رياضة
الميليشيات تتحكم في طرابلس والدبيبة عرابها
تتجدد الخلافات في ليبيا واليوم يعيش مجلس الدولة خلافا وانقساما في مواقف أعضائه بشأن مسألة تغيير السلطة التنفيذية وملف المناصب السيادية، بين شق يدعو إلى المضي في حسم هذين الملفين بالتوافق مع البرلمان، وطرف آخر يطالب بإقرار القاعدة الدستورية قبل ذلك.
إلا أن المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، أفاد أمس الاثنين، أن ميليشيات تابعة لحكومة عبد الحميد الدبيبة المنتهية الصلاحية منعت أعضاءه من عقد جلسة مخصصة لبحث المناصب السيادية والسلطة التنفيذية. حيث قال رئيس مجلس الدولة الليبي خالد المشري إن حكومة الدبيبة ميليشياوية وتريد فرض سيطرتها بالقوة. واضاف: "الدبيبة يجهل من هو المجلس الأعلى للدولة ويعمل على تشويه صورته".
وقد أتت هذه التطورات الأمنية في العاصمة طرابلس، بعد ساعات من تسريب تسجيل منسوب لرئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري، تحدث فيه عن صفقة سياسية بينه وبين رئيس البرلمان عقيلة صالح، تقضي بتغيير رئيس هيئة الرقابة الإدارية مقابل الموافقة على الإطاحة برئيس الهيئة العليا للانتخابات.
وسبق وأن قام الدبيبة بإستخدام الميليشيات والمرتزقة السوريين الذين جاءت بهم تركيا وفق إتفاقية أمنية باطلة تم توقيعها مع حكومة الوفاق الوطني السابقة لضمان بقاءه في السلطة. حيث قامت الميليشيات بمنع رئيس حكومة الإستقرار المُكلفة من البرلمان، فتحي باشاغا، من دخول العاصمة طرابلس وتولي مهامه منها، وتسببت بإشتباكات دامية، سقط ضحيتها مدنيون.
وفي السياق، يرى السياسي والدبلوماسي الليبي د. رمضان البحباح أن الدبيبة لا تعنيه ليبيا ولا استقرارها، ويبحث فقط عن التمسك بمنصبه واستمرار حكومته من أجل نهب خيرات البلاد، مؤكدًا أن المرحلة الراهنة تحتاج إلى استعادة هيبة الدولة، وإقصاء دور قادة الميليشيات المسلحة الذين يعملون لمصلحتهم.
وقد قال في تصريح: "أن الموقف الأمني سواء في العاصمة أو مدن الغرب الليبي سيئ جدًا، نظرًا لسيطرة الميليشيات المسلحة وغياب دور الدولة، وهو ما أدى لتكرار حوادث السطو المسلح والقتل والاختطاف وطلب الفدية، وغيرها من الجرائم التي تحتاج إلى وقفة قوية".
يُشار الى أنه سبق وأن زار المبعوث الأمريكي الخاص إلى ليبيا السفير ريتشارد نورلاند طرابلس في الفترة من 8 إلى 10 نوفمبر لعقد اجتماعات مع مسؤولين حكوميين وشركاء دوليين ومجتمع المانحين بما في ذلك ممثلين عن حكومة الوحدة الوطنية وبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا والبنك الدولي والمجلس الرئاسي والمجلس الأعلى للدولة والمفوضية القومية للانتخابات.
وأكد خلال زيارته، على الضرورة الملحة لاتخاذ خطوات ملموسة لإنشاء قاعدة دستورية نُفضي لانتخابات موثقة وشفافة بما يتماشى مع تطلعات الشعب الليبي. وناشد جميع القادة والمؤسسات الليبية استخدام نفوذهم للدفع نحو هذا الهدف، محذرا من أن الوضع الراهن لا يُمكن أن يستمر.
إلا أن معظم الليبيين باتوا يدركون أن الغرب الذي صمم ونفذ أزمات المنطقة لديه العديد من المصالح في بقاء الوضع متأزماً كما هو الآن في ليبيا، فالدبيبة صنيعة ستيفاني ويليامز الأمريكية. وكلام نورلاند عن خطوات إنشاء قاعة دستورية، تصطدم بواقع منع الدبيبة إجتماعات مجلس الدولة وحرصه على إبقاء الأزمة.