اهم الاخبار
السبت 23 نوفمبر 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

تحقيقات وحوارات

صالح السعدي يكتب.. المرأة الإماراتية من التمكين إلى الريادة

صالح السعدي نائب
صالح السعدي نائب سفير الإمارات لدى مصر

تعيش المرأة الإماراتية منذ سنوات عديدة أزهى عصورها، حيث تجني ابنة الإمارات ثمار النهج السديد الذي وضعه المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، في دعم المرأة وضمان حقوقها منذ بدايات تشكيل دولة الإمارات العربية المتحدة في الثاني من ديسمبر عام 1971.

ويواصل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، دعم تلك المسيرة المباركة عبر العديد من القرارات والمبادرات، وهو ما ساهم في تعزيز حضور المرأة الإماراتية في كافة المجالات، لتنتقل من مرحلة التمكين إلى مرحلة الريادة.
فمنذ تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة، قبل خمسين عامًا، تقوم القيادة الرشيدة للدولة بدعم المرأة الإماراتية؛ إيمانًا منها بأن المرأة شريك أساسي للرجل في كافة المجالات، وأن لها دورًا مهمًّا في تطوير وتنمية الوطن.

وتفعيلا لتلك التوجهات كفل الدستور الإماراتي حقوق المرأة، حيث أقر مبدأ المساواة بينها وبين الرجل، بما يتناسب مع طبيعتها، كما نصّ على حقها في التعليم، والالتحاق بالوظائف خاصة الحكومية، والحصول على المساعدات والمزايا الاجتماعية والصحية.

ونتيجة لذلك الدعم وتلك المساندة، تحقق دولة الإمارات إنجازات متتالية في ملف التوازن بين الجنسين، حيث تُوجت بالمركز الأول عربيًّا في تقرير الفجوة بين الجنسين لعام 2022، والذي يصدر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، كما ارتقى أداء الدولة في التقرير إلى المرتبة 68 عالميًّا، متقدمة 4 مراكز في عام واحد. ويقيّم هذا التقرير الفجوة بين الجنسين في مجالات الفرص الاقتصادية للمرأة، والتحصيل التعليمي، والصحة، والتمكين السياسي.
كما تعكس رؤية الإمارات 2021 مدى التزام القيادة الرشيدة للدولة بتمكين المرأة الإماراتية، وفي هذا الإطار قامت الدولة بزيادة تمثيل المرأة في المجلس الوطني الاتحادي إلى 50%.

كما يشهد التشكيل الوزاري الحالي لحكومة دولة الإمارات وجود 10 وزيرات يمثلن نسبة أكثر من 27% من التشكيل الحكومي، لتحقق بذلك المرأة الإماراتية المرتبة الأولى في نسبة مشاركة المرأة العربية في المراكز القيادية وهيئات صنع القرار.
وتشغل النساء في دولة الإمارات ثلثي وظائف القطاع العام، منها 30% في المراكز القيادية، و15% في المناصب التقنية والأكاديمية. كما أن المرأة الإماراتية أظهرت تفوقاً في العديد من القطاعات المهمة، ففي مجال الاقتصاد قطعت أشواطاً كبيرة في طريق التمكين الاقتصادي، حيث يبلغ عدد سيدات الأعمال الإماراتيات ما يزيد على 23 ألف سيدة، يقمن بإدارة مشروعات تتجاوز قيمتها 50 مليار درهم، كما تشغل المرأة الإماراتية 15% من مجالس إدارات غرف التجارة والصناعة في الدولة، بينما تصل نسبة الإماراتيات العاملات في مؤسسات وشركات القطاع الخاص نحو 57.3% من إجمالي الكوادر الوطنية العاملة في هذا القطاع. وتتواجد سيدات الأعمال الإماراتيات سنوياً بين أقوى 100 امرأة في عالم الاقتصاد في الوطن العربي.
وفي مجال الطاقة النووية السلمية تجاوز عدد الإناث المشاركات في البرنامج النووي السلمي الإماراتي نسبة الـ20 بالمائة، وهو ما يفوق النسب المسجلة في البرامج العالمية للطاقة السلمية. كما يعتبر قطاع الفضاء أحد أبرز مجالات العلوم المتقدمة التي سجلت فيها ابنة الإمارات حضورا فاعلا على المستويين المحلي والدولي، حيث تشارك المرأة الإماراتية في مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ (مسبار الأمل) بنسبة 50% من الفريق القيادي، بينما تشكل 34 بالمائة من إجمالي فريق العمل بالمشروع.
ولم يقتصر نجاح المرأة الإماراتية وإنجازاتها على داخل الدولة فقط، بل تعدى ذلك إلى مشاركتها الفعالة في كافة المحافل على مستوى المنطقة والعالم؛ حيث بدأت تمارس العمل الدبلوماسي كسفيرات منذ عام 2009، وحالياً تمثل المرأة في الدبلوماسية الإماراتية 11% من سفراء الدولة، وهي أعلى نسبة في المنطقة، كما تمثل 43% من العاملين بوزارة الخارجية والتعاون الدولي، و60% من خريجي أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية.

وبذلك تحتل المرأة الإماراتية مكانة متميزة في العمل الدبلوماسي لتساهم بفاعلية في نسج شبكة العلاقات الواسعة للدولة وتعزيز شراكاتها الإقليمية والدولية، كما أن الحضور النسائي اللافت في العمل الدبلوماسي للدولة يؤكد المكانة والثقة التي تحتلها ابنة الإمارات.
ويمتد دعم دولة الإمارات للمرأة إلى الصعيد الإقليمي، حيث تم إطلاق الميثاق العربي لحقوق المرأة في أبوظبي في أكتوبر 2019. وسيكون الميثاق بمثابة دليل توجيهي لجميع الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية، لضمان تمتع المرأة العربية بحقوقها.

ويتضمن الميثاق 25 مادة تتناول العديد من القضايا، منها إلزامية التعليم، والحصول على الرعاية الصحية، وتوفير فرص العمل، وتلقي الأمهات الجديدات للخدمات المجانية. كما ينص الميثاق على حق المرأة العربية في الزواج من الأجانب، ونقل جنسيتها إلى أبنائها. 
وفي عام 2019، شاركت أكثر من 130 امرأة يمثلن العديد من الدول العربية في مبادرة التدريب العسكري وحفظ السلام، التي تشرف عليها الأمم المتحدة، بالتعاون مع وزارة الدفاع الإماراتية والاتحاد النسائي العام في دولة الإمارات. حيث تم تدريب المشاركات على حماية حقوق المرأة، والمساعدة في الحد من العنف ضد النساء، وتقديم الدعم لهن في مناطق الصراع بالعالم.

ويوفر هذا البرنامج تدريباً على مستوى عالمي، ودورات في اللياقة البدنية، وتطوير مهارات القيادة، أما على الصعيد الدولي، فقد خصصت دولة الإمارات، مبلغ 322 مليون دولار أمريكي للمبادرات الإنسانية الموجهة لدعم النساء والفتيات.

كما تبرعت دولة الإمارات بأكثر من 26 مليون دولار أمريكي لميزانية هيئة الأمم المتحدة للمرأة منذ تأسيسها في عام 2010، من أجل دعم عملياتها ومساعيها الرامية إلى تعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة.

وفي نوفمبر 2017، تعهدت دولة الإمارات بتخصيص مبلغ 50 مليون دولار أمريكي لصندوق مبادرة تمويل رائدات الأعمال التابع للبنك الدولي.
ختامًا، تحظى المرأة الإماراتية باهتمام كبير من القيادة الرشيدة للدولة والتي تحرص على دعم وتمكين المرأة، فقد أسس المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان- طيب الله ثراه- منظومة متكاملة تضمن للمرأة حقوقها في الدستور والقوانين، وبتأييد رسمي وشعبي لافت. ومع تولي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، قيادة الدولة، بدأت مرحلة جديدة من الدعم والتمكين والتي تحقق خلالها المرأة الإماراتية الريادة والسبق في كافة المجالات.

كاتب المقال: نائب سفير الإمارات لدى مصر                                                                    

ﺗﻔﻀﻴﻼﺕ اﻟﻘﺮاء