتدى الصفوة يناقش القضايا المجتمعية المهمة للجميع، موضحا أن القصائد والأشعار لا يمكن ربطهما بالرومانسية فقط، ولكن ظهر ذلك بسبب تمسك من يعبرون عن مشاعرهم بالشعر، كونه أكثر أنواع الأدب قدرة على التعبير عن المشاعر والأحاسيس، مؤكدا أن المشكلة موجودة بين الرجل والمرأة بسبب غياب القيم خاصة مع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي.
وأشار اللواء أسامة راغب، مساعد رئيس أكاديمية ناصر العسكرية، إلى أن كلمة الحب هي كلمة شاملة وأنه لا يأتى الإبداع إلا بالحب مهما كان المجال الذي نبدع فيه، موضحا أنه يحب مهنته فيطوعها فى كل شيء يحبه، وأنه يحب قلبه الذي ينبهه في كل شيء يفعله فى حياته وتعاملاته مع الأخرين، ويهتم بالاستماع للكلمات الإيجابية ويبتعد عن السلبيات، مؤكدا أن الإنسان يجب أن يحب ذاته ويقدرها وأن يحرص على لقاء كل ماهو جميل.
وأكد راغب أن الإنسان إذا أحب ذاته وأدرك قيمتها سوف يحب كل ما حوله، ويدرك القيم السامية فى التعاملات من أخلاقيات وقيم ومبادئ راقية، ومنها حب الوطن الذي يعتبره البعض فرضا ونسكا من مناسك العبادة بين الإنسان وخالقه.
وأوضحت الإعلامية بسنت عثمان، المدير التنفيذي لمنتدى الصفوة، أن مظاهر الحب لا يمكن اختصارها فى علاقة الرجل بالمرأة، خاصة وأنه الضمانة الوحيدة لاستمرارية الحياة، «محتاجين نتعلم معنى الحب ونتدرب على ممارسته بشكل فعلى، مطالبة المجتمع بالانتباه لفقدان قيم الحب في المجتمع، لافتة لاهتمتم الدولة بالمرأة بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة».وأضاف الدكتور محمود خليل، استشاري تطوير الذات، أن مشاعر الحب تتمثل فى الاحتواء والتبادل، وأن الحب دون عطاء هو حب "وضيع" يستغله البعض بشكل غير مقبول، موضحا أن النرجسية تعنى أن نحب مايستحقنا وأن الحب ذكر فى القرآن والإنجيل والأديان السماوية، بما يؤكد أهمية الحب البرئ الذي حرفنا نحن البشر وأصبحت المشاعر المتداولة لا تمثل الحب بمعناه النقى والحقيقي.
خليل: اختيار الزواج يجب أن يكون الأنسب فكريا
وأكد خليل ضرورة الاختيار بالشكل الأنسب وليس الأجمل أو الأغنى أو ما إلى ذلك، وأن الأنسب مع الفكر والاتجاه والأراء، مشيرا لأهمية فترة الخطوبة فى العلاقات العاطفية للتعرف والتقارب ومعرفة مدى مناسبة الطرفين بعضهما لبعض للوصول للشخص الأنسب، وأن العلاقات العاطفية تكمل شخصية وحياة الإنسان فى حال التوافق بين الطرفين، مشددا أن الحب بمعناه الحقيقي يتحقق في حال التكامل بين الطرفين.
وأكد خليل، أن حالات الخيانة الزوجية ودمار الأسر نتج عن سوء الاختيارات بين الزوجين، وأن التخطيط الجيد لللعلاقات من أهم سبل نجاحها والحفاظ على الاستمرارية، مع مطابقة المميزات والعيوب بين الطرفين والبحث عن الأنسب والجوهر قبل المظهر، محذرا من الإهمال كونه قاتل الحب والمشاعر وضرورة تقديم الحب والاهتمام للحفاظ على المشاعر حية، لافتا إلى أن معدلات الطلاق كانت منخفضة قديما بسبب القيم والمبادئ ومعايير الاحترام والتقدير بين الرجل والمرأة، والبعد عن الصراعات التي تحول الحياة الزوجية لساحة معارك يومية.وأوضح القس بولا فؤاد، أن من يدعى الحب ويبغض أخاه الذي يراه فلا حق له فلا يمكن أن يكون ذلك وهو يؤومن ويحب الله الذي لا يراه بعينه، موضحا أن تعاليم الدين المسيحى تؤكد أن المحبة قيمة عظيمة لا تظن السوء ولا تحب الشر ولا تعرف الخطيئة بل تعرف الحق، وتعرف الصبر والاعتزاز والتقدير لكل شيء وأن المحبة لا تسقط بدا، مؤكدا أن المحبة تأتى قبل الإيمان والرجاء وأن الدين أكد على حب الأخوة في الإنسانية، وأن هناك البعض من حولوها عن مضموها الأصيل الذي نصت عليه الأديان، وأن عدو الإنسان هو الشيطان فقط.
وأوضح السفير عبد الله مباشر، مسؤول الجالية المصرية فى رومانيا، أن الرومان يقدرون مصر والفراعنة ويكنون لها كل الحب، موضحا أنه مارس دوره فى الدفاع عن مصر في الخارج بالتعاون مع أحد المصريين فى الظهور على قناة رومانية لمدة 12 شهريا، في برنامج فرعونى يحدث الرومان عن العصور الفرعونية مع كبسولات عن إنجازات الدولة المصرية الحديثة، كنوع من القوى الناعمة
وقال الشاعر علاء حمدي، إن الحب يختلف من شخص لأخر، ويراه التعود على شيء معين وحبه ولكن الحب ينقسم لحب العموم وحب المرأة، وأن الكون قام على حب الرجل للمرأة، وانه لولا الحب ما كانت الدنيا ولا بقى المكان والأشياء من حولنا، فهو الأساس الذي نعيش عليه جميعا، وأن أقوى أنواع الحب هو الذي جاء بالاختيار وبنى عليه شعر العرب قديما وشعراء العصر الحديث، متابعا «حب الرجل للمرأة ينتج عنه حب الوطن والعمل وحب كل شيء».
وقال الدكتور أحمد الأشهب، محاضر التنمية البشرية، إن الحب لا يملك تعريفا واحدا فقط، وأن الدال على شعورنا هو الحب، وأنه حينما نحب أحد الأشخاص فإن أرواحنا التقت وتألفت من قبل، لافتا الى أن الحب يندرج تحت عمل الجهاز العصبي والمتعلق بالحواس الخمس، التى تعتبر مصادر اللذة، مؤكدا أن الحب يعطينا الطاقة والأمل والحياة، وأنه بالرغم من أن الحب يشعر الإنسان بالخوف أحيانا إلا أنه يجعله مطمئنا راجيا، مؤكدا أن حب المرأة أمان على عكس حب الرجل الذي يندرج تحت بند الاحتياج، والحب يقوم على المودة والرحمة.
جاء ذلك خلال جلسة نقاشية بعنوان "الحب وأشياء أخرى" نظمتها مؤسسة عدالة ومساندة ومنتدى الصفوة بحضور نخبة من خبراء الثقافة والسياسية والاجتماع، وناقشت الجلسة ذكرى عيد الحب وتأثيره في المجتمع العربي.