عربى و دولى
الدبيبة يوقع إتفاقيات جديدة مع تركيا للبقاء في منصبه
يستمر رئيس حكومة الوحدة الوطنية منتهية الشرعية في طرابلس عبد الحميد الدبيبة في عرقلة مساعي الأطراف الداخلية للتوصل إلى حل سياسي سلمي ينتهي بإجراء إنتخابات برلمانية ورئاسية حرة ونزيهة كما يتطلع لها الشعب الليبي، ويعمل بشتى الطرق على ضمان بقائه في السلطة.
فقد أثار الدبيبة الجدل في الآونة الأخيرة بتوقيعه لإتفاقيات عديدة في مجال الطاقة والمجال العسكري مع تركيا، مخالفاً بذلك القوانين التي تنص على عدم توقيع الحكومة المؤقتة لأيٍ من الإتفاقيات طويلة الأجل مع أي دولة أخرى.
حيث وقع عبد الحميد الدبيبة في مطلع الشهر الجاري مذكرة تفاهم مع تركيا في مجال التنقيب عن الغاز والنفط في المياه الليبية. هذه المذكرة جاءت مُخالفة لمخرجات ملتقى الحوار السياسي الليبي في جنيف والذي جاء بعبد الحميد الدبيبة وحكومته إلى طرابلس.
وفي مطلع الأسبوع الجاري وقع الدبيبة إتفاقيتي تعاون عسكري مع وزير الدفاع التركي خلوصي آكار. الأولى تنص على رفع كفاءة قدرات الطيران الحربي بالاستعانة بالخبرات التركية في هذا المجال فيما تضمنت الثانية بروتوكولات تنفيذية للإتفاقية الأمنية الموقعة من قبل المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق في العام 2019.
الباحث السياسي الليبي، محمد قشوط، أكد على بطلان الإتفاقية المُوقّعة مؤخّراً بين أنقرة وحكومة الدبيبة حول التنقيب عن النفط والغاز في الأراضي الليبية. وأضاف إن اتفاق جنيف الذي أفرز حكومة الدبيبة يحظر عليها في مادته العاشرة توقيع أي إتفاقيات جديدة تترتّب عليها التزامات مستقبلية على الدولة الليبية.
هذا ويعمل الدبيبة على تقوية صفوف الميليشيات الداعمة له في طرابلس عن طريق توقيعه للإتفاقيات الأمنية والعسكرية مع تركيا خوفاً من أن يُعاود رئيس حكومة الإستقرار المُكلفة من البرلمان، فتحي باشاغا، محاولته لدخول العاصمة وإنتزاع السلطة من الدبيبة كما حدث في أغسطس الماضي.
من ناحية أخرى هنالك تحركات من قبل مجلسي النواب والدولة تهدف إلى تكوين حكومة جديدة وإقصاء عبد الحميد الدبيبة من المشهد السياسي، الأمر الذي دفع الدبيبة لإنتقاد تحركاتهم والترويج لنفسه على انه يعمل من أجل تحقيق مطالب الشعب الليبي وإجراء الإنتخابات في القريب العاجل.
حيث أكد الدبيبة في تصريحٍ له إن حكومته لن تسمح بوجود مراحل انتقالية أخرى في ليبيا، مشدداً على ضرورة العمل من أجل الوصول إلى الانتخابات وعودة الأمانة إلى الشعب.
الخبير والمحلل السياسي الليبي، احمد البريكي، يرى أن الدبيبة بدأ يشعر بالخطر ويسعى جاهداً للبقاء في منصبه لأطول فترة ممكنة لتحقيق مصالح شخصية وتنفيذ أجندات الدول الطامعة بالسيطرة على مقدرات الشعب الليبي من الذهب الأسود، ولقد حان الوقت لإبعاده عن المشهد السياسي ومحاسبته على كل ما إرتكبه من كذب وخداع بحق الشعب الليبي.