اهم الاخبار
الأحد 22 ديسمبر 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

بأقلامهم

د. نسرين محمد فتحي تكتب: عدم التماثل المعلوماتى فى المجتمع التعليمى العالى فى مصر

الوكالة نيوز

من المتعارف عليه محاسبيا أنه عندما يمتلك أحد الأفراد المتعاملين مع منشأة سواء من داخلها أو خارجها معلومات لا يمتلكها فرد آخر فإن هذه الحالة تسمى بـ ظاهرة "عدم تماثل المعلومات" ، وكمثال على ذلك قد يكون لدى أحد المستثمرين معلومة ما عن المنشأة التى يرغب فى الإستثمار بها ولا تكون تلك المعلومة متوفرة لدى مستثمر آخر مما يؤثر على القرارات الإستثمارية ، وبحكم عملى كعضو هيئة تدريس فى مجال المحاسبة فإنى ألمس هذه الظاهرة أيضا فى التعليم الجامعى فى مصر وتحديدا الطلاب حيث أنها تعد الفئة الأهم على الإطلاق للجامعات (كما هو الحال تماما فى كون المستثمر من أهم الفئات المتعاملة مع المنشأة) ، حيث أنه أصبحنا نرى العديد من البرامج الدراسية المتنوعة والمختلفة والتى تتنافس فيها الكليات فى سبيل تعزيز سمعتها الأكاديمية وجذب أكبر عدد ممكن من الدارسين (سواء كانت تتعلق بمرحلة البكالوريس أو الدراسات العليا الأكاديمية والمهنية إضافة إلى الدورات التدريبية والكورسات المختلفة).

 المفاضلة بين البدائل المختلفة

وهنا تظهر مشكلة عدم التماثل المعلوماتى بين الطلاب (أو الدارسين) الراغبين فى التقدم بهذه البرامج ، إذ أنه من المعروف أن معيار المفاضلة بين البدائل المختلفة هى المعلومات المتاحة ، وبالتالى فقد يكون لدى أحد الطلاب معلومات إضافية لا تكون معروفة لدى طلاب آخرين ويصبح لديه ميزة معلوماتية ليست لدى الغير، مما يترتب عليه إجراء المقارنة وفقا لأسس غير متكافئة بين هؤلاء الطلاب، حيث أنه ما يمثل "ميزة معلوماتية" لطرف ما يعد فى الوقت نفسه "معلومات محجوبة" لدى طرف آخر مما يصعب معها اختيار البديل (البرنامج) المناسب للطالب ، حيث أن المعلومات المتوفرة تكون غير كافية للطالب ولا يمكن من خلالها الحكم على مدى ملائمة البرنامج الدراسى من عدمه والتى قد لا تتماشى مع ميول وأهداف الطالب المستقبلية، ومن جانب آخر فقد تتم المقارنة فى ذهن الطالب للبرامج المثيلة المقدمة من الكليات المناظرة المنافسة بالجامعات الأخرى وتكون المقارنة لصالح كلية أخرى والذى يعزى إلى كفاية المعلومات المتاحة حول البرامج المقدمة وذلك بغض النظر عن العوامل الأخرى.

ومن جانبى أرى أنه يجب الإهتمام بهذه الظاهرة فى الجامعات المصرية حيث قد تؤدى إلى عزوف البعض عن الإلتحاق بالبرامج لعدم توافر المعلومات التى تشبع احتياجات الطالب (أو الدارس) من وجهة نظره، حيث أن المعلومات المقدمة فى معظم الأحوال تركز على الأوصاف الشكلية والنوعية للبرنامج بينما فى نفس الوقت يرغب الطالب بمعرفة المزيد من التفاصيل والمعلومات الأخرى والتى قد تكون معروفة لدى طالب آخر ،وبالتالى وفى أثناء الفترات الخاصةبالتقديم فى هذه البرامج البرامج يجب عمل استبيان للطلاب الراغبين فى التقدم لمعرفة مدى كفاية المعلومات ويجب أن يكون ذلك فى الوقت المناسب وقبل انتهاء فترة التقديم بالبرامج، حيث أن ذلك يسهم فى تعزيز الوضع التنافسى للكليات.

كاتب المقال: مدرس بقسم المحاسبة والمراجعة كلية التجارة بالإسماعيلية جامعة قناة السويس