عربى و دولى
حكومة عبد الحميد الدبيبة تنشر الفوضى السياسية في ليبيا
تؤكد جميع المؤشرات الأمنية والسياسية أن المشهد الليبي يتجه نحو مزيد من التعقيد لا سيما إثر تمسك رئيس حكومة الوحدة، عبد الحميد الدبيبة، بالسلطة ورفضه التنازل لمجلسي النواب والدولة اللذان أصبحا على مقربة من طرح عملية سياسية تتضمن حكومة جديدة.
حيث أكدت مصادر خاصة من المجلسين تلك الأنباء، موضحة أن الجسمين التشريعيين دخلا فعلا في مفاوضات حول تقاسم المناصب السيادية في الحكومة المقترحة، بعد اتصالات ومشاورات مكثفة بين رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، ورئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري، اللذين لم يُخفيا امتعاضهما من استمرار الدبيبة في رئاسة الحكومة التي وُصفت "بمنتهية الولاية".
يأتي هذا في ظل محاولة من عبد الحميد الدبيبة لشرعنة حكومته من خلال زيارات وصفقات في كل حدب وصوب لدعم موقفه أمام المجلسين اللذان يسارعان لتنحيته، حيث قام مؤخرًا بزيارة تونس برفقة وفد حكومي قيل أن الهدف منها كسب الجانب التونسي إلى صفه، لتبرير استمراره بالسطلة رغم انتهاء صلاحية حكومته.
وعلق على ذلك المحلل السياسي فرج دردور، مشددًا على أن العلاقات بين تونس وليبيا تلقى أهمية خاصة، مرجعًا ذلك إلى أسباب كثيرة من ضمنها اقتصادية فضلًا عن التبادل التجاري بين البلدين خصوصًا عبر الحدود.
درور وفي تصريحات خاصة لموقع “عربي 21″، أضاف: “حاول الدبيبة كذلك من خلال هذه الزيارة أن يضفي شرعية لحكومته من خلال عقد الاتفاقيات وتنظيم استقبال رسمي له، في ظل وجود حكومة أخرى موازية، وهي حكومة فتحي باشاآغا”.
بينما رأى من جانبه المستشار السياسي السابق لمجلس الدولة الاستشاري صلاح البكوش، أن رئيس حكومة الوحدة المؤقتة، عبد الحميد الدبيبة لا هدف له إلا البقاء في السلطة، وحتى زياراته ليست إلا مجرد محاولة لعقد صفقات ودعم نفسه.
وقال البكوش، في منشور له، عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: “من الواضح أن الدبيبة وفريقه عشوائي ولا هدف له إلا البقاء في السلطة، وأن هذه الحكومة لا تختلف عن مجلسي النواب والدولة، صفقات وراء الكواليس مع من يستطيع دعمهم".
وأضاف “هذا الشيء الوحيد الذي يفسر لقاءاتهم غير المعلنة، في إسطنبول مع عراب الصفقات السياسية محمد صوان، الذي يعرفون جيدا خطورته ويحاولون استيعابه أو تحييده للاستمرار في الحكم”، بحسب تعبيره.
في المقابل أكد المحلل السياسي إبراهيم لاصيفر حول حديث الدبيبة وحكومته المستمر عن الانتخابات بأنه "ضرب من الخيال لأن الحديث عن إجراء انتخابات وطنية يتطلب تهيئة اقتصادية وأمنية لحماية الانتخابات وتوعية سياسية واجتماعية إذ لا يمكن القيام بانتخابات مثلاً قبل إجراء مصالحة وطنية شاملة بين مختلف الأطراف الليبية".
واستدرك لاصيفر "حتى لو ذهبت حكومة الدبيبة إلى انتخابات مبكرة فلن تنجح لأن حكومته لا تسيطر إلا على جزء من المنطقة الغربية غير أن شرق وجنوب البلد بالكامل خارج سيطرته وحتى المنطقة الغربية بالكامل ليست مناصرة له".
فحديث الدبيبة عن "أهمية الذهاب نحو انتخابات مبكرة حتى يسلم السلطة هو مجرد شماعة من أجل البقاء لأطول فترة ممكنة".