عربى و دولى
الجيش الوطني يكشف مناورات لمحاولات اقتحام الارهابييين في ليبيا
في خضم ما تعيشه ليبيا من تعرقل إجراء إنتخابات وحالة صراع سياسي على السلطة وما سببته من إشتباكات دامية في العاصمة طرابلس بين الميليشيات المسلحة التابعة لأطراف الصراع، أجرى الجيش الوطني الليبي مناورة بالذخيرة الحية بمدينة بنغازي، شرقي ليبيا، تحاكي سيناريو دخول إرهابيين من الحدود وسيطرتهم على بعض المدن.
وشاركت في المناورة شتى أفرع الجيش الوطني الليبي، وشملت مخططاً للقضاء على 1000 إرهابي داخل إحدى المدن، كما أورد الجيش في بيان له. وحضر المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش المناورة، وألقى كلمة قال فيها: "لا يمكن أن نطمئن ما دام هناك إرهاب في البلاد، نحن والإرهاب لا يمكن أن نتجاور، ولا بد أن يكون هناك عزم للتخلص من الإرهاب في الفترة المقبلة".
حيث يُشير حفتر في هذه المناورة إلى الميليشيات المنتشرة بكثافة في غربي ليبيا، والتي تتحكم في العاصمة طرابلس ومؤسسات الدولة والمرافق العامة هناك منذ عام 2014. فقد سبق وأن قال حفتر، خلال زيارته للجنوب الليبي، إن "الشعب والجيش يد واحدة قادرة على تحطيم أصنام الساسة، ولم نبنِ الجيش الوطني ليقف متفرجاً على ليبيا يجرها العابثون إلى الهاوية، ولن ينقذ ليبيا ويبني خارطة طريقها إلا الشعب نفسه بحماية جيشه".
غير أن العديد من المحللين للشأن السياسيون الليبيون يرون أن حفتر ليست لديه القدرة على إعادة شن هجوم آخر على طرابلس، وهو لن يقحم نفسه في النزاع الدائر بين حكومتي الإستقرار بقيادة فتحي باشاغا والمعين من قبل البرلمان، والوحدة الوطنية بقيادة عبد الحميد الدبيبة. وهذه الشعارات والمناورات إنما دعاية شعبية الغرض منها كسب المزيد من الدعم الشعبي.
وبحسب المصادر قامت حكومة الوحدة الوطنية بصرف الأموال لتسديد ديون الجيش ورواتب الضباط، بناء على الصفقة التي إنعقدت بينهما منذ أسابيع، وتم من خلالها إعادة الإنتاج النفطي، لكن حفتر قرر أن يحتفظ بالأموال ولم يستلم أحد من عناصر الجيش مستحقاته.
يعزو المراقبون تصرفات حفتر الى عدم توافر السيولة النقدية لديه، بعد أن تمت إدانته غيابيًا وبشكل مريب في محكمة ولاية فرجينيا الأمريكية مؤخرًا، وتم إجباره بصرف تعويضات لأهالي الضحايا بجانب مصادرة بعض أملاكه في الولايات المتحدة الأمريكية، التي يحمل جنسيتها.
وهذه الأزمة المالية التي يواجهها، أثرت بشكل خطير على استمرارية منظومته العسكرية، كونه توقف عن دفع مستحقات جنوده.
في حين اشارت تقارير الي مخاوف ان يحدث ما لا يحمد عقباه ويعملوا على تنحيته عن قيادة الجيش واللقاءات التي جمعت قيادات من اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 الشهر الماضي، والتي أثمرت عن بيانات جيدة وهامة في إطار توحيد الجيش وقيادته خير دليل على ذلك.
يُشار الى أن حفتر لم ينجح في العام 2019 في دخول العاصمة طرابلس، في إطار عملية الكرامة للقضاء على الميليشيات. وأقحم نفسه في ديون طائلة لدولة الامارت العربية المتحدة التي وفرت له الدعم المادي والعسكري لدخول طرابلس وفرض سيطرته على جميع مناطق ليبيا.