عربى و دولى
تقارير: غضب من مجاملات الغرب في ليبيا
يعيش الشارع الليبي في حالة غليان شديدة بسبب عدم الوصول لحلول تعيد الاستقرار السياسي من جديد بعد سنوات من الأزمات.
وأشارت وسائل الاعلام الليبية الي انه واصل رئيس الحكومة الليبية المنتهية الصلاحية، عبد الحميد الدبيبة مجاملة الغرب لضمان استمراريته، فقد تملّق واشنطن عندما طمح بتعويض أوروبا عن النقص في النفط الروسي، وتملّق أنقرة بتمريره لعشرات الصفقات لشركات تركية عندما استلم السلطة العام الماضي،ويقوم حاليا بنفس الدور في بريطانيا، باستقبال سفينة تابعة للبحرية الملكية البريطانية.
واعتبرت وزيرة الخارجية بحكومة الوحدة نجلاء المنقوش أن رسو سفينة البحرية الملكية البريطانية (ألبيون) في طرابلس رسالة هامة على "عمق" العلاقات بين ليبيا وبريطانيا وأن عمق هذه العلاقات مشابه للسيطرة والتحكم إلى حد ما، لأنها تفرض همينة ومصالح المملكة على الليبيين، ومن يقول عكس ذلك فهو واهم.
وقالت وزيرة الخارجية أن ما يحدث في ليبيا أساسًا هو فوضى خلاقة أنشأها الغرب، وهذا يفسر استمرار الأزمة لـ 11 سنة، ويؤكده فشل البعثة الأممية للدعم في ليبيا، وضع خارطة طريق سياسي ناجحة وشاملة لحل الازمة في البلاد.
واعتبر القانوني والباحث السياسي رمضان تويجر، أن استقبال السفينة البحرية البريطانية “إتش إس ألبيون” في قاعدة أبوستة الليبية، أمر ذو دلالة، ويحمل معه رسائل سياسية عديدة.
وأكد تويجر في تصريحات متلفزة، أن قدوم مثل هذه السفن في الحالة الليبية، يعد تبادلا للرسائل بين الأطراف الدولية، مفادها خضوع هذه المنطقة أو تلك لنفوذ إحدى الدول، بينما تخضع مناطق أخرى لنفوذ دولة أخرى.
وأضاف تويجر: "وضع مؤسف وواقع مرير تعيشه ليبيا، ولن ينتهي هذا الأمر إلا باجتماع الليبيين على طاولة الحوار، والاتفاق على إخراج جميع القوات الأجنبية، وهو العمل الذي كان منوطا باللجنة العسكرية المشتركة التي فشلت كما فشلت أغلب الأجسام السياسية في ليبيا"، وفق تعبيره.
والجدير بالذكر أن زيارة البوارج الحربية التي تتم بين البلدان أمر وارد ويتكرر بين الحين والآخر، ووجود وفد مدني على ظهر البارجة أيضاً هو أمر متعارف عليه وله أسبابه، ومنها عندما يكون للزيارة هدفان مدني وعسكري يكون قدوم الوفد المدني على ظهر البارجة مبرر لأن هذا الوفد إذا أراد أن تتم الزيارة عن طريق البحر فلن يقوم بها بواسطة يخت أو باخرة تجارية وإنما يستخدم بارجة حربية.
والسبب في ذلك هو أن هذا الوفد لا يريدها أن تكون زيارة رسمية يتم النزول فيها على أرض البلد المُزار، بل يتم استدعاء وفد مدني من البلد المُزار لاستقباله على ظهر البارجة وكأنهم استقبلوه على أرض الدولة المالكة للبارجة، وعادة مثل هذه الزيارة تتم ليس لغرض التباحث وتبادل الأراء ولكنها تتم لتوصيل رسائل محددة من دولة إلى دولة أخرى، وأغلب هذه الرسائل إما أن تكون طلبات بتنفيذ سياسات معينة وإما إخطار بقرارت سيتم اتخاذها في المستقبل.
أما الشق العسكري لقدوم البارجة، فهو دليل واضح وصريح على دعم بريطانيا لحكومة الوحدة، وهو أمر مستفز إلى حد ما، لأن الشارع الليبي ما زال يعيش صدمة تقارير ديوان المحاسبة، التي أثبتت وبشكل قاطع ما قامت به هذه الحكومة من أمور بالرغم من معاناة الليبيين، فكيف تدعم المملكة حكومة بهذه الطريقة إلى هذا الحد؟.